القوة الخفية في التطور المجتمعي

عبدالقادر حسونة
عبدالقادر حسونة

غزة - المشرق نيوز
بقلم: عبد القادر حسونة

لعبت المرأة دورًا محوريًا في نهضة المجتمعات القديمة والحديثة وأثبتت من خلال هذا الدور قدرتها على التغيير الإيجابي في تلك المجتمعات، فحضورها اللافت في مختلف جوانب الحياة وإصرارها على الوقوف بجانب الرجل ومساندتها له دليل على كونها عنصرًا أساسيًا في إحداث عملية التغيير في المجتمع.

إن التغيير الايجابي الذي تسعى له المجتمعات مرهون بشكل كبير بواقع المرأة ومدى تمكنها من القيام بأدوارها في المجتمع، فهي تشغل دور أساسي في بناء أسرتها ورعايتها لهم، من خلال ما يقع على عاتقها كأم من مسؤولية تربية الأجيال، وما تتحمله كزوجة من أمر إدارة الأسرة، ومع تقدم المجتمعات وتطورها نجد أن المرأة لم تلتزم فقط بواجبها تجاه أسرتها وتربية الأبناء بل أصبح لها دورًا اجتماعيًا كبيرًا في شتى المجالات، وبناءً على مؤهلاتها العلمية والثقافية والاجتماعية تنوعت أدوارها في المُجتمع على مُختلف الأصعدة.

ولا ننسى هنا الإشادة بدور المرأة الفلسطينية على وجه التحديد والتي تتميز عن باقي نساء العالم لما خاضته من تجارب مؤلمة وتحدت الصعاب والمخاطر نتيجة الاحتلال الإسرائيلي، ولدينا مئات ومئات قصص الكفاح للفلسطينيات، ودورهن البارز في نضالات وصمود الشعب الفلسطيني.


إن المرأة نصف المجتمع من حيث التكوين وكل المجتمع من حيث التأثير في النشأة والتكوين، فهي الأم والأخت والزوجة والجدة والمعلمة والمربية، وبناء على ذلك فعلينا أن نكرم المرأة بمنحها كافة حقوقها لكي تستطيع أن تنخرط في شؤون البناء والتنمية على نحو فعال وحيوي، فالإحصاءات تشير إلى أن تعليم المرأة وتمكينها من العمل انعكس ايجابًا على الأسرة، سواءً في الأمور التربوية أو الاقتصادية أو الصحية.

 فأصبحت المرأة في أغلب الدول تشكل قوة ديناميكية داعمة للتطور والتحول في المجتمع، لذلك من الجيد التأكيد على أهمية تمكين المرأة لكي تكون قادرة على القيام بأدوارها بفاعلية، والمقصود بالتمكين هي العملية التي تُشير إلى امتلاك المرأة للموارد وقدرتها على الاستفادة منها وإدارتها بهدف تحقيق مجموعة من الإنجازات للارتقاء بالفرد والمجتمع.

ولدينا اليوم قصص وأمثال كثيرة لنساء سجلن أسمائهن في التاريخ بماء من ذهب، ليضرب بهن المثل للقدوة الحسنة، لذلك فلزامًن علينا أن نعطي المرأة حقها الذي كفله لها القانون الدولي وقبله ديننا الحنيف، لتكون المرأة سنداً رئيسياً للمجتمع وتقف جنب بجنب لتقود مسيرة النمو والتطور.