من البساطة إلى التعقيد .. ماذا فعلت بنا الهواتف الذكية ؟

عبدالقادر حسونة
عبدالقادر حسونة

غزة - المشرق نيوز
بقلم: عبد القادر حسونة

مع التطور الهائل الذي يشهده العالم في مجال تكنولوجيا المعلومات ومع بزوغ عصر الهواتف الذكية، التي غيرت نمط حياة معظم سكان العالم، ظهرت مميزات عدة لهذه التكنولوجيا التي ساهمت في تسهيل الحياة اليومية، ولكن ظهرت مساوئ أخرى شديدة، تهدد الحياة الاجتماعية لدى الكثيرين.
ومن أهم مخاطر هذه التكنولوجيا أو الهواتف الذكية، هي الإدمان عليها، فاليوم لا يوجد أحد لا يقتني هاتف ذكي، وبالتالي فإن معدلات التعامل مع هذه الهواتف ربما تتجاوز الست ساعات يومية وهذا رقم كبير جداً، وله تبعات سيئة جداً على الإنسان من الناحية الاجتماعية والنفسية والصحية.
حيث يوجد تأثير سيء لموجات الإشعاع التي تطلقها الأجهزة الإلكترونية المتطورة، كما قد يسبب الضوء المنبعث من الشاشة عدة مشاكل لكل من الدماغ والعينين، لا سيما عند استخدام الجهاز في الظلام، حيث يسبب هذا النوع من الضوء اضطراب النوم والشعور بالإرهاق، علاوه على تسببها في مشاكل في الرقبة وآلام العمود الفقري، ويرجع ذلك في الأساس إلى الانحناء الدائم لمشاهدة الشاشة.
ولعضلات اليدين والذراعين نصيب من هذه التأثيرات السلبية، ويمكن للإفراط في استخدام هذه الأجهزة تقليل نشاط المستخدم والتسبب في السمنة.
أما على المستويين النفسي، فقد يتسبب إدمان المحمول في التعرض لظاهرة الخوف من عدم وجود الهاتف الذكي، أو عدم القدرة على الوصول إليه، وتضاف إلى هذه الأعراض الإصابة بالاكتئاب والقلق الدائم من عدم القدرة على مواكبة كل جديد في مواقع التواصل الاجتماعي.
إدمان الهاتف المحمول قد يسبب أزمات شخصية والاكتئاب وزيادة مستويات التوتر والقلق، وهذا النوع من الناس قد تظهر لديهم أنماط سلوكية تشبه من يعانون من إدمان المخدرات، بالإضافة إلى أن إدخال هذه الأجهزة إلى نظامنا اليومي أدى إلى تحول كبير في عاداتنا، حيث إن الهاتف المحمول الذي يفترض أن يقربنا من الآخرين أصبح يفعل العكس.
إن تكنولوجيا الهواتف الذكية والإنترنت أسهمت في ربط الصلة بين الناس في مختلف أنحاء العالم، لكن تأثيراتها السلبية مرتبطة بالاستخدام المفرط وغير المناسب لهذه التكنولوجيا، والسبب وراء ذلك هو عدم وجود توعية كافية بقواعد استخدامها ومختلف جوانبها الإيجابية والسلبية.
وإن علاج الادمان من الهواتف الذكية يتطلب استحضار الارادة الكاملة للتخلص من هذا الاضطراب النفسي، مدعوما بتخلص تدريجي من تلك العادة ولتكن الرياضة والهوايات المحببة للنفس والتي ينتج عنها منفعة ذهنية وجسدية، هي خير بديل للتخلص بها من الادمان على الهواتف.
ومما لاشك فيه أن الحرص الدائم على تطوير العلاقات الاجتماعية والأسرية بشكل إيجابي سوف يساعد في التخلص من ذلك الادمان بشكل اسرع واكثر كفاءة.
إن الادمان عادة تتراكم وتتضخم يوماً بعد يوم فلتكن الوقاية والحرص على عدم الانجراف في ادمان الهواتف الذكية، وذلك عبر قضاء بضعة أيام بعيداً عن الروتين اليومي، وبعيدا عن التكنولوجيا والأجهزة الذكية، لكي يعيد الإنسان ربط الصلة مع نفسه، ويخفض مستويات التوتر والإرهاق التي يسببها الاستخدام المفرط لهذه الأجهزة.