رسالة للنخب الفكرية السياسية والمثقفين في مجتمعنا الفلسطيني.... بقلم: نضال خضرة

نضال خضره.jpg
نضال خضره.jpg

غزة/ المشرق نيوز

 

في الوضع الطبيعي وبحسب التاريخ السياسي للثورات في العالم سواء كانت ضد الإستعمار،  أو كانت ثورات تصحيحية إصلاحية ضد الأنظمة السياسية الفاسدة المستبدة.

 

عاداً ما تقوم النخب الفكرية السياسية والمثقفين بمطالبة القوى السياسية الحاكمة بالتصحيح، من خلال ثورات الإصلاح، أو بتحريض الشعب على مقاومة الإستعمار بكل الوسائل المشروعة ومن ثم تتقدم لقيادة الشعب في المواجهة.

هذا ما حصل مع الكثيرين من النخب الفكرية والسياسية والمثقفين الذين ساهموا سواء في ثورات التصحيح أوالثورات ضد الإستعمار، منهم وليس حصراً، شيخ الإسلام ابن تيمية"والعز بن عبد السلام" المهاتما غاندي" فلاديمير لينين" ماوسي تونغ "هوشي منه" نيسلون مانديلا" سبينوزا "جان جاك روسو"وفولتير الذي كان أحد المحرضين  على الثورة الفرنسية ودفع ثمن ذالك في الحبس في سجن الباستيل.

 

لاشك بأن هناك بعض الصراعات لا تصلح لها هذه النماذج الثورية خاصة الشعوب التي تعيش على رقعة جغرافية واحدة وتتصارع بفعل الخلاف الطائفي العرقي والأيدلوجي، مثل تجربة الشعب الهندي الروندي الاثيوبي والسوداني الخ..

 

وتاريخ الثورات يؤكد بأن مجمل هذه الصراعات لم تنتهي إلا بجهد النخب الفكرية والسياسية والمثقفين، الذين ساهموا بثورات الإصلاح والتصحيح سواء من خلال النضال السلمي أوبتقديم أفكار إستراتيجية منطقية واقعية وإبداعية أنتجت تصحيح ومصالحات وتوافقات هدفها مصلحة هذه الشعوب وأوطانها، بإستثناء من عجزوا وبقوا  في وحل الصراع وساهموا في تدمير شعوبهم وأوطانهم، مثل لبنان افغانستان الصومال الخ..

 

حالتنا الفلسطينية سيطر عليها الخلاف الأيدلوجي والسياسي بفعل تراكم هذا الخلاف وتعقيداته الذي أصبح يشبه خلاف الطوائف، بسبب جمود القوى السياسية وتمسكها بمصالحها وإرتهانها لقوى خارجية إضافةً لعجز النخب الفكرية السياسية والمثقفين عن إيجاد حلول، كما أن حالة العجز هذه ساهمت في تردي سمعة شعبنا وقواه السياسية ونخبه الفكرية السياسية والثقافية على حد سواء، الذين أصبحوا عاجزين عن إيجاد حلول، وليس هذا فحسب بل أصبح بعضهم جزء من المشكلة بسبب توظيف ما يحملون من فكر وثقافة وتأثير سياسي ، إما من أجل تبرير أخطاء وخطايا جماعة معينة أو بنقد وتعهير خصم معين أو الإشادة بمواقف جماعة معينة، بما ينسجم مع مصالحهم وعواطفهم وانتمائهم السياسي والأيدلوجي مما يؤكد ذلك بأنهم أصبحوا عاجزين وغير مؤهلين للمساهمة في إيجاد حلول إبداعية تنقذ المشروع الوطني، لذلك المنطق السليم والمخرج أن تنهض النخب الفكرية السياسية والثقافية لإيجاد حلول منطقية وموضوعية للخروج من هذه الأزمات التي أصابت عصب المشروع الوطني، كما أن هذه النهضة ستنقذ هذه النخب العاجزة من سوء وتردي سمعتها بسبب عجزها عن إيجاد حلول ،أحد أهم مبادئ المسؤلية الوطنية الفكرية والثقافية، الهجوم بالتفكير الإستراتيجي المنطقي والموضوعي على أي مشكلة وطنية عامة ،لأن هذا الهجوم يضعفها مهما بلغت صعوبتها ومن ثم ينهيها، في ظل الحالة الشائكة المعقدة التي نعيشها.

مطلوب التوافق على المبدأ مبدأ (المسؤلية) ومن ثم التجرد من الأيدلوجيات العواطف  والمصالح.

 

اللافت مع كثرة مراكز الدرسات السياسية والإستراتيجية على كثرة مسمياتها وتمويلها،وكثرة النخب الفكرية والسياسية والمثقفين والأكاديميين، لم تتوافق هذه النخب على المبادئ التي من شأنها تجعلهم يهجموا إنقضاضاً بمسؤلية على الازمة وتعقيداتها من خلال التفكير الإستراتيجي الذي يراعي تعقيدات الحالة من خلال المنطق والموضوعية والاوليات والمصالح العامة والخاصة للفرقاء، لذلك مطلوب إستفزاز جميع النخب الفكرية السياسية والمثقفين لعلهم يستشعروا بالمسؤلية والخطر الداهم ليبدأو بإعادة التجمع والاجتماعات من أجل إيجاد حلول إبداعية خلاقة من خلال التفكير الإستراتيجي لينقذوا ما تبقي حتي لو كانت هذه الحلول ستؤدي لثورة تصحيح شاملة والا سنبقي نصارع دون كيشوتياً دون جدوي وستدفع الأجيال القادمة ثمن هذه العجز بسبب تراكم الازمات وتعزيز الفجوات بين الفرقاء.