هل انطلاق مسيرات الأعلام بالقدس سيشعل الاوضاع الامنية بغزة مجددآ ؟

مسيرات الاعلام.jpeg
مسيرات الاعلام.jpeg

غزة/ المشرق نيوز/ فاطمه الدعمه

أعلنت الشرطة الإسرائيلية يوم أمس الجمعة وبشكل رسمي، موافقتها على تنظيم "مسيرة الأعلام" اليمينية في مدينة القدس المحتلة، رغم التحذيرات المتكررة من خطورة هذه الخطوة في الظروف الحالية، خاصة التحذيرات التي وجهتها حركة حماس والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

وعقب قرار الشرطة الإسرائيلية بانطلاق مسيرة الأعلام، رغم التحذيرات المستمرة، هل ستتصعد الأوضاع الأمنية في قطاع غزة مجدداً مع إسرائيل؟

الكاتب والمحلل السياسي د. حسام الدجني، قال، إن أحد الاحتمالات المتوقعة هو إشعال فتيل الحرب مجدداً والعودة إلى الدائرة الأولى التي انطلقت بعد مسيرة الأعلام السابقة، ولكنه غير مؤكد، لأن ذلك يخضع لتقدير الفصائل، مشيراً إلى أنه في نفس الوقت يتطلب هذا من الوسيط الأمريكي والمصري أن يتدخلا للضغط على الحكومة الإسرائيلية الجديدة من أجل وقف المسيرة لمنع أي احتكاك قد يحدث.

واعتبر الدجني في مقابلة مع "بي دي ان"، أن تحذيرات المقاومة الفلسطينية هي بمثابة رسائل سياسية للوسطاء، لا سيما الوسيط الأمريكي، وبذلك ننتظر، لافتاً إلى أن هذا لا يعني أن تندلع الحرب يوم الثلاثاء.

وأوضح الدحني، أن الفصائل الفلسطينية لديها أكثر من اتجاه، حيث أنه من الممكن أن تكتفي بالمقاومة الشعبية، أو تزداد حدة الاشتباكات في الضفة الغربية أو القدس أو قطاع غزة بشكل شعبي وسلمي، لافتاً إلى أن الردود لا تعني ردود عسكرية فقط من قطاع غزة، بل هناك ردود تتمثل بالمقاومة الشعبية والدبلوماسية والإعلامية، التي قد توظّف للرد على هذه المسيرة..

وأضاف الدجني، الفصائل حذرت وتحذيرها يحتمل جميع الأوجه، ولكن لا أميل كمراقب سياسي إلى أن الفصائل ترجح خيار الرد بإطلاق الصواريخ صوب المدن الإسرائيلية المحتلة.

وتابع الدجني، ربما يكون هناك إطلاق صواريخ والدخول في معركة جديدة، خاصة مع قدوم الحكومة الإسرائيلية الجديدة والذي سيشكل نقطة تحول مهمة في إدارة الصراع.

من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي د. هاني العقاد إن إسرائيل بعد اجتماع "الكابينت" الأخير قررت أن تعدّل في مسار مسيرة الأعلام بحيث أن لا يكون هناك احتكاك كبير في الأحياء الإسلامية، لكن منظمو المسيرة خاصة أعضاء الكنيست يريدون الدخول في الحي الإسلامي.

وأضاف العقاد، على أي حال إن كانت المسيرة ستمر من الحي الإسلامي أو لا تمر منه فإن هذه المسيرة تعتبر استفزاز للفلسطينيين لأنها ستنطلق من باب العمود وتمر إلى بعض المسارات حتى تصل حائط البراق وباب السلسلة، لذلك لا بد أن يكون هناك احتكاك واستفزاز مع الفلسطينيين والتي قد تفجر الأوضاع الأمنية الراهنة في قطاع غزة والقدس، سواء كان بنيامين نتنياهو أو نفتالي بينيت لأن كلاهما معني أن تكون هناك مسيرات .

وأوضح العقاد، أن الشرطة والجيش الإسرائيلي وجهوا نصائح للوسط السياسي بأن لا تكون هناك مسيرة وأن تلغى نهائياً.

وتابع، موضوع المسيرة أصبح ينظر إليه من قبل الإسرائيليين أنه شكل من أشكال السيادة على مدينة القدس وبالتالي هناك من يعتبر إلغاءها بمثابة الرضوخ لحركة حماس والرضوخ للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وهذا ما لا يريده لا المستوى السياسي ولا المستوى الأمني في إسرائيل.

ونوّه العقاد لـ "بي دي ان" إلى أن مصر حذرت الولايات المتحدة الأمريكية بأن نتنياهو يريد أن يفجر الأوضاع بالضفة الغربية وقطاع غزة والقدس من خلال المسيرة والتي قد تعيد الأوضاع إلى ما كانت عليه شهر مايو الماضي.

وأضاف، إدارة الرئيس الأمريكي الجديد بايدن معنية بعدم تفجر الأوضاع الأمنية في المنطقة من جديد خاصة أن أميركا تنظر إلى التقارير التي تخرج من الدول المحيطة بالصراع لأنها بمثابة تهديد للأمن القومي العربي.

وقال العقاد: عند تفجر الأوضاع الأمنية في قطاع غزة مع إسرائيل، لن يتفجر فقط بين إسرائيل وغزة، بل أن هناك القدس والضفة الغربية والداخل الفلسطيني وحدود الأردن ولبنان ومصر، والخليج العربي والجزائر، والذي سيؤثر على المصالح الأمريكية.

وأضاف، الشعوب العربية ستنتفض في وجوه حكامها لأنها لم تمارس ضغطاً حقيقياً على أميركا لتكبح جماح إسرائيل، لذلك تم استدعاء وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس الأسبوع الماضي إلى مقر وزارة الدفاع الأمريكية وبالتالي تحدثوا معه أن لا يكون هناك حماية من الجيش والضغط نحو إلغاء المسيرة، لكن غانتس ونتنياهو لديهم توجه لانطلاقها لأنهم يعتبرونها من الثوابت لفرض السيادة الإسرائيلية على القدس وليس المسجد الأقصى فقط وتقسيمه زمانياً ومكانياً.

بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي د. خالد صادق، إن هناك سيناريوهين متوقعين بشأن الأحداث.

السيناريو الأول: في حال كان هناك انتهاك فج من قبل الاحتلال للمسجد الأقصى والأحياء العربية داخل القدس المحتلة بالتالي من شأنه أن يأجج الأوضاع الأمنية من جديد، ويكون هناك ردود من المقاومة الفلسطينية حتى لو كانت محدودة، لكنها ستكون بمثابة رسائل موجهة من المقاومة للاحتلال أننا لن نسمح بالعودة إلى ممارسة هذه الانتهاكات بهذا الشكل الفاضح.

أما السيناريو الثاني: والذي تحدثت عنه بعض وسائل الإعلام العبرية عن أن المسيرات ستكون بعيدة عن مناطق التماس مع الأحياء العربية وممكن أن تتركز على القدس الغربية ويتم نشر قوات كبيرة من الشرطة وحرس الحدود لمنع الاحتكاكات بين المقدسيين والمستوطنين.

وأضاف صادق، في كلا الأحوال هذا استفزاز واضح للمقاومة الفلسطينية لذلك كان خطابها واضح لأهلنا بالضفة الغربية بأن يكون الحراك من الضفة الغربية والتي من الممكن أن تؤدي هذه الأحداث إلى اندلاع شرارة المواجهات مرة أخرى في مناطق التماس مع الاحتلال الاسرائيلي.

وحول تحمل الأوضاع  بغزة للعودة إلى المواجهة العسكرية مجدداً، أوضح صادق أن المقاومة دائماً تقرأ الأحداث جيداً، لافتاً إلى أنه عندما تكون الأوضاع متعلقة بالقدس والمسجد الأقصى تكون حالة الشحن زائدة لدى الشارع الفلسطيني، وجميعنا شاهدنا في معركة "سيف القدس" كيف تلاحم الفلسطينيون مع المقاومة بشكل واضح ودعموها في استمرار المعركة لأطول وقت ممكن حتى يتراجع الاحتلال عن مخططاته في المسجد الأقصى المبارك وحي الشيخ جراح وحي بطن الهوى في سلوان.

وشدد صادق على أن، المقاومة الفلسطينية تراعي أن هناك من لا يزال يلملم جراحه وهناك من يعيد ترتيب بيته بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع، لافتاً إلى أن ذلك لن يكون عائق أساسي في الرد على جرائم الاحتلال طالما أنه يتعلق بالقدس والمسجد الأقصى المبارك.

وكانت احتجاجات يومية شهدها حي الشيخ جراح في القدس الشرقية على خلفية التهديد بطرد عائلات فلسطينية من منازلها لصالح مستوطنين، اتسعت  إلى أنحاء متفرقة من القدس وخصوصا في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان.

وأدى ذلك إلى انفجار الأوضاع الأمنية في قطاع غزة، والتي استمرت لمدة 11 يوما، ارتقى خلالها260 شهيداً فلسطينياً بينهم 66 طفلا، وإلى دمار هائل في القطاع، فيما قتل من الإسرائيليين 12 شخصا بينهم طفل وفتاة وجندي.