أطفال تحت الركام

الرضيع الحديديّ "4 شهور" خطفت طائرات الموت أمّه وأشقائه في مجزرة الشاطئ وحرمتهم من فرحة العيد

الحديدي 1.jpg
الحديدي 1.jpg

أطفال تحت الركام

الرضيع الحديديّ "4 شهور" خطفت طائرات الموت أمّه وأشقائه في مجزرة الشاطئ

غزة- أحمد المشهراوي- المشرق نيوز

سيكمل محمد الحديدي (41 عاماً) حياته وحيداً مع طفله الرضيع (4 شهور) الذي فقد حليب أمّه الدافيء بفعل آل الموت، بل فقد كل أشقائه في مجزرة إجراميّة، وقعت في مخيم الشاطئ للاجئين غربي قطاع غزة، دون سابق إنذار.

الرضيع (محمد) الذي يحمل نفس الاسم، كتب الله له الحياة بعد أن أسقطت طائرات المنون الإسرائيلية ثلاثة طوابق، وحوّلت سكون الليل إلى مجزرة بشعة، سيفتح عينيه البريئتين، عندما يكبر  على فقدان أمه مها محمد الحديديّ (39 عاماً)، وأشقائه عبد الرحمن محمد الحديدي ٨ أعوام، وصهيب محمد الحديدي ١٤ عاما ويحيي محمد الحديدي 11 عاما، واسامة الحديدي 9 أعوام.

وليس هؤلاء فقط من طالتهم يد طائرات الموت الحربيّة الثقيلة، فقد استشهد كذلك أبناء خاله، مريم علاء ابو حطب "15 عاما"،  يامن علاء ابو حطب ٥ أعوام ، وبلال علاء ابو حطب ١٠ اعوام ، ويوسف علاء ابو حطب ١١ عاماً، وزوجة خاله ياسمين محمد حسان ٣١ عاما.

رضيع ابو حطب.jpg
 

بدأت القصة عندما توجهت الأمّ مها إلى بيت أخيها علاء أبو حطيب ، لتقضي فرحة العيد هناك، ولتهرب من حمم الموت التي تصب فوق رؤوس الأمنيين في قطاع غزة على مدار أبوع كامل، وهي لا تدري أن نهايتها تكون في بيت أخيها وإلى جانب أطفالها وابناء أخيها..

أراد الله أن ينتقل هؤلاء الشهداء إلى أكفانهم التي حيكت لهم بخيوط الظلم، ويبقى هذا الرضيع.. وفي مجمع الشفاء الطبي بغزة، انهالت دموع الأب، وهو يدخل غرفة العناية المركزة، ويجد طفله وحيدا، وقد حرم من أمّه وأشقائه، وبدلاً من أن يقضي أيامه في العيد، قضاها بين أشلاء ممزقة، مزقتها يد البطش والقتل..

الحديدي.jpg
 

وعندما وصل الأب المكلوم، كانت فاجعة له، توجه صوب رضيعه ليقبل يده، وهو يبكي بكلام غير مفهوم سببته هذه المجزرة الرهيبة، وسجد لله شاركاً، رغم ألم الموقف بفقدان زوجته وأطفاله، وهو يقول: أيها الاحتلال إنّ كنتم خطفتهم أطفاليّ بطائرات الإف 35، فقد أكرمني الله بطفل، سأستكمل به ما تبقى من حياتي.

الحديدي 1.jpg
 

الحديدي 3.jpg
 

ماذا سيقال لهذا لرضيع عندما يكبر ولا يجد أحداً من أسرته، سوى الأب المكلوم؟، إن لسان حاله يقول، أوقفوا مجازر الموت التي تحرم أبناء لداتي من فرحة العيد، وتسرق منهم طعم الحياة.