أطفال تحت الركام

الطفلة ملاك الطناني استبدل القصف ملابس العيد بالكفن الأبيض

ملاك.jpg
ملاك.jpg

أطفال تحت الركام

الطفلة ملاك الطناني استبدل القصف ملابس العيد بالكفن الأبيض

غزة- أحمد المشهراوي- خاص بالمشرق نيوز

لن تذهب ملاك رأفت الطنانيّ (7 سنوات) إلى مدرستها أو مراجيح العيد، ولن تعيد ترتيب حقيبتها الجميلة بلون عينيها العسليتين، ولن تمشط شعرها الذهبي لون خيوط الشمس وقت الأصيل.. كما أنّ ملابس العيد الذي انتظرته، غابت تحت ركام البيت، واستبدلت بلون كفن الموت المعبق بالبارود وغبار القصف.

ملاك.jpg
 

فقد استشهدت (ملاك) ذات العينين الملائكيّ، برفقة والديها رأفت الطنانيّ (39 عاماً) وأمّها راوية أبو عصر (35 عاما) التي رحلت وجنينها في أحشائها.

ولم تكتف طائرات القتل بتغيب ملاك ووالديها، بل طال القصف المدمر لمنزلهم في مدينة بيت لاهيا شمالي قطاع غزةـ أشقاءها الأطفال بعمر الورود إسماعيل (6 سنوات)، وأمير (5 سنوات)، وأدهم (4 سنوات)، ومحمد (3 سنوات)، لتقضي طائرات الموت على عائلة بأكملها كغيرها من العائلات التي يشطب اسمها يومياً من سجلات المواليد المدنيّة.

الطناني.jpg
 

الجد المكلوم وقع تحت صدمة إبادة عائلة ابنه بأكملها، وتوجّه صوب سيارة الإسعاف التي أقلت جثمانهم بعد أن تمّ إخراجهم من تحت الانقاذ، وبصوت البكاء الحزين، أخذ يحدث حفيدته (ملاك) وهو يقدم كلمات الرثاء التي استبدها بتهاني العيد، وكشف عن وجهها المسجى بالكفن، وهو يخاطبها قائلا: هل لبست ملابس العيد يا سيدي، هل خطفتك طائرات القتل من بين ألعابك؟!!

 

أسرة كاملة مكوّنة من 6 أفراد، وجنين، وقعت في عملية قصف عنيفة شنّتها المقاتلات الإسرائيلية، وبمشاركة من الآليات المدفعية على طول المنطقة الشمالية لقطاع غزة، دون سابق إنذار، حوّلت المنطقة إلى كتلة من النار الملتهب المحاطة بغبار القتل، ورائحة بارود المنون، إلى جانب تدمير 9 منازل في مربّع سكنيّ كامل.