الشيخُ جَراح تفتحُ الجِراح.... بقلم: عائد زقوت

عائد زقوت.jpg
عائد زقوت.jpg

غزة/ المشرق نيوز

لم يتوقف الجُرحُ الفلسطيني يوماً عن النزيف، ولم تندمل الآمال في العودة لنتفيأ تحت شجر توت فلسطين وجُميزها، ونأكل خبز قمحها، وتتمتع أنظارنا بشمس أصيل يافا ساطعةً على بحرها، ونقف أمام سور عكا نتذكر عظمة انتصاراتها، ونحتسي الشاي والقهوة متسامرين في قهوة "غبن" في بلدتي اسدود، هذه الآمال كانت ولازالت تمدنا بالعزيمة والإصرار كما أمدت آباءنا وأجدادنا وستبقى رافداً يمد أبناءَنا جيلاً بعد جيل حتى يُمَرغُ أنفَ الاحتلال في التراب، إن كل الجرائم التي قامت بها دولة الاحتلال من مجازر ومذابح وقتل وتشريد وحصار ضاربة عرض الحائط بكل القيم الإنسانية، ظناً منها أنها ستغير التاريخ وستعيد تشكيل وجدان الأمة كما ينبغي لها، وأنها ستطمس الهوية الفلسطينية، بل وتقتلع فلسطين وشعبها من جذوره الضاربة في أعماق التاريخ لتأمن من هواجسها، لكن هيهات هيهات أن ترى ذلك مهما علت فعلوّها علامة على دنوِّ هلاكها وزوالها وسيَروْا بعيْن اليقين تتبير ما صنعوا، إنَّ الهبّات المتتالية في القدس من هبّة باب العمود وما سبقها من هبات تسقي الآمال وترويها وتُحيي النفوس فتنهض من سُباتها، ولكي يُضحِي الأمل حقيقة لا بد من استمرار هذه الهبات الشعبية وردفها بكافة وسائل النجاح و القدرة على الاستمرار حتى تُؤتي أُكُلها، وها هي الشيخ جراح تفتح الباب لمزيد من الهبات وتنتظر المؤازرة الحقيقية، الفاعلة التي لا تُمَكِّن الاحتلال من دفعنا إلى مربعات قدراته وقوته ويحسم المعركة لصالحه بأقصر وقت، إننا بحاجة إلى ردف هذه الهبّات بطاقة جماهيرية مستمرة على أوسع نطاق مُمكِن بعيداً عن خطابات التأثير على المشاعر وتغليب الإحساس على العقل، ونُنَحّي مناطق اختلاف الرؤى، وعدم تلاقي الأولويات جانباً، ولا نفسح المجال للرؤيويين والجهابذة المتكلمين بالأخذ والرد وألّا نعطي مجالاً للمنسلخِين عن جسد الشعب وروحه والمتربصين به ليس ذلك فحسب بل ينفثون في عضده مُقَزِمين لتطلعاته مُستَغِلين عثراته ليُنَصِّبوا أنفسهم قادة عليه، فنصدِف عن أهدافنا ونُشمِت بنا أعداءنا.