للمخرج الفلسطيني محمد الصواف

"مارد من السنابل".. وثائقي يروي حياة الشاعر والسياسي الراحل "معين بسيسو"

ندوة السلامة الصحفية بالاسلامية.jpg
ندوة السلامة الصحفية بالاسلامية.jpg

للمخرج الفلسطيني محمد الصواف

"مارد من السنابل".. وثائقي يروي حياة الشاعر والسياسي الراحل "معين بسيسو"

غزة/ المشرق نيوز

يروي فيلم "مارد من السنابل" للمخرج الفلسطيني محمد الصواف قصة الشاعر والسياسي الفلسطيني معين بسيسو، بوصفه واحد من جيل الشعراء الفلسطينيين الذين ترجموا الشعر الثوري إلى عمل ثوري رافض لواقع الهزيمة، ومشاريع التصفية، مؤمنًا عن وعي بأن انتصار قضية فلسطين مرهون بانتصار قضية التحرر الوطني في الوطن العربي.

ويبث الفيلم الذي أنتجته شركة "ألف ملتيميديا" وعمل باحثاً ومعدا فيه الصحفي والباحث محمد الدلو مساء غد الأربعاء 28 إبريل/ نيسان الجاري الساعة 20:05 بتوقيت القدس على شاشة الجزيرة الوثائقية.

الفيلم الذي يمتد لـ 25 دقيقة ينطلق من أهمية المرحلة التي لمع فيها صوت "بسيسو" (1926-1984)، إذ ارتبطت الساحة الفلسطينية في الخمسينات بالشعراء الذين اصطلح على تسميتهم بـ"شعراء النكبة"، فبينما غرق آخرين في بكائيات فجائعيه، انطلق "بسيسو" في الحث على رفض الواقع، متلمسًا هذا الواقع ومرتكزاته، رابطًا بين مسألة الوطن وبين أشكال القهر والتخلف التي تأخذ بخناق جماهير هذا الوطن.

ويشير مخرج الفيلم إلى أنه ورغم مدة الفيلم القصيرة إلا أنه تطلب إعداداً وبحثا عميقا اضطرته وزميله الدلو إلى دراسة معظم مؤلفات بسيسو والدراسات القليلة التي طالته بالدراسة والنقد، ومقابلة العديد من معاصري معين بسيسو بعضهم لم يظهر بالفيلم لظروف تتعلق به مثل الشاعر الذي رحل حديثاً عز الدين المناصرة.

وأوضح أن ما يميز الفيلم توظيفه لأرشيف نادر ومميز من مسودات لقصائد ومسرحيات كتبها بسيسو بخط بيده، وبعض الصور والتسجيلات النادرة للشاعر التي تظهر لأول مرة في الفيلم، إضافة لأحداث تكشف لأول مرة عن علاقة الشاعر بالزعيم الراحل ياسر عرفات، والشاعر محمود درويش.

وضمن ثلاثة محاور يقف "مارد من السنابل"، مستعينًا بمشاهد تمثيلية ذات بعد إيحائي ودلالي، على حياة "بسيسو" شاعرًا وسياسيًّا وتأثير المجتمع والواقع السياسي بعد النكبة والإدارة المصرية لغزة في تكوين شخصية السياسية وأثرها في لغته الشعرية بشكل دفعه للانخراط مبكرًا في السياسة وصولا إلى اعتقاله.

ويفرد الفيلم محورًا خاصًا لإسهامات "بسيسو" الشعرية والمسرحية كونه من أوائل من كتب الشعر الحديث في فلسطين ومن رواد الحركة المسرحية الفلسطينية وكيف وظفها ثوريًا ضد مشاريع تصفية القضية الفلسطينية، مقدمًا نقاشًا مستفيضًا حول ذلك مع الشهود والمعاصرين من أفراد عائلته لاسيما زوجته صهباء البربري.

كما يعرج على تأثر "بسيسو" بالبيئة الثقافية المصرية التي صبغت شعره وذوقه ومزاجه، حيث ترعرع في أحضان الحركة الثقفية المصرية وارتبط بصداقات هي الأعمق في حياته، وذلك دون أن يغفل عن استدعاء التراث العربي والعالمي والأساطير في شعره ومسرحياته بما يخدم الفكرة التي يطرحها.

ويقدم الفيلم صورة عن انطلاقة "بسيسو" في العمل السياسي ودوره في الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، حين كان معلمًا غير عادي حول الحصص الدراسية إلى حصص وطنية لتثوير الطلبة، وتجربة الاعتقال القاسية التي خاضها في السجون المصرية نتيجة مواقفه الثورية ولرفضه مشروع توطين اللاجئين الفلسطينيين في سيناء وقيادته للجماهير، وتأثيرات تلك التجربة التي لازمته في أعماله الأدبية حتى وفاته، إذ كان ينظر للقصيدة كبيان سياسي وظيفتها تثوير الجماهير.

ولم يغفل الفيلم عن التطرق إلى جدل تعرض "بسيسو" لظلم نقدي باعتباره شاعرًا سياسًّا يستخدم معجمًا شعريًا خشنًا ومباشرًا، ونقد اختزالي بسبب الاستعارات الاشتراكية واليسارية البَيِنة بشكل دفع النقاد إلى العزوف عن نصوصه، وتأخر الاعتراف به كـ "شاعر للمقاومة" وجعل الأمر محصورًا في عدد من الشعراء الآخرين كسميح القاسم وتوفيق زياد ومحمود درويش.

ويختم الفيلم بتسليط الضوء على علاقة الصداقة والمهادنة التي جمعت الشاعر بالرئيس الراحل ياسر عرفات بالرغم من رفضه للمسار السياسي الذي سلكه الأخير، ودون أن يمنعه هذا عن العمل مستشارًا ثقافيًا له مدة ست سنوات ولكنه كان بعيدًا عن صناعة القرار، بخلاف صديقه "درويش" الذي جمعتهما علاقة الشيء بنقيضه حيث عاش الشاعران معارك طاحنة في المزاحمة على رضي عرفات، توجت بإقصاء "بسيسو" عن نيل جائزة "لينين" للشعر وتقديم درويش عليه الأمر الذي ترك أثرًا بليغًا في نفسه.

ويضم فريق الفيلم ضم كلا من صلاح الحو الذي عمل مديرا للتصوير، ومروان الصواف وأحمد المشهراوي فنيا الصوت، وموسى أبو غنيمة الجرافيك.