رسالة إلى مروان البرغوثي.... بقلم: أحمد مراد

مروان البرغوثي.jpg
مروان البرغوثي.jpg

غزة/ المشرق نيوز

لا يزال الوضع داخل حركة فتح، غامضا، ويشوبه الكثير من اللبس، في قضية مرشح الحركة للانتخابات الرئاسية والمقرر اجراءها هذا الصيف، رغم أن اللجنة المركزية أرجأت الحديث في هذا الملف إلى ما بعد انتخابات المجلس التشريعي.

ولكن ما رشح لحد اللحظة هو أن الرئيس محمود عباس على ما يبدو سيكون مرشح فتح "الأوحد" في انتخابات الرئاسة، وهذا ما أعلن قائدين كبيرين في الحركة هما رئيس الوزراء محمد اشتية، ورئيس هيئة الشؤون المدنية حسين الشيخ.

ورغم أن ناصر القدوة الذي فُصل مؤخرا من مركزية فتح والحركة، على حد سواء، أعلن دعمه وترشيحه للأسير مروان البرغوثي حال قرر الأخير خوض انتخابات الرئاسة ومنافسة أبو مازن، رغم أن مروان أو وزوجته فدوى لم يعلنا مبدئيا أو نهائيا موقفها من الترشح للمنافسة على انتخابات الرئاسة، أو حتى دعم عباس من عدمه.

ولكنا في هذا المقال سنتعامل بفرضية أن مروان قرر خوض الانتخابات، ماذا سيحدث؟!

الواضح أن البرغوثي سيلقى دعما كبيرا، ليس فقط من فئة الشعب الفلسطيني، وهم الأهم، ولكن أيضا من فئات سياسية ومفكرين، وأحزاب سياسية، لربما تكون منهم حركة حماس، ما يعني أن فرصته بكسب الانتخابات عالية، ولربما يكون هو الأوفر حظا أمام كل المنافسين، ولكن واقعيا.. هل يمكن لأسير محكوم بحوالي 7 مؤبدات أن يحكم دولة محتلة من داخل محبسه؟، وهل سيطلق الاحتلال سراحه لمجرد فوزه بالانتخابات؟، ألهذه الدرجة محتلنا رحيم بنا وبأسرانا!

ينظر الجمهور الى مروان البرغوثي بمثابة رمز النضال الفلسطيني وان أهميته الكبيرة بالنسبة للشعب هي ترقيته الى مكانة عليا، ولكن هل رئاسة دولة فلسطين هي هذه المكانة العليا، بالطبع لا.. فالمتتبع للحالة السياسية في فلسطين منذ توقيع اتفاق أوسلو يجد أن الجسد السياسي متهالك، فلا منظمة التحرير تحكم، ولا المجلس التشريعي أدى دوره، ولا الحكومات المتاعقبة حظيت بأي رصيد شعبي، اللهم فقط الرئيس الراحل ياسر عرفات، هو من خلده الشعب ومنحه المكانة العليا، والكل ينظر لمروان بأنه الرمز الجديد، ولكن الرئاسة قد تضر أكثر مما تنفع، ولن يبقى للشعب الفلسطيني أي رمز بعد ذاك التاريخ.

ناهيك على أن الفساد في ادارة الدولة، طوال 25 عاما، خلف الكثير من الأزمات، لن يستطيع الأخ مروان أن يفعل حيالها أي شيء سواء أكان داحل السجن أو خارجه، فالقيادة الحاكمة والمتنفذة ستظل موجودة وتضع سياسات السلطة الفلسطينية، وسيبقى التنسيق الأمني فعالا، وسنذهب لجولة مفاوضات جديدة، اضافة إلى استمرار الانقسام الأسود، وتراجع ترتيب القضية الفلسطينية دوليا وعربيا.

أنا هنا لا أدعو إلى ذهاب الأخ مروان لقيادة الحركة في قائمة المجلس التشريعي، خاصة وأن سمعة المجلس خلال آخر 16 عاما غير ملائمة له ولرمزيته، ولكن أفضل ما يمكن فعله هو بقاء حركة فتح متماسكة ومروان أحد أضلاعها الثابتة، في ظل ما تعانيه الحركة على المستوى التنظيمي والسياسي والمالي.