الطاقة الكامنة وكيفية تحفيزها للنفس البشرية- بقلم / د. مروان مشتهى

‫مروان مشتهى - نسخة.png
‫مروان مشتهى - نسخة.png

الطاقة الكامنة وكيفية تحفيزها للنفس البشرية- بقلم / د. مروان مشتهى

لن أتكلم عن الطاقة الكامنة بمفهومها الفيزيائي البحت ،وهي حالة من السكون ،ونقيضها الحركة والديناميكية والدينامية ،إنما سأتناولها بطريقة تنموية تحفيزية للنفس البشرية .

لا شك أن كلٌ منا يمتلك طاقةً كامنة بداخله ،تلك القوة الخفية التي لو تم استثمارها واستغلالها استغلالاً أمثل فإنها ستغير ملامح حياتنا حتماً رأساً على عقب، فترتبط تلك القوة بخلجات القلب والعقل والوجدان ، فتلك القوة الكامنة الغير مستغلة يجب توجيهها نحو تحقيق الأمنيات والغايات التي نريدها .

نحن لا نستغل إلا الجزء اليسير من إمكانياتنا ،فما علينا إلا اكتشاف ذواتنا ،و سنجد الكثير من الأفكار والأمور التي نستطيع إنجازها بكل سهولة ودون عناء، لكننا لم نعط أنفسنا حتي فرصة للتفكير في ذلك، فلا تجعلوا خطوط الوهم أن  تتسلل إلى فضائكم الرحب ، فكروا باستقلالية ، واطلقوا العنان لمخيلتكم ، وفكروا بطريقة غير اعتيادية ،فكروا خارج القواعد خارج الصندوق ،واقنعوا أنفسكم أنكم  فعلاً تستطيعون ،اصنعوا الإيجابية ولا تفكروا إلا بالصعود والنجاح والازدهار، ولتكن الحكمة التي تقول لا تؤجلوا عمل اليوم إلى الغد نبراساً وقنديلاً ينير حياتنا وحياة من حولنا .

ليس معنى ذلك أن نبحر ونتوسع  في الخيال وننفصل عن الواقع، إنما  علينا دراسة الماضي ومعرفة ما نملك في الحاضر للوصول إلي المستقبل بخطة مرنة واقعية قابلة للتطبيق والتحقيق وبخطوات متأنية وثابتة نحو القمة .

مروان مشتهى.png
 

علينا نحن بني إنسان أن نخطط جيداً ، لمسار حياتنا ،ولتكن أهدافنا منطقية ،من خلال المرونة العالية فى مواجهة الصعوبات والتحديات التي ستوجهنا ،فهذه التحديات قد واجهت معظم المشاهير والناجحين والمبدعين ، فهل علمنا  كم فشلت تجاربهم مراراً وتكراراً ؟، كم تعثر هؤلاء حتى وصلوا إلى القمة ؟، لقد سقطوا وتعثروا مرات عديدة ولكنهم نهضوا فى كل مرة وبدأوا من جديد، فهل تعلمنا من سقوطهم وتجاربهم .

علينا استلهام أفكار العظماء وإسقاطها علي حياتنا ،فبيل غيتس يمتلك الآن شركة مايكروسفت العالمية للحواسيب التي تعادل ميزانيتها ميزانية دول ،بدأ حياته كموظف بسيط للغاية في إحدى شركات الحواسيب ،وكان لا يتقاضى أجراً ،وصل إلي هذه المكانة العظيمة من خلال التصميم والإصرار والإرادة ،لم ييأس عندما تعرض للفشل في بداية المشوار، فاستغل طاقته الكامنة الداخلية المحفزة التي لا تعرف الفشل إطلاقاً ، ووجهها نحو تحقيق الهدف ليصبح أغنى رجل في العالم ، فليس هناك إنسان فاشل ، إنما هناك من اكتشف ذاته وصقل مهاراتها وغاص في أعماقها وعرف أين يبدع ،وأين يجد نفسه ، وطور ذاته ، عرف نقاط القوة التي يمتلكها وعمل على تعزيزها ، واكتشف نقاط الضعف والخلل وعمل على إصلاحها ووضع الحلول المناسبة لها قبل فوات الأوان .

فمن خلال استغلال الطاقة الكامنة نستطيع تحويل ما يدور في داخلنا إلى إنجازات وأعمال وديناميكية وطاقة متجددة نستطيع من خلالها تحقيق أهدافنا التكتيكية والاستراتيجية على حدٍ سواء