منسوب المياه ارتفع إلى مترين

تدمير مئات الدونمات وخسائر كبيرة جراء تعمد فتح الاحتلال عبارات المياه شرق غزة

فتح سدود مياه الامطار شرق غزة.jpg
فتح سدود مياه الامطار شرق غزة.jpg

منسوب المياه ارتفع إلى مترين

تدمير مئات الدونمات وخسائر كبيرة جراء تعمد فتح الاحتلال عبارات المياه شرق غزة

غزة / المشرق نيوز

دمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي مئات الدونمات الزراعية شرقي الشجاعية شرق مدينة غزة بعد ان تعرضت للغرق بفعل فتح الاحتلال عبارات المياه، اتجاه أراضي المزارعين.

وأكد رئيس مجلس الاعلام في وزارة الزراعة بغزة، فايز الشيخ، الخميس، أن الحصيلة الأولية تتحدث عن تضرر ما يقارب 500 دونم زراعي نتيجة الغرق منها جزء كبير تدمير كلي، وآخر جزئي، وهو ما كبد المزارعين خسائر مالية كبير، إضافة إلى إتلاف المحاصيل الزراعية، التي تضم زراعة بعلية حقلية.

وأوضح الشيخ، أن وزارته ستجري مسح ميداني للأراضي المتضررة، لتحديد حجم الخسائر المالية، مشيرًا إلى أنه بعد الانتهاء من المسح سترفع الوازرة حصيلة الاضرار إلى المؤسسات والجمعيات الخيرية، من أجل تعويض المزارعين.

ولفت الشيخ، إلى أن الأسواق الغزية ستأثر من تراجع الإنتاج المحلي بشكل محدود في الأيام المقبلة، بعدما دمر الغرق المتعمد المحاصيل الزراعية.

وأكد أن قوات الاحتلال تتعمد في كل فصل شتاء من العام، فتح عبارات وسدود المياه اتجاه أراضي الزراعية شرقي الشجاعية، بذريعة انها مياه امطار زائدة، معتبرًا أيها سياسة ظالمة تنتهجها (إسرائيل) لإلحاق الأذى بالمزارعين.

وطالب منظمة الصليب الأحمر بضرورة التدخل العاجل لوقف ممارسات الاحتلال، التي من شأنها أن تكبد المزارعين خسائر كبيرة، ما ينعكس على دخل عائلاتهم.

من جهتها، رصدت الإغاثة الزراعية من خلال طواقمها الميدانية فتح سدود تجمع مياه الأمطار من قبل الجانب الإسرائيلي نحو الأراضي الزراعية شرق مدينة غزة تحديداً في منطقة الشجاعية من خلال عبارات جديدة بالإضافة إلى العبارات الموجودة سابقاً، مما أسفر عن غرق العديد من الدونمات الزراعية، حيث وصل ارتفاع منسوب المياه في المناطق الزراعية إلى ما يقارب المتر ونصف المتر إلى مترين ووصول المياه المتدفقة من السدود إلى مسافات بعيدة جداً داخل الأراضي الزراعية في المنطقة الشرقية.

و يقول المزارع فايز سكر، وهو أحد الأخوة الأربعة المتضررين من فتح السدود: "إنها المرة الأولى التي تصل مياه السدود إلى مناطق جديدة لم تتضرر من قبل نتيجة لفتح عبارات جديدة "، إضافة إلى أنه تضرر سابقاً في كانون الثاني/يناير 2020 لنفس السبب، و تم دعمه من قبل جمعية التنمية الزراعية (الإغاثة الزراعية) بمدخلات الإنتاج لتمكنه من الزراعة مرة ثانية و اعادة دمجه في العملية الزراعية .

وقال حماد الخيسي (60 عاما): "المرة الثانية التي تغرق فيها محاصيله بشكل كلي (كوسا - بامية - فقوس) نتيجة فتح السدود وإغراق أرضه من قبل الاحتلال وتعرضه لخسائر جديدة إضافة إلى الديون المتراكمة نتيجة الانتهاكات المستمرة التي تتعرض لها المنطقة".

بدوره تحدث مدير الإغاثة الزراعية في قطاع غزة المهندس تيسير محيسن: " أن خسائر فادحة لحقت بالمزارعين المستفيدين من تدخلات الإغاثة الزراعية في المنطقة نتيجة فتح السدود، حيث أن البعض منهم تعرض لتدمير أرضه وزراعته بشكل كلي والجزء الآخر انحصرت خسائرهم فقط في شبكات الري والحراثة".

ودعا السلطة الفلسطينية و المجتمع الدولي و الأمم المتحدة لحماية المزارعين والعمل على تعويضهم والضغط على الإحتلال لوقف الإنتهاكات المستمرة في حق المزارعين و احترام القوانين الدولية و الاتفاقيات ذات الصلة.

وأكدت منسقة المناصرة والإعلام في الإغاثة الزراعية نهى الشريف على أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أقامت سدودا على طول الشريط الحدودي لقطاع غزة، لمنع الانسياب الطبيعي لمياه الأمطار إلى الأراضي الفلسطينية، وتحويلها لتصب في الخزان الجوفي الإسرائيلي داخل أراضي العام 48 وبالتالي حرمان الفلسطينيين من أهم مصدر لتغذية الخزان الجوفي في ظل تفاقم الوضع المعيشي للمزارعين في ظل الأزمات والكوارث التي يتعرض لها القطاع الزراعي تزامناً مع أزمة (كورونا).

وأفادت الشريف بأن جزءا كبيرا من الأراضي مزرعة فعلياً خلال موسم الشتاء مما زاد من حجم الضرر نتيجة التكاليف التشغيلية التي تم دفعها لتجهيز الأرض واعدادها للزراعة وشراء الأشتال من المشاتل، إضافة إلى أن مياه الأمطار تحتاج لفترة طويلة حتى تتبخر وأن امتصاص التربة لها يعمل على تعفن الجذور.

ويشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يقوم بشكل متكرر سنويا بفتح السدود في المناطق الشرقية، مما يؤدي هذا الأمر لاندفاع المياه بكميات كبيرة تغرق محاصيل المزارعين وتلحق بهم وبالأراضي الزراعية الأضرار الفادحة.

انتهى