جريمة غزه، هل من مدان؟ بقلم احمد السبعاوي

جريمة غزه، هل من مدان؟ بقلم احمد السبعاوي
جريمة غزه، هل من مدان؟ بقلم احمد السبعاوي

جريمة غزه، هل من مدان؟ بقلم احمد السبعاوي

على مدار الخمسة عشر عاماً الماضية ومنذ ان انسحب شارون من غزه عام 2005 تعرض مجتمع غزه لهزات عنيفة بسبب اقتتال ما يمكن تسميتهم فتح وحماس حيث أدت معاركهم مع بعض الي نتائج اجتماعية ومهنية وخيمه على مجتمع غزه.

لم يتم مناقشة هذه النتائج على المجتمع الغزي ونخبه حيث قضت علي طبقته البيروقراطية الخبيرة وموظفيه وصناعات وكفاءات اخري تعرضت للتشرذم اما بشكل مباشر كما موظفين السلطة الذين تم فصلهم او بشكل غير مباشر كأبناء مهن وصناعات كانت تعتمد علي وجود هذه الطبقة مثل الخدمات والمطاعم والمقاهي وأصحاب البيوت والعمارات التي تعتمد في دخلها علي ايجار العقارات لهذه الطبقة.

وكنتيجة مباشرة للتضييق علي حماس في غزه تم محاصرة المجتمع بشكله العام ومنعت اسرائيل آلاف المنتجات من دخول غزه حتي لأيتم استغلالها من حماس للمجهود الحربي مما أدي الي افلاس التجار وهجرة الكثير منهم ومن ابنائهم خارج غزه.. وشاركت مصر بهذا الحصار حيث اغلقت معبر رفح لكي تساعد ما اصطلح علي تسميته الشرعية متمثلة بمحمود عباس ..ولقد بدت النتائج الاجتماعية كارثية علي الجيل الجديد في غزه والذي تخرج من الجامعات منذ عام 2007 الي الوقت الحالي حيث ان نسبة ايجاد عمل للخريجين هي اقل من 4% من مجموع الخريجين والخريجات هذا أدي الي وجود اكثر من عشرات آلاف العائلات مع اثنين او ثلاثة او اربع خريجين او خريجات بدون اَي فرصة عمل ...بالإضافة الي هجرة عشرات بل مئات الألف من الشباب الي بلدان اوربا او المحاولة للوصول الي اوربا للهرب من جحيم الحروب والفقر في غزه، حيث مات منهم الكثير في البحار وسجن الكثير في بلاد المهاجر..

لا  تنتهي معاناة غزه فقط في هذا الظلام والفقر بل تعداها الي  مواجهتها  لثلاث حروب مرعبه مجنونه من قبل اسرائيل لا نعرف لغاية الان كيف ولماذا  خاضتها غزه رغم عدوانية الاحتلال وجرائمه المعروفة ونهجه المعروف في التدمير ، ولهذه الحروب الرهيبة تاثيرات خطيرة علي الأطفال والشيوخ والنساء لأتعرف لغايةالان تأثيراتها نظرا لقلة الدراسات ...ولكن هل كان أيضا بالإمكان تفادي هذه الحروب ؟

ولم تسلم غزه في هذه الفتره من قطع الكهرباء المستمر وتأثيراته المدمره علي العائلات والإنتاجية للمجتمع بشكل عام ..مع اضافة مشكلات المياه وانقطاعها وملوحتها حتي تم تصنيف القطاع بمكان لايصلح للعيش الآدمي في عام 2022.  الان وبعد تراكم المشاكل الاجتماعية الخطيرة وانعكاسها علي الشباب حيث بدت مشكلات تعاطي الحبوب والمخدرات والمهدئات إلخ من الظواهر التي كانت ومازالت نتيجة طبيعيه  للاقتتال والحصار والانقسام  ... الان وفي أعقاب مرحلة الانتخابات  هل للمجتمع ان يعرف من المذنب ومن المجرم بحق مجتمع غزه؟ هل للمجتمع ان يعالج عبث السياسيين والفصائل والمناطق؟ هل للمجتمع ان يحاسب المسؤولين  عن ذلك؟  هل لنا ان نوثق هذه المرحلة لكي نتعلم منها كيف نحرم التضحية بالمجتمع بسبب خلافات فصائليه ؟

انتهى