الرأي والرأي الأخر .. بقلم /د. مروان مشتهى

مروان مشتهى.png
مروان مشتهى.png

الرأي والرأي الأخر ..

بقلم /د. مروان مشتهى

من سنة الله فى خلقه أن جعل لكل واحدٍ منا وجهة نظر تختلف عن الآخر ،ولكل منا طريقتة الخاصة في تفكيره ورؤيته وحكمه على الأمور والأحداث والمواقف ، فالإختلاف في الآراء والتوجهات ، تجعلنا مختلفين فى التعاطي مع الأحداث وكيفية التصرف فيها، فهناك من يتصرف بحدية عالية وعناد غير مبرر .

يقول الله فى كتابه العزيز مخاطباً الرسول صلى الله عليه وسلم (ولوكنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك، فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم فى الأمر) ،فلين القول وجمال الروح والكلمات تعطيك حب الآخرين وقبولهم لك قلباً وقالبا .

مروان مشتهى.png
 

يرى علماء النفس أن العناد هو حالة من التعبير عن الرفض الشديد والمبالغ فيه عن عمل حتى لو كان مفيداً أو الإصرار على ذلك العناد وعدم التراجع عنه رغم محاولات الإقناع التى تبذل من قبل الآخرين ، ففي هذه الحالة يقع صاحبه في إشكالية رفض الرأي و الرأي الآخر وعدم الإستماع إلي وجهات النظر الأخرى ، فيأخذ جانب التطرف والتعصب الأعمى ، من خلال التشبث برأيه فى كل الظروف ،وقد يكون هذا العناد في بعض الحالات  إيجابياً عندما يكون في جانب الحق والصواب ويطابق رأي الأغلبية عندما يكون ذلك العناد فى صالح نصرة المظلوم أو عندما يكون فى جانب قضية عادلة أو قضية رأى عام واضحة المعالم والحقوق والمطالبات ،ويكون العناد محموداً كذلك فى حالة التصميم والإرادة للوصول إلى هدف معين قد رسمه صاحبه لنفسه ، ولكنه يكون سلبيا إذا اقترن بالمكابرة والمعارضة من أجل المعارضة فقط، لإبراز صوته المخالف دون وجود أسباب مقنعة أو أسباب وجيهة لذلك العناد السلبي .

وقد يكون العناد أحيانا عندما يعاند الشخص نفسه ويعمل على إيذائها وعقابها ،كأن يمتنع عن الطعام أو يعتزل الناس أو يحرم نفسه من الأصدقاء .

وتتكون التوجهات والثقافات والإنطباعات لدى الفرد ،ومن ضمنها العناد من التنشئة الإجتماعية والظروف المحيطة والبيئة الحاضنة، فمن الصعب أن تجد حكيماً عنيداً ،فالحكمة والعناد لا يجتمعان فى شخص مطلقاً ،لأن العناد برأيي قد يكون غير محمود وشخصية صاحبه ليس لها  رصيد أو قبول أو حضور لدى الآخرين .

فالعنيد لا يثق بنفسه ولا يثق بالآخرين ،فلا تجادل مثل هؤلاء ،أصحاب الآراء المسبقة ،المتعصبين لمذهب أو فكرة ،المجادلين من أجل الجدال فقط ،واقترب دوما من المحاورين النجباء ،أصحاب الرأي و الرأي الأخر ،فالإختلاف فى الرأي عند هؤلاء حتما لا يفسد للود قضية .