التحقيقات الإستقصائية بين نقص الأدلة و القانون بقلم: المحامي مؤمن الناطور

مؤمن الناطور.jpg
مؤمن الناطور.jpg

غزة/ المشرق نيوز

في قانون البينات والإثبات، يوجد وسائل عديدة للإثبات وهي:

١. الدليل الكتابي.

٢. الشهادة.

٣. القرائن.

٤. الإقرار.

٥. اليمين.

٦. المعاينة.

٧. الاستعانة بخبير.

أمس بعد أن انتهيت من اتصال وفي لحظة إنشغال، تفرّغت قليلاً لأشاهد فيديو الأخ الصحفي يوسف حسان على عجالة، ولأني على ثقة بيوسف تسرّعت وباركت له هذا العمل، وتراجعت بعد أن شاهدته مرتين، ولاحظت:

١. يوجد تشابه بين أصوات الضحايا ولهجاتهم، بل لو قمت بالتركيز أكثر ستجد أنهم نفس الصوت.

٢. لا يوجد أي مكالمة أو محادثة بين المدّعين و المدعى عليه (مفوض التنمية الإجتماعية)، الموجود فقط إدعاء من الضحية بدون أي توثيق، و خلال حديثهم قالوا بأنه يحذف الرسائل فوراً، فكان الأفضل أخذ سكرين شوت للمحادثة بشكل فوري ليمتلك المُدّعي دليلاً يستطيع من خلاله تقديم شكوى. ( كُن أنت القاضي، أو وكيل النيابة، أو المُحقق في الوزارة، كيف ستحكم؟!)

٣. هؤلاء الضحايا حتى لو تقدّموا بشكوى إلى الشرطة أو النيابة، لا يوجد بحوزتهم أي دليل على التحرش أو المواعدة، وسينتهي الأمر بتعهد.

٤. سمعت المدعى عليه و هو يشتم على البث المباشر، وهذا يندرج تحت إطار ردة الفعل (غير مبرر، وأيضاً لا تعتبر ردة فعله قرينة على أنه يبتز ويُواعِد، لأن هذه الألفاظ منتشرة في كل مجتماعاتنا العربية)، كَون أن الأمر يمس سمعته وشرفه و وظيفته و مكانته في المجتمع، ومن المؤكد أنه حتى و لو لم يُثبَت عليه أي شيء من الإدعاءات الموجودة في الفيديو سيُغادر منصبه إلى مكان آخر لأن القضية أصبحت قضية رأي عام، ويوجد عليه شكاوى من بعض المواطنين. ( لا أبرّر ردة الفعل الغير أخلاقية، ولا أفرّق بين المواطن أو المسؤول في سوء الأخلاق)

٥. كان على الضحايا إصدار ردّة فعل فورية وقوية تتناسب مع حجم الحدث والمشكلة، والتقدم بشكوى في دائرة الشكاوى التابعة للوزارة، و لا يجوز للضحية أن تضعف بحجة حاجتها للمساعدة، وأن تسمح له أن يضع يده على جسدها، وبالمناسبة أنا قرأت محادثة منتشرة على الفيس بوك، ويُقال أنها مع المدعى عليه، ولاحظت من خلال المحادثة أنها سيّدة متزوّجة وأم أطفال، وتقول له: ( أنا بحبك كصديق، وأنا ست متزوجة وعندي أطفال، وزوجي لو شاف هالكلام حيصير مشاكل) ورغم أن ردوده عليها كانت مقزّزة ومُنحَطّة، إلا أنها أعادت الحديث معه وطلبت مساعدة، وأيضاً أعاد ردوده المُنحطّة، والسؤال الذي يراودني: ( واحد ابتزّك، بده يستغلك، كلامه مقزّز و واضح، ليش ما عملتي له بلوك؟!.. وتوجهتِ إلى الجهات المختصة لأخذ حقك )

٦. الأدلة الموجودة في الفيديو ضعيفة، وإن كان لدى الأخ يوسف أو أي شخص آخر أدلة أقوى، أقترح تقديمها إلى الجهات المختصة ليتم إدانة المدّعى عليه، وإبعاد هكذا مواضيع عن الرأي العام.

٧. أقترح على النيابة العامة أن تصدر قراراً بوقف النشر في هذا الموضوع حفاظاً على سمعة وعائلة وأطفال المدعى عليه، وأن يتم التحقيق في هذا الأمر عن طريق وزارته و إن ثبت عليه شيء، يتم إتخاذ الإجراءات اللازمة بحقّه.

* أخيراً فليواجه المدعى عليه مصيره ويُثبِت براءته، وعلى المتضرّر "المُدّعي" أن يُثبِت صحّة إدعائه بكافة وسائل الإثبات أمام الجهات المختصة.

* علينا أن نضع أنفسنا مكان عائلته الآن... ضَع نفسك مكان ابنه و زوجته و أمه و أبيه و عائلته.. الموقف صعب.

- كلامي هذا كتبته بحيادية، و ليس فيه أي انحياز لأي طرف، فأنا مُتابِع ليوسف حسان، ولا أعرف مفوّض التنمية الإجتماعية، ولا يوجد لدي أي انتماء حزبي..

هذا رأيي، وهو اجتهاد بشري يحتمل الصواب أو الخطأ.