عباس وبايدن .. الرهان والمخاطر / بقلم عامر أبو شباب

عباس وبايدن .. الرهان والمخاطر / بقلم عامر أبو شباب
عباس وبايدن .. الرهان والمخاطر / بقلم عامر أبو شباب

عباس وبايدن .. الرهان والمخاطر / بقلم عامر أبو شباب

الرهان على الادارة الامريكية الجديدة بإحداث تحولات في عملية التسوية الفلسطينية – الاسرائيلية أشبه بقدر القيادة السياسية الفلسطينية التي تؤمن أن البيت الأبيض محور الكون يدورها حولها الجميع ويخشون تجاوزها أو لا يملكون القدرة على ذلك.

كما أن القيادة الفلسطينية تدرك ان امريكا – إن أرادت- تعد الدولة الوحيدة القادرة على الزام تل أبيب بعملية حقيقة تؤدي الى تسوية الصراع التاريخي في الشرق الأوسط.

الجديد لدى القيادة الفلسطينية هو المؤشرات الواضحة على حدوث استدارة حادة من الرئيس الأمريكي الجديد بخلاف مسار ترامب، وشعور الحزب الديمقراطي بحجم الاهانة التي تلقاها الرئيس الأسبق بارك أوباما ووزير خارجيته جون كيري من نتنياهو وحلفاءه في اليمين الاسرائيلي.

كما ترى الرئاسة الفلسطينية أن دولة فلسطين قدمت كل ما تملك من اجل السلام والحفاظ على كافة الالتزامات خاصة الأمنية وعدم الانجرار لأي معارك تؤدي الى استدراج الرغبة الاسرائيلية في فتح أبواب العنف لتنفيذ مخططات الضم والتهويد بسرعة وقوة وغطاء أمني متجدد.

التعقل الفلسطيني وسلوك طريق "الصبر الاستراتيجي" يراهن على مدخلين مختلفين للوصول الى صناع القرار في البيت الأبيض، المحور الاول يتمثل في القاهرة وعمان بهدف التأكيد على صحة الموقف الفلسطيني في رفض صفقة ترامب والقدرة على تجاوزها بوصفها أحد المشاريع الفاشلة في التاريخ المعاصر، ولضم الجهود المصرية والأردنية لدعم فكرة مؤتمر دولي جديد يحدد جدول زمني لإقامة الدولة الفلسطيني ضمن عملية سياسية تفاوضية يشرف عليها كبار مجلس الأمن، وعلى الاردن ومصر توفير الضمانات الامنية والقضايا التفصيلية للمفاوضات.

المدخل الثاني يتمثل في حشد الجهود القطرية والتركية خلف فكرة المؤتمر الدولي للسلام وتفكيك قنبلة الانقسام الفلسطيني عبر أدوات الضغط في الدوحة واسطنبول على حركة حماس، على الأقل تسكين الخلاف وإعطاء ضوء أخضر للرئيس عباس للعودة للمفاوضات بآليات جديدة أو التزام الصمت حيال المحاولة الجدية.

الرئيس أبو مازن حشد خلفه باريس وموسكو باعتبارهما عاصمتين رفض نتنياهو الحضور لهما من اجل "تنشيط عملية السلام"، فضلا عن الموقف التقليدي الصيني والاتحاد الاوربي والأمم المتحدة وإصرارهم على رفض سياسية فرض الوقائع على الأرض التي تحول دون تطبيق "حل الدولتين".

المخاوف التي قد تواجه التصور الفلسطيني تتمثل في انشغال ادارة بايدن في اطفاء الحرائق التي أشعلها ترامب من ايران حتى الصين، والتطورات الكبرى في الازمة الصحية جراء انتشار وباء كورونا خاصة في أمريكا والتعافي من آثاره الاقتصادية.

كذلك هناك خوف من بقاء نتنياهو في الحكم بعد فشل معارضيه من الايقاع بالرجل القوي وصاحب الخبرة، فضلا عن عدم قدرتهم على تشكيل تحالفات وازنة وصلبة تحد من "الحكم الملكي" لنتنياهو.

ولا يغيب عن كل ذلك احتمال قيام نتنياهو بتصعيد عسكري ضد ايران أو لبنان او غزة لخلط الاوراق ووضع البيت الأبيض في زاوية حماية اسرائيل كأولوية أمريكية لا يعلو فوقها أي اعتبار.

خطوات القيادة الفلسطينية نحو المؤتمر الدولي يفضل أن لا تبقى مسار منفصل عن أي حراك داخلي لتفكيك الألغام الفلسطينية الداخلية وإحداث "طفرة ديمقراطية" تعزز المسار السياسي.

انتهى