من ذاكرة المخيم ( تلة مدخل البريج).... بقلم: د. ناصر اليافاوي

مخيم البريج.jpg
مخيم البريج.jpg

غزة/ المشرق نيوز

سطر مخيم البريج إبان الانتفاضة الشعبية الأولي أسمى آيات البطولة والتضحية والصمود، وقدم الشهيد عبد السلام فتيحة من أوائل شهداء الانتفاضة ،

واستخدم اهالي المخيم  أدوات بدائية في مقاومة الاحتلال الصهيوني الذي يملك أعتى وأكثر الأسلحة تطورا.

الحجر، كان السلاح الأول الذي قارع به أطفال وشباب ونساء المخيم المستوطنين وجيش الاحتلال   ، الذي يتخّذ آليته العسكرية درعا واقيا  ، ومع دخول الانتفا.ضة عامها الثاني  1988م  كثف شباب البريج من رشق جيبات الاحتلال وسيارات المستوطنين المتجه من والى مستعمرات نتساريم وكفار درووم بالزجاجات الحارقة ، وإشعال 

 إطارات المركبات على شارع صلاح الدين المحاذي للمخيم  ، كإحدى وسائل المقا..ومة  التى استخدمها المقاوم-ين لتشويش الرؤية على الجنود والمستوطنين  من خلال الدخان الأسود الكثيف الذي يشكّل حاجزا يعيق الرؤية ..

أمام إشتداد العنفوان الثوري في مخيم البريج، إتخذ حاكم عسكري الاحتلال بالمنطقة الوسطى ويدعى غالب ، وبأوامر شخصية من وزير الدفاع الص@يوني رابين وقائد المنطقة الجنوبية اسحق مردخاي ، عدة إجراءات قمعية خاصة بأهالي مخيم البريج منها :

- تعين رؤساء بلدية البريج  عسكرين  ص@اينة  للمخيم وهم /

1- داني دانون وكان برتبة عسكرية عالية "ميجر جينيرال" وهو متخصص في علم النفس وقد كان من أصول مصرية ويجيد اللهجة المصرية.

 2- بارشلطون وكان يعمل رئيس ديوان المحاسبة.

3- يوسي هداري وقد كان من أصول يمنية ويعمل مسئولاً لوزارة العمل قبل انتدابه لرئاسة البلدية.

* كانت مهمة هؤلاء الرؤساء في حينه تهدئة البريج وتطويع أهلها للنظام والقانون أسوة بباقي مناطق القطاع ثم إختيار رئيس بلدية جديد من سكان البريج ومن ثم يمشوا ويتركوا البلدية ويكونوا قد حققوا هدفهم المنشود، ولكن بصمود وبسالة أهل البريج تعذر عليهم تحقيق هدفهم، الى أن يأسوا وتركوا البلدية والبريج وانصرفوا  دون أن يحققوا شيئا من ذلك ..

هذه السابقة لم تحدث ، ولن تتكرر فى التاريخ ، وذلك بعد اوامر القيادة الموحدة لجميع رؤساء البلديات بالاستقالة الفورية ، واستقالة رئيس بلدية البريج محمد ابوسعدة ..

- فرض تجول خاص لمخيم البريج من السابعة صباحا حتى السابعة مساءا يوميا..

- قطع الكهرباء والماء عن المخيم..

- فرض حصار اقتصادي وتحرير مخالفات وسحب رخص سيارات ومحلات، وتضيق الخناق لكل من يحمل هوية عنوانها مخيم البريج..

لم يستكن شباب المخيم بعد هذه العقوبات ، واشتعل فتيل المواجهات بشكل أكبر، فأتخذ رابين قرار التكسير والاعتقال والتجويع للمخيم بهدف التركيع الفاشل ، وكان القرار فى شهر إبريل عام 1988م بحصار شامل للمخيم كالتالي:

- أغلاق مدخل مخيم البريج بتلة طينية مرتفعة تمنع دخول وخروج السيارات  العامة وخاصة سيارات الإسعاف للمخيم ، بعد وضع التلة الكبيرة وحصار البريج ، أطلقت منظمة التحرير على مخيم البريج لقب ( مخيم الصمود رقم 1) ..

- إغلاق مداخل حارات ومداخل بلوكات المخيم ببراميل إسمنتية وخاصة بلوك 1 ، 3 كونهم فى قلب المواجهة اليومية

اعتبر شباب المخيم هذا العمل تحديا، ومحاولة من الاحتلال لكسر عزيمتهم ، وابتكروا وسائل وشعارات لإستمرار النضال، كان أهمها اقتحام تلة مدخل البريج وتحريرها من تمركز الجنود عليها ، وبعد تحريرها كان الشباب الثائر يرفعون  عليها علم فلسطين، بإشارة النصر..

يأس الحاكم العسكري الص@يوني من اعتبار مخيم البريج خقل تجارب فاشلة، وأخيرا قام باحتلال عمارة فى مدخل البريج تعود لعائلة العواودة ، إلا انها ايضا باءت بالفشل خاصة بعد حادثة آمنون 1990م..