غزة/ المشرق نيوز
نقف اليوم كشعب فلسطيني يختزل في ذهنه وتاريخه معاني الوفاء ، أمام ذكري ليست عابرة إنها ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية ، انطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، حاملة النوط المقدس لثورات العالم كافة ..
نحتفل اليوم بذكري انطلاقة الثورة ( الفلسطينية ) لأنها من حقق السبق في تاريخ الشهداء ، حين قدمت أول شهيد للثورة المعاصرة (احمد موسى ) ، والسبق في الأسري والأسيرات ، فكان ابن فتح ( محمود بكر حجازي ) وابنة الفتح ( فاطمة برناوي) ، أوائل من قدمتهم فتح لتبت للتاريخ أننا باقون ولن يمحى تاريخ ، سطر بدم وعرق ونار ونور معا ،
فتح صاحبة العلاقة السرمدية مع تاريخ فلسطين النظيف حين يتحدث بطلاقة في ذكرى الانطلاقة أيضا على أنها صاحبة المدرسة الأولى في العمليات الاستشهادية ، وأروع نموذج في السيطرة على المواقع الصهيونية ، وما عملية كمال عدوان 1978م إلا شاهد على ذلك ..
ولأنها فتح التي حافظت على الثوابت ، واستشهد من اجلها ياسر عرفات ،وآلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين ، نرى كأصحاب قلم ورأي ، ونحمل في أذهاننا وعقولنا التاريخ الفلسطيني الخالص ، أنه من الضروري اللازم ، ومن اجل فلسطين ووحدتها ، أن نحافظ على ديمومة حركة فتح ، وعلى تاريخها ..
وفي سبيل ذلك ندعو الى المراجعات الواجبة التالية:
- انتخاب شخصيات قيادية تخرج من رحم القاعدة الفتحاوية ، بالابتعاد عن سياسة التعينات..
- إختيار قيادات تتسم بالموضوعية والإيثارية، وتسعى بجدية لصالح القاعدة الجماهيرية، وليس لمصلحتهم ومصلحة أقاربهم وأبنائهم ومقربيهم فقط ..
- الالتزام بقرارات القيادة ، وعدم التفرد باتخاذ القرارات والتصريحات ، والتغريد خارج السرب الفتحاوي الوطني ..
- خلق قيادة شابة جديدة للحركة والاهتمام بالكادر الفتحاوي ، وتخصيص مدرسة فتحاوية نزيهة ، تعمل على تخريج كادر ثوري واعي يحمل رسالة فتح الخالدة وينقلها للأجيال ..
- الاهتمام بالجانب التوعوي الوطني ، وغرس قيم الولاء للوطن ، وقياداته المخلصين والشهداء الذين رضعوا من حليب الثورة التى أطلقتها فتح ، وليكن البدء من البراعم والزهرات والشبيبة الواعية .
- وضع كافة الخيارات التكتيكية ، عنوانًا للمقاومة حتى نيل الاستقلال وإكمال المشوار التي انطلقت فتح لأجله ..
- إخضاع الخلافات الداخلية لمنظومة الظواهر الصحية ، وعدم إظهارها - إن وجدت - ونشرها على السطح المحلي والإعلامي عبر فضائيات متصيدة ..
- إرساء منظومة إعلامية موحدة للحركة ذات مرجعية واحدة ، واختيار ناطقين إعلاميين أكفاء مدربين ، وبشكل دوري لإعطاء الفرص للجميع والبقاء للأصلح وليس للأسبق ..
- تكثيف العمل الاجتماعي والمؤسساتي ، وإحياء ما اندثر منه ، وخاصة فيما يتعلق بالشئون (العلاجية والخدماتية والرياضية)
- إعادة بناء الثقة بينها وبين جماهيرها العريضة ، وخاصة من أبناء قطاع غزة، وإلغاء كافة الاجراءات التى طالت الجسم الفتحاوي ومناصريه ، وعلى رأسها التقاعد المالي ، وقطع الرواتب القائمة على التقارير الكيدية ، بإعتبار الكل تحت سقف شعب واحد ، ورئيس وحكومة واحدة، وإعطاء الفرص للجميع بالوظائف والعلاوات والترقيات ..
- عدم احتكار المسميات على شخصيات بعينها بالتناوب ، لأن رحم فتح يفرخ الكثير ولن تعقم الحركة عن ولادة قيادات شابة متجددة ..
- تعزيز مبدأ الشفافية والمحاسبة ، تحث شعار (لا احد فوق القانون ) ..
- الالتفاف حول قيادة فتح المركزية ، والقيادة السياسية للسلطة و مساعدتها على تحقيق مبادئ الصلح المجتمعي للتفرغ نحو قضايانا المصيرية والمركزية ..
-العمل على طي صفحات الانقسام والانفلات ، تحت سقف فلسطين وسلطة واحدة وجيش واحد ..
هذه المحاور والمحددات لا تدخل في درب الأماني ، لأنه من السهل تحقيقها ، إن توفرت النوايا الصادقة والعازمة على شد إزارها لتحقيق الحلم الذي بات تحقيقه أقرب من مرمي الحجر ، وباعتقادنا أن ثورة استمرت نصف قرن ، وقدمت الآلاف من الشهداء ، لابد أن تصل إلى أهدافها السامية ، وتنجز ما تبقى من مشروعها الوطني ،وتسلم راية فلسطين الجامعة لكافة حضارات العرب والمسلمين للأجيال المنتظرة ..
بتنا ننتظر الصبح ، أليس الصبح بقريب