في ذكرى انطلاقة فتح لابد من قراءة ومراجعة..... بقلم: د. ناصر اليافاوي

ناصر اليافاوي.jpg
ناصر اليافاوي.jpg

غزة/ المشرق نيوز

نقف اليوم كشعب فلسطيني يختزل في ذهنه وتاريخه معاني الوفاء ، أمام ذكري ليست عابرة إنها ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية ، انطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، حاملة النوط المقدس لثورات العالم  كافة ..

  نحتفل اليوم بذكري انطلاقة الثورة ( الفلسطينية )    لأنها من حقق السبق في تاريخ الشهداء ،  حين قدمت أول شهيد للثورة المعاصرة (احمد موسى ) ، والسبق في الأسري والأسيرات ،  فكان ابن فتح ( محمود بكر حجازي ) وابنة الفتح ( فاطمة  برناوي)  ، أوائل من قدمتهم فتح لتبت للتاريخ أننا باقون ولن يمحى تاريخ  ، سطر بدم وعرق ونار ونور معا ،

فتح صاحبة العلاقة السرمدية مع تاريخ فلسطين النظيف حين يتحدث بطلاقة في ذكرى الانطلاقة  أيضا على أنها صاحبة المدرسة الأولى في العمليات الاستشهادية ،  وأروع نموذج في السيطرة على المواقع الصهيونية ،  وما عملية كمال عدوان 1978م إلا شاهد على ذلك  ..

ولأنها فتح التي حافظت على الثوابت  ، واستشهد من اجلها ياسر عرفات ،وآلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين ،  نرى كأصحاب قلم ورأي ،  ونحمل في  أذهاننا وعقولنا التاريخ الفلسطيني الخالص ، أنه من الضروري اللازم  ، ومن اجل فلسطين ووحدتها ، أن نحافظ على ديمومة  حركة فتح ، وعلى تاريخها ..

 وفي سبيل ذلك ندعو الى المراجعات   الواجبة التالية:

- انتخاب شخصيات قيادية تخرج من رحم القاعدة الفتحاوية ، بالابتعاد عن سياسة التعينات..

- إختيار قيادات تتسم بالموضوعية والإيثارية، وتسعى بجدية لصالح القاعدة الجماهيرية، وليس لمصلحتهم ومصلحة أقاربهم وأبنائهم ومقربيهم فقط ..

- الالتزام بقرارات القيادة ،  وعدم التفرد باتخاذ القرارات والتصريحات ، والتغريد خارج السرب الفتحاوي الوطني ..

- خلق قيادة شابة جديدة  للحركة والاهتمام بالكادر الفتحاوي ،  وتخصيص مدرسة فتحاوية نزيهة ، تعمل على تخريج كادر ثوري واعي يحمل رسالة فتح الخالدة وينقلها للأجيال ..

- الاهتمام بالجانب التوعوي الوطني ، وغرس قيم الولاء للوطن ،  وقياداته المخلصين والشهداء الذين رضعوا من حليب الثورة التى أطلقتها  فتح ، وليكن البدء من البراعم والزهرات والشبيبة الواعية .

- وضع كافة الخيارات التكتيكية ، عنوانًا للمقاومة حتى نيل الاستقلال وإكمال المشوار التي انطلقت فتح لأجله ..

-  إخضاع  الخلافات الداخلية  لمنظومة الظواهر الصحية ، وعدم إظهارها - إن وجدت -  ونشرها على السطح المحلي والإعلامي عبر فضائيات متصيدة ..

- إرساء منظومة إعلامية موحدة للحركة ذات مرجعية واحدة ، واختيار ناطقين إعلاميين أكفاء مدربين ، وبشكل دوري لإعطاء الفرص للجميع والبقاء للأصلح وليس للأسبق ..

- تكثيف العمل الاجتماعي والمؤسساتي ، وإحياء ما اندثر منه ،  وخاصة فيما يتعلق  بالشئون (العلاجية والخدماتية والرياضية)

- إعادة بناء الثقة بينها وبين جماهيرها العريضة ، وخاصة من أبناء قطاع غزة، وإلغاء كافة الاجراءات التى طالت الجسم الفتحاوي ومناصريه ، وعلى رأسها التقاعد المالي  ، وقطع الرواتب القائمة على التقارير الكيدية ، بإعتبار الكل تحت سقف شعب واحد ، ورئيس وحكومة واحدة،   وإعطاء الفرص للجميع بالوظائف والعلاوات والترقيات ..

 - عدم احتكار المسميات على شخصيات بعينها بالتناوب ،   لأن رحم فتح يفرخ الكثير ولن تعقم الحركة عن ولادة قيادات شابة متجددة ..

- تعزيز مبدأ الشفافية والمحاسبة ، تحث شعار (لا احد فوق القانون ) ..

- الالتفاف حول قيادة فتح المركزية ،  والقيادة السياسية للسلطة و مساعدتها على تحقيق مبادئ الصلح المجتمعي للتفرغ نحو قضايانا  المصيرية والمركزية ..

-العمل على طي صفحات الانقسام والانفلات ، تحت سقف  فلسطين وسلطة واحدة وجيش واحد ..

هذه المحاور والمحددات لا تدخل في درب الأماني ، لأنه من السهل تحقيقها ، إن توفرت النوايا الصادقة والعازمة على شد إزارها لتحقيق الحلم الذي بات تحقيقه أقرب  من مرمي الحجر ، وباعتقادنا أن ثورة استمرت نصف قرن ، وقدمت الآلاف من الشهداء ، لابد أن تصل إلى أهدافها السامية ، وتنجز ما تبقى من مشروعها الوطني ،وتسلم راية فلسطين الجامعة لكافة حضارات العرب والمسلمين للأجيال المنتظرة ..

 بتنا ننتظر الصبح ، أليس الصبح بقريب