ضغوط نفسية وتجارب مثقلة بالتحديات جراء التعليم الالكتروني

تعليم الكتروني.jpg
تعليم الكتروني.jpg

غزة/ المشرق نيوز

كعادتها عصر كل يوم، تجلس الثلاثينية أم الأمير حمد بجانب طفلتها في الصف الثالث الابتدائي لمتابعة الدروس والواجبات معها، منذ تفشي فيروس كورونا بغزة، واقتصار التعليم عن بعد.

وتنغمس أم الأمير ما بين الشروحات والتوضيح وإيجاد الحلول المناسبة للدروس المقررة، في حين تشعر بأن الأمر يفوق قدرتها الى جانب أعمال المنزل التي لا تنتهي وتكون بانتظارها، الأمر الذي يسيب لها ضغوطات نفسية وعصبية تفقد معها التحمل، ومتابعة كل هذه المهمات.

وفرض تفشي وباء كورونا بغزة، ضرورة اللجوء إلى تجربة نظام "التعليم عن بعد"، الذي بات تحدياً يومياً يعيشه الأهل والطلاب والمعلمون لأسباب عديدة، منها: انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، وصعوبة الحياة المعيشية والواقع الاقتصادي، في وقت شكَل التعليم الإلكتروني ثقلاً كبيراً على كاهل الأمهات وربات البيوت.

أعباء وتراكمات

ليست أم الأمير التي تلاحقها الضغوطات اليومية جراء متابعة التعليم الإلكتروني الى جانب ممارسة المهمات الأخرى، فالكثير من الأمهات أكدن في أحاديث منفصلة لـ"الرأي"، أنهن يعانين من ضغوطات نفسية وعصبية فاقت التحمل، الى جانب التوتر الزائد.

أم خالد سالم هي الأخرى، لديها ستة أطفال وجميعهم طلاب، وتتنقل يوميا ما بين تدريس هذا وذاك دون أن تجد لنفسها متسعاً من الوقت للخلود الى الراحة، إلا من بعض سويعات في وقت متأخر من الليل.

تقول أم خالد في حديث لـ"الرأي": " لا أستطيع أن أحتمل تدريس أبناء ستة دفعة واحدة، فكل واحد منهم يحتاج الى متابعة دروسه وهاتف نقال يساعده في ذلك"، موضحة أنها باتت تشعر بالضغط الكبير والصراخ في بعض الأحيان، وعدم القدرة على التحمل أكثر من ذلك.

 ضغط نفسي كبير

وحول الضغوطات التي تعيشها الأمهات جراء التعليم عن بعد، يقول المرشد التربوي محمد اسليم:" إن الصعوبات التي يواجهها الطلاب في برامج المنصات الإلكترونية تلقي بثقلها على الأهل أيضا، إذ يعانون من ضغوطات نفسية كبيرة جراء مواكبة أولادهم بهذه العملية، وهو ما يزيد من أعباء العمل عليهم".

ويوضح اسليم في حديث لـ"الرأي"، أن إحدى الأمهات تحدثت في بعض الاستشارات، بأنها مضغوطة من كثرة المهمات، وأن جوال واحد بالبيت لخمسة طلاب لا يكفي"، وأخرى تقول": قطع الكهرباء وضعف الانترنت من أكبر المشاكل التي تواجهنا بالتعليم الالكتروني".

والى جانب الضغوطات النفسية والعصبية التي تلاحق الأهالي جراء الحجر المنزلي، يشكل التدريس عن بعد وداخل المنازل ضغوطات أخرى تساهم في زيادة معاناة العائلات، وبالتالي ينعكس على الطلاب بالسلب.

ويؤكد اسليم أن الطفل في المراحل الأولى للتعلم عن بعد لا يمكنه التركيز لأكثر من 15 دقيقة، وهو ما أكدته العديد من الأمهات، حيث ينشغل الطفل أثناء التعلم في أشياء أخرى ويلهو بها، في وقت تبدأ فيه الأم مرحلة من الصراخ والعصبية لكي يعود طفلها الى الفهم والاستيعاب.

تحديات صعبة

ورغم أن التعليم الإلكتروني خلق تحدياً صعباً لدى الأهل، إلا أنه ساهم في تطوير بعض المهارات الشخصية الخاصة بالتعلم المستقل والذاتي، واكتساب المعلومات، وتعود الطالب على القراءة ومتابعة دروسه رغم عدم تلقيه الشروحات داخل المدرسة.

 ويضيف المرشد التربوي:" إن التعليم عن بعد حمَل الأهل مسؤولية التعليم داخل المنزل، وفرض عليها التكيف مع بعض التطبيقات التي طرحتها المدرسة لمساعدة الطلبة على تجاوز الصعوبات، إضافة لإرسال الدروس من خلال المنصات التعليمية ومواقع التواصل الاجتماعي".

ليست الأمهات اللواتي يعانين جراء تلك الضغوطات الناتجة عن تراكم المهمات بسبب التعليم عن بعد، فوباء كورونا شكل تحديا كبيرا للعديد من المعلمين والمعلمات، حيث باتت مهمة إيصال المعلومة للطلبة أكثر صعوبة عن ذي قبل.

 ومساهمة منها في التخفيف من التحديات التي تواجه الأهالي والمعلمين على حد سواء، عملت وزارة التربية والتعليم بغزة، بشكل فعال ومتواصل من خلال الدعم المعنوي والتقني والإرشادات المستمرة، وذلك بتوجيهات لمدراء المدارس بتفعيل الصفوف الافتراضية ومنصات التعلم عن بعض، واطلاقها لبطاقات التعلم الذاتي للمرحلة الدنيا، وبعد ذلك إطلاق قناة روافد التعليمية، حيث أصبحت حصص التعلم عن بعد أسهل.

تقرير/ وكالة الرأي