توفيا أمس الثلاثاء في المستشفى بعد إصابتها بـ"الكورونا"

الحاج عمر فنانة من حي الشجاعية بغزة وزوجته يغادران الحياة سوياً بعد مسيرة استمرت لأكثر من نصف قرن

‫فنانة - نسخة.jpg
‫فنانة - نسخة.jpg

توفيا أمس الثلاثاء في المستشفى بعد إصابتها بـ"الكورونا"

الحاج عمر فنانة من حي الشجاعية بغزة وزوجته

يغادران الحياة سوياً بعد مسيرة استمرت لأكثر من نصف قرن

غزة- خاص بالمشرق نيوز-أحمد المشهراوي

في واقعة مؤثرة في قطاع غزة، توفي أمس الثلاثاء 15 من ديسمبر / كانون الأول الحاج عمر عبدالوهاب فنانة (أبو طارق) من حي الشجاعية بمديمة غزة، وهو في عقد الثمانينات من عمره قبل ساعات قليلة من وفاة زوجته زينب شحده فنانة، ويبدو أن الروحين اللتان التقيتا قبل أكثر من نصف قرن لم تستطيعا أن تتحملان فراق شريك حياتها التي استمر زواجه سنوات طويلة.
وكان الحاج عمر فنانة، أدخل المستشفى مؤخراً، حيث كان يعاني من صعوبة بالتنفس، وقد شخص الأطباء ذلك بالإصابة بالكورونا، كما أدخلت الحاجة زينب فتانة المستشفى لنفس الأعراض تقريباً، وشخصها الأطباء بمرض الكورونا المستجد، الذي بات يهدد العالم بأرجائه.

فنانة.jpg
 

وقد رقد الزوجان المخلصان على سرير الشفاء في قسم العناية المركزة، بعد أن شقا طريقهما سويا. وتروي  ابنتهما أن أمها، كانت تسألها دوما عن ابيها، لماذا لا يأتي لزيارتها في قسم العناية المركزة بالمستشفى، حيث اعتاد الحاجان على الالتقاء دوما وعدم الابتعاد عن بعضهما، في صورة تعبر عن الحب والوفاء والإخلاص، وكانت الابنة في الأربعينات تختلق الأعذار بأن أبيها لا يستطيع الخروج، وسيأتي لاحقاً لزيارتها، والأم لا تعرف أن زوجها المخلص الوفي الذي ساندها طوال حياتها، ووقفت بدورها إلى جانبه، على بعد أمتار منها، في حالة أكثر صعوبة منها، وهو يخضع للتنفس الاصطناعي.

وقد ذكرت الابنة أن الحالة الصحية لأبيها كانت أصعب من الحالة الصحية للأم، حيث كانا في حيرة، بين إبلاع أمهم التي نقلت للمستشفى بعد ساعات من مرض أبيهم، مما قد يؤثر على حالتها النفسية، وينعكس صحياً عليها، وبين أن يخفون هذا السر عنها، وهي التي كانت لا تفارقه.
وشاءت الاقدار، أن يتوفى الأب عمر، في ساعات المساء، لتلحق به الزوجة المخلصة، وان يقام سرادق العزاء لهما معاً، بحضور أبنائهم وأحفادهم وأبناء أحفادهم، والأهل والجيران.
ويتساءل أحد أقاربهما، بالقول: أي رباط كان يربط روحهما؟، التقيا معاً، وعاشا سوياً على الحلوة والمرة، وفارقا الحياة في يوم واحد، بل بعد ساعات قليلة من رحيل الحاج عمر، ليلتقيا سوياً في قبرين متلاصقين في مقبرة "الشهداء" في شرق غزة.. يبدو أنها لم تستطع فراق زوجها، رفيق دربها، وليتقاسم الأبناء والأحفاد الأحزان سوياً على فراقه والديهما، اللذين غادرا البيت معاً، وبنياها سوياً، وليطويا صورة بيت فلسطيني من الإخلاص والحب.