القرار الأوروبي التاريخي: أبرز المواقف الإسرائيلية-- بقلم : أسعد عبد الرحمن

القرار الأوروبي التاريخي: أبرز المواقف الإسرائيلية-- بقلم : أسعد عبد الرحمن
القرار الأوروبي التاريخي: أبرز المواقف الإسرائيلية-- بقلم : أسعد عبد الرحمن

كان القرار الصادر عن الاتحاد الأوربي بشأن استثناء المستعمرات/ «المستوطنات» في الأراضي الفلسطينية المحتلة من التعاون بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل قرارا شجاعا، سياسيا بامتياز، إذ يعكس الموقف «الأوروبي» الثابت من حدود الرابع من حزيران سواء في فلسطين أو الهضبة السورية، والرافض لسياسة إسرائيل «الاستيطانية» ومصادرتها للأراضي الفلسطينية. لذلك، لم يكن غريبا أن يثير ذلك القرار موجات غضب في إسرائيل. بل إن الضغوط المكثفة ما زالت متواصلة على دول «الاتحاد» من قبل (بنيامين نتنياهو) وغيره من قادة إسرائيل.


في مقال بعنوان «اوروبا: حينما لا يمكن التأثير يمكن التشويش»، يقول الكاتب الإسرائيلي (بوعز بسموت) مهاجما ومتهكما على القرار الأوروبي: «المستوطنات هي أصل المشكلة التي تمنع اوروبا ان تنام نوما هنيئا في الليل. من المحير كثيرا ان نرى كيف تجتمع امبراطوريات كبيرة كانت في الماضي معا ويتبين لها أنها اليوم منارة أخلاق فقط. وحينما لا تملك قدرة على التأثير تختار الخيار الثاني وهو التشويش.. إن عقدة الدونية عند الاوروبيين هي التي جعلت مجموعة موظفين صغيرة في بروكسل تصوغ وثيقة قانونية مركبة تقضي بأن اتفاقات مع اسرائيل في المستقبل لن يسري فعلها وراء خطوط 1967». أما (يوسي دغان) فيسير على منوال (بسموت) فيقول: «هذا استمرار لسياسة التأشير على المنتجات: في أوروبا يصعب عليهم الانفصال عن تقاليد «نطاق الإقامة»، «الغيتوات» والتأشير على اليهود. يلعب الأوروبيون لعبة قذرة». بل قال: «هذه السياسة الشريرة أحادية الجانب تبدد الوهم في أن اللاسامية انقضت مع نهاية الحرب الثانية».


بالمقابل، يتحدث الكاتب الإسرائيلي (شمعون شتاين) عن نقاط الاختلاف بين «الاتحاد» وإسرائيل فيقول: «التغييرات التي تجتازها المنطقة تجعل الحاجة الى التقدم في المسيرة السلمية مع الفلسطينيين أكثر الحاحا. وينبغي الابقاء على امكانية حل الدولتين. ومن الواضح أن الاتحاد الاوروبي يعرب عن قلق عميق في ضوء التطورات على الارض التي تهدد بجعل حل الدولتين متعذرا». وأوضح: «تخوف الاتحاد من الا يكون ممكنا تطبيق امكانية حل الدولتين جاء في سياق توجيه اصبع اتهام لاسرائيل حصريا، التي من شأن سياستها أن تقضي على حل الدولتين». ويختم: «انعدام الثقة والشك بالنسبة لاستعداد نتنياهو التقدم في حل الدولتين يظهران في المحادثات مع محافل اوروبية. وبناء على ذلك تصدر أصوات تدعو الاتحاد في حالة عدم نجاح المحادثات الى تشديد الموقف تجاه اسرائيل لدرجة الاعتراف بدولة فلسطينية». 


أما (جدعون ليفي) فيقول في مقال هو الأوضح والأجرأ: «شكرا لك يا أوروبا»: «شكرا لك أوروبا فقد نجحتِ بقرار اداري واحد في زعزعة سكينة اسرائيل التي لا تطاق، وضعضعتِ غرور اسرائيل وصلفها اللذين يريان ان موقف العالم كله ليست له صلة بها البتة. بعد أن تزول موجة التبجح ستبقى اسرائيل مع مصيرها أمام المرآة التي وضعتها اوروبا أمامها». ويضيف (ليفي): «استيقظت قارة التنوير والحضارة والفظائع متأخرة، فهي تتحدث منذ سنين ولا تفعل شيئا. والرأي العام فيها كان عاصفا منذ سنين وكانت حكوماتها مشلولة بسبب فظاعات الماضي والخوف من الولايات المتحدة. إن الذين يتظاهرون بأنهم متفاجئون يبرهنون فقط على مبلغ عظم الانفصال عن الواقع الدولي والعمى الذي سيطر على الحكومة وعلى الرأي العام هنا. يمكن بالطبع تهديد اوروبا كجرذ يزأر، ويمكن ان توعظ بالاخلاق بسبب مظالمها، لكن ذلك متأخر جدا أيها الاصدقاء. فلم يعد أحد يستطيع ان يتناول ذرائع اسرائيل بجدية. وينبغي ان نأمل فقط ان يكون القرار الاوروبي هو السنونو التي تبشر بمجيء الخريف: خريف الاحتلال».