هل هي نهاية حكم الاخوان ... وبداية الحرب الاهلية -- بقلم: ابراهيم دعيبس

هل هي نهاية حكم الاخوان ... وبداية الحرب الاهلية -- بقلم: ابراهيم دعيبس
هل هي نهاية حكم الاخوان ... وبداية الحرب الاهلية -- بقلم: ابراهيم دعيبس

«الاسلام السياسي» وبعد انتظار طال اكثر من 80 عاما وصل الحكم في مصر ولم يصمد اكثر من عام واحد وهو يقف اليوم على حافة الانهيار الكامل ابتداء من مصر مرورا بتونس وسوريا وربما تركيا ايضا. وستكون تداعيات لذلك على مجمل هذه الحركة التي تؤمن بالخلافة الاسلامية لا القومية ولها دعاتها ورجالاتها واموالها والذين يدعمونها خاصة في الخليج العربي.

ركب «الاخوان» موجة الثورة في مصر ولم يكونوا من المبادرين اليها او اوائل المشاركين فيها، ووصلوا الى الرئاسة بالانتخابات وبقرار من الشعب لان المصريين المتدينين رأوا فيهم البديل المناسب .. وبعد ذلك بدأت المشاكل والسلبيات واستعداء الناس وتنفيرهم في سلسلة من الاجراءات تتعلق بالقضاء والدستور والتشريع والفن والثقافة واخونة الدولة على مختلف مستوياتها من سيطرة المرشد العام والسيطرة على الجيش، حتى رئيس الوزراء والوزراء والمحافظين ورؤية الحل بالخلافة وليس بالدولة القومية، بالاضافة الى ما حدث من غلاء بالاسعار ونقص حاد بالوقود ورغيف الخبز وانقطاع الكهرباء والفوضى وانتشار العصابات الاجرامية المسلحة وما يوصف بالبلطجية، وفوق هذا كله احتكارهم للمفاهيم والتفسيرات والاجتهادات الدينية والتصرف وكأنهم هم وحدهم على صواب والاخرون كفار وعلمانيون او مخطئون في احسن الاحوال، وبالتالي سيادة الرأي الواحد واستبعاد كل من ليس معهم.

امام الاخوان في مصر، والعالم كله، احتمالان: اما القبول بما تفرضه التطورات او الاستمرار بالمواجهة. القبول يعني الاعداد والاستعداد للانتخابات التشريعية والرئاسية المقترحة، وان كانت لهم الاغلبية فسوف يفوزون. والمواجهة تعني مقاومة اجراءات الجيش ورأي الاغلبية التي تظاهرت يوم الجمعة 26 تموز، والدخول في الحرب الاهلية التي ابتدأت مظاهرها في سيناء وبعض المدن المصرية وما حدث امس من اغتيالات واصابات بالمئات في الميادين.

من الواضح ان الجيش لن يتراجع وقد حكم على الرئيس السابق مرسي بالسجن ورأى في التظاهرات الحاشدة 26 تموز تفويضا له بمواجهة العنف والارهاب، وقد اعطى مهلة قصيرة لانهاء الاعتصامات ولا سيما في رابعة العدوية بالطرق القانونية وسيبدأ فورا حملة عسكرية موسعة ضد المسلحين والارهابيين في سيناء، وحملة ضد الاعتصامات والبلطجية وكل ما يعيق الحياة العادية في مصر، مما سيؤدي بالتأكيد الى بدء ما يتخوف منه الجميع وهو الحرب الاهلية على النمط السوري وان بصورة اقل حدة، وسينتقل الاخوان الى العمل السري وستجري عمليات اغتيالات او تفجيرات واشكال اخرى من العمل المسلح في كل انحاء مصر، كما انهم سيحاولون اثارة فتنة طائفية وقد يتعرض الاقباط والكنائس الى هجمات وذلك لخلق البلبلة والفوضى.

الايام القليلة القادمة ستعطي المؤشر على توجه التطورات ومدى حدتها، وقد يكون ميدان رابعة العدوية هو الشرارة او نقطة المواجهة الاولى اذا ما حاولت الشرطة فض الاعتصام بالقوة، لان تحت الاحاديث العامة عن السلمية ورفض العنف، تكمن النوايا المختلفة والاستعدادات للمواجهة ودفاع كل طرف عما يراه حقاً له. ويقول القيادي في الاخوان محمد البلتاجي انهم سيوقفون الاعمال المسلحة في سيناء فور عودة مرسي الى الحكم، مما يؤكد انهم وراء هذه الاعمال المسلحة ضد الجيش في سيناء.

لابد من التذكير مرة اخرى، الى ان حماس وهي جزء من «الاخوان» ويبث اعلامها مباشرة تظاهرات واعتصامات الاخوان في مصر قد بدأت تدفع الثمن بعد ادانة الرئيس مرسي بالتخابر معها. والتخابر هنا لا يعني مجرد الاتصال كما يحاول البعض ان يقول، وانما التخابر للتخطيط لتنفيذ عمليات داخل مصر وقتل جنود ومتظاهرين او اقتحام سجون وبث الفوضى، وسيتم نشر كل هذه التفاصيل بالوثائق والاسماء وسيكون الاحراج شديداً والثمن باهظاً جدا، وقد نفت حماس كل ذلك، بلسان اكثر من قيادي فيها وتجيء الزيارة المقررة للرئيس ابو مازن الى القاهرة في هذا السياق وبالتأكيد ايضاً لوقف حملة التحريض ضد شعبنا لدى بعض الاعلاميين والدوائر لان التعميم قاتل ونحن ومصر كنا وسنظل في خندق واحد ومصير واحد.

لابد ايضا من الاشارة الى ان ما يجري في مصر سيؤثر على الوضع العام في تونس حيث بدأت حركات احتجاج وتظاهرات وعصيان مدني ضد حكم الاخوان خاصة بعد جريمة القتل الثانية بحق المعارض محمد الابراهمي.

كما ان انهيار حكم الاخوان في مصر يدعم النظام السوري ضد معارضيه ولاسيما ان الرئيس السابق مرسي قطع العلاقات مع دمشق ورعى مؤتمراً دعا الى الجهاد في سوريا، كما ان تركيا ستتأثر بذلك وهي التي تشهد اشكالاً من التظاهر والخلافات الداخلية.

اخيرا وليس اخرا، فان صورة الفريق اول عبد الفتاح السيسي وهو طفل يحيي عبد الناصر ويسلم عليه اثارت احلاما وافكارا كبيرة بان تكون هذه المصادفة المبهرة فعلا سابقة تاريخية وان يعيد السيسي ايام عبد الناصر والقومية العربية في ايام مجدها خاصة وان تظاهرات 26 تموز تصادف ذكرى تاميم قناة السويس.

اخيرا وليس اخرا، فان صورة الفريق اول عبد الفتاح السيسي وهو طفل يحيي عبد الناصر ويسلم عليه اثارت احلاما وافكارا كبيرة بان تكون هذه المصادفة المبهرة فعلا سابقة تاريخية وان يعيد السيسي ايام عبد الناصر والقومية العربية في ايام مجدها خاصة وان تظاهرات 26 تموز تصادف ذكرى تاميم قناة السويس.