مصر ضد الإرهاب ونحن أيضاً!-- بقلم: يحيى رباح

مصر ضد الإرهاب ونحن أيضاً!-- بقلم: يحيى رباح
مصر ضد الإرهاب ونحن أيضاً!-- بقلم: يحيى رباح

مصر العظيمة , من شمالها إلى جنوبها , وبكل مكونات شعبها, وبكل ركائز دولتها من جيش وشرطة وقضاء وأزهر وكنيسة , من ريف وحضر وعواصم وصحاري , وحركات ثورية وشبابية وأحزاب وطنية ومؤسسات ثقافية وفنية ,مصر من أولها إلى آخرها أعلنت , وتعهدت ووعدت , وأقسمت بأنها ضد الإرهاب الذي تمثله جماعة الإخوان المسلمين أوالإخوان المتأسلمين - وأنا أفضل المصطلح الثاني - بكل تفريعاتهم العلنية والمستترة !!!
ومصر التي تخوض هذه المعركة الكبرى الحاسمة, نيابة عن آمتها ,لأن الأمة العربية , بل الأمة الإسلامية مشمولة بهذه المعركة التاريخية الفاصلة.

وقرار مصر مواجهة الإرهاب, لم يكن وليد لحظة انفعالية، ولم يكن نتيجة قرار عارض، بل هو وعي عميق شامل بالتجربة الواسعة التي امتدت أكثر من عامين ونصف العام منذ انطلقت ثورة الخامس والعشرين من يناير التي تم تجديدها بثورة الثلاثين من يونيو، وبعد أن بلغ الانكشاف والانفضاح لدى الإخوان المتأسلمين وتفريعاتهم حداً ما بعده حد.
هؤلاء الأخوان منذ نشأتهم لم يكونوا سوى نطفة مهجنة، تم التلاعب بها في مختبرات الغرب الاستعماري ثم الغرب الأمبريالي، وهاهي النطفة المهجنة التي إسمها الإسلام السياسي تصل إلى مداها، وتتكشف عن كوارث بلا حدود.
تمزيق الأمة، التلاعب بقضايا الأمة، تزوير أولويات الأمة، التستر بالدين عند عقد الصفقات مع الأعداء!!!

انظروا مثلاً، ما أن وصل الإسلام السياسي في مصر إلى السلطة في رئاسة محمد مرسي، حتى اتضح أن سيناء المصرية التي تحريرها بمئات الألاف من الشهداء قد أصبحت قاب قوسين أو أدنى من أن تكون مقبرة للقضية الفلسطينية، وذلك من خلال موافقة محمد مرسي على التوطين وعلى استيعاب غزة في سيناء، وإراحة إسرائيل إلى الأبد من عبء القضية الفلسطينية.
و لأننا نرفض ذلك, فإننا اليوم نقف مع مصر في وقفتها ضد الإرهاب الإسلامي الذي قبل اليوم كما قبل بالأمس أن يكون أداة استخدام في يد الأعداء.

و هذا الإسلام السياسي, صمم ليكون العدو الأول للدولة الوطنية، وللمصالح العليا للشعوب، وينكر الهوية الوطنية، وينكر الأمن القومي العربي، وينجرف وراء وهم أسود متوحش إسمه مشروع الخلافة الإسلامية، فيمد يده بالتواطؤ والغش والخداع لكل طرف في هذا العالم يساعده في مسعاه الكارثي.
مصر اليوم بقدها وقديدها تنزل إلى ميدان المواجهة، تقول لا للإرهاب، وتقول لا للمؤامرات السوداء، وتقول لا لإستخدام الدين، وتقول لا لبيع القضية الفلسطينية على مذبح الحركة الصهيونية، وتقول لا لنظرية الشرق الأوسط الجديد التي تعني تقسيم المقسم وتجزئة المجزاء وجعل إسرائيل تصبح القوة الحاكمة المطلقة في هذه المنطقة.

و لذلك فإنه يتوجب علينا في هذه الأمة من أقصاها إلى أقصاها أن نكون مع مصر، مع ثورة مصر، مع قرار الشعب المصري، سنداً للجيش المصري، مؤمنين أن مصر حين تريد فإنها تفعل، وحين تضيء فإن نور إرادتها يصل إلى كل أطراف المنطقة خيراً وعزة وإقتداراً، فسيري يا مصر إلى الأمام لتهزمي الإرهاب، وتصنعي النصر الكبير.