اتهامات دحلان.. غباء سياسي بقلم احمد المشهراوي -غزة

اتهامات دحلان.. غباء سياسي   بقلم احمد المشهراوي -غزة
اتهامات دحلان.. غباء سياسي بقلم احمد المشهراوي -غزة

اتهامات دحلان.. غباء سياسي 

أحمد المشهراوي- صحفي من قطاع غزة:

 

الاتهامات المتلاحقة، التي توجه ضد محمد دحلان، خاصة تلك الصادرة عن السلطة الفلسطينية وأشخاص من حركة فتح، يعتقد مروجوها أنها ستزيد من تأليب الرأي العام ضده، وستقلل أسهمه في الشارع الفلسطيني، وهم لا يدرون أنهم بصورة أخرى يزيدون من حضوره وتألقه، ويعطون مكانة لهذا الرجل بأنه قادر على فعل ما يريد بالمكان والوقت الذي يريده، رغم محاولة شطبه من الحركة، وإبعاده عن الميدان.

وربما ينطبق على هذه الصورة قول الشاعر:

إذا أراد الله نشر فضيلة                 طويت أتاح لها لسان حسود

لولا اشتعال النار فيما جاورت             ما كان يعرف طيب عرف العود

ولا شك أن الاتهامات الأخيرة، التي صدرت حول اتهامه بالفساد المالي والحجز على أمواله، باتت مضحكة، ولا تنطلي على طفل صغير في الشارع الفلسطيني، لأن مثل هذه الاتهامات كان الأولى أن تصدر عن جهة ذات ثقة في الشارع الفلسطيني تتمتع بالنزاهة، جهة تكون يدها نظيفة، وسمعتها طيبة، ليتماشى معها المواطن، ويستطيع السامع عندها أن يقارن بين المُتهِم، والمُتَهم.. جهة تكون صاحبة قرار، لا أن يملى عليها القرار.

وهنا يتبادر السؤال، هل يملك النائب العام أن يوجه اتهاماً لسلام فياض، الذي رفعت إليه النائب نجاة أبو بكر دلائل واضحة بالفساد، هل يملك النائب العام أن يوجه لوائح اتهام ويحجز الأموال لكبار الفاسدين في الضفة الغربية، الذين هم ضمن حدود صلاحياته، لوائح اتهام ضد اللصوص ومصاصي دماء الشعب، ضد المتعاونين جهاراً مع الاحتلال، ضد من يمارسون التطبيع الثقافي والرياضي تحت مشاريع السلام والتقارب بين الجلاد والضحية، أم أن خير الدفاع الهجوم؟!!.

هذا الاتهام للسيد دحلان -وهو بالمناسبة نائب وله حصانته التي يكفلها القانون، ليس الأول، ولن يكون الأخير، ومن جملة هذه الاتهامات، ما وجهته له قيادة السلطة في الضفة الغربية، أنه يقف وراء زعزعة الأمن في جنين مؤخراً، وتشكيل مجموعات مسلحة بالضفة.. لقد اعتقدوا بذلك أنهم سيثيرون الشارع ضده، لكنهم دون أن يدروا أظهروا كم يملك دحلان في شارع الضفة في وجه ما يزيد عن 5 أجهزة أمنية متهيئة!!.

بينوا بذلك أنه رجل قوي قادر على أن يقلب الموازين في أي وقت يريد، وقادر على أن يصل إلى جنين، التي تباح يومياً من جيبات إسرائيل.. وقادر على الوصول للخليل التي ينتهكها المستوطنون.. وقادر على الوصول إلى ميدان المنارة في رام الله، ونابلس، التي لا يبذل الجنود الإسرائيليون كثيراً في الوصول إليها، فأي أمن سيزعزعه دحلان، إن الضفة الغربية تعيش اليوم أوجها في الأمن والأمان، الذي لم تحلم به إسرائيل يوماً من الأيام، فدوائر الارتباط جاهزة لإعادة أي إسرائيلي عابث ضل الطريق في مدننا الحزينة، والوقائي معد للكشف مسبقاً عن أي محاولة للنيل من شركائنا في السلام، ولو كانت مجرد فكرة.. الطرق الالتفافية محمية، ودوائر الارتباط والتنسيق جاهزة للعمل على مدار الساعة، واعتقال مئات من المقاومين لا يحتاج أكثر من غلوة...

إن صح ما يقولون أن دحلان هو من يقف وراء- زعزعة الأمن المستتب- في الضفة الغربية، فإنه باعتقادي بات يضاهي حركات وتنظيمات، باتت تواجه صعوبات في استمرار أنشطتها العسكرية والاجتماعية بسبب حجم الضربات، التي توجه إليها، وبات يمثل رقماً مهماً في معادلة الوجود والتواجد على الساحة.

أقول لقيادة السلطة راجعوا أنفسكم قبل توجيه هذه الاتهامات، فإنها لا تزيد دحلان إلا تألقاً ومزيداً من الظهور ولا ينعت ذلك إلا بالغباء السياسي، لأنكم تقودون حملة دعاية مجانية له- سواء كنتم تدرون أو لا تدرون- فهل تعون ما تفعلون.