وطن ٌمصلوب على حيطان الكراهية.... بقلم: عائد زقوت

عائد زقوت.jpg
عائد زقوت.jpg

غزة/ المشرق نيوز

وطن ٌمصلوب على حيطان الكراهية

على هذه الأرض سيدة الأرض .... أم البدايات .... أم النهايات كانت تسمى فلسطين.... صارت تسمى فلسطين.

كلماتٌ نظمها شاعر فلسطين محمود درويش لكنها لا تعدو شعراً يترنم به فحسب بل إنها كلمات لخصت الحقيقة التاريخية أن فلسطين سيدة الأرض فهي مهد الأنبياء ،بوابة المعراج إلى السماء طَبع فيها المسيحُ قَدمه، أرضُ المحشر والمنشر حقاً إنها أم البدايات وأم النهايات ،هذه الكلمات التي أرَّقت أعداء فلسطين والمتخاذلين ، فلسطين التي عانت من الخذلان والخيانة والتجارة بها وبشعبها، هذه الأرض التي نفث في أهلها أشرار الأرض سمومهم وأحقادهم وتجمعوا من أصقاع المعمورة ليتخذوها وطنا ، فعملوا على نشر الفرقة والأحقاد والكراهية بين سكانها معتمدين على اعتمال العامل البشري في النفوس من حب للسيادة والمال والسلطان ، أشاعوا طغيان المادة التي يؤمنون بها على سمو الروح الذي هم منه براء ، فجعلوا الشعب أشتاتاً وأمعنوا في هذا النهج في كافة الدول العربية وغيرها لتحريضهم على فلسطين وشعبها فأوغلوا صدور الحكام وجيّشوهم نصرة لأفكارهم ومعتقداتهم ، ولم يستنكف المحتل عن هذه السياسة المتأصلة في وجدانهم وأخلاقهم ،فإنهم يكرهون ويحقدون على كافة الأجناس من غير ديانتهم.

 ومع الأسف استطاع المحتل البغيض أن يجعل من الاختلاف والانقسام سمة ملازمةً للأمة العربية ومَّهد الطريق أمامهم ليهرولوا إليه طالبين منه الحماية والعون إلى أن تفشى هذا المرض بين الفلسطينيين ،فأضحى الشعب الفلسطيني أسيراً للانقسام الذي ألقى بظلاله على جميع مكونات الحياة الاجتماعية ،فاعتمل في النفوس العامل البشري فأضحى الشعب طبقتين احداهما مُستغِلةٌ لحالة الناس وأخرى مُستَغَلةٌ بعواطفها وانتمائها فتولدت الأحقاد والكراهية والتفكك الاجتماعي، فيا ترى وطنٌ صُلب على حائط الكراهية والأحقاد هل سينجلي ليله أو ينكسر قيده.. فأصبح المواطن بلا وطن.. مسافرٌ على هذه الأرض بلا كفن.. ينتظر الموت دون وجل..اشتعلت الرؤوس شيباً وشاخت العقول والمواطن  ينتظر ألا يكون رهينةً للمتغيرات.

فمعضلات الانقسام من صناعتكم فمن السهولة بمكان أن يتم التغلب عليها إذا توفرت الإرادة التي تُحيي الوطن ، أم بِتُم غير مكترثين للسموم التي تجري في عروق الناس فكل فرد منغمس في همومه وأهوال حياته فصُلب المواطن بجانب الوطن على حائط الكراهية ليسهل اغتياله.

لماذا لم يتمخض حوار الفصائل عن نتائج إيجابية حتى اليوم ؟ متى ستكفون عن استخفافكم بالجماهير ؟ متى ستتوقفون عن تصريحاتكم المتلونة بألون فصائلكم ، والتي أضحت لا تكفيها الحصافة لفهمها ولا لمعرفة مآربكم منها ؟ أم استمرأتم شرب قهوتكم المصنوعة من دم الشهداء وآهات الناس وعذابتهم.

إنَّ استمرار هذه الحالة لن يطول ولن يعود على أحد بخير، فالشعب شجرةٌ ضاربةٌ جذورها في أعماق التاريخ لن ينحني ولن يموت ، أما المقصرين واللاهين والعابثين في حقوق الناس سيتساقطون كما أوراق الخريف فعلى قدر الغباء يكون السقوط.