المواطن قعدان يغلق رزنامة ايام اعتقال نجله بعد 17 عاما من الصبر
غزة- المشرق نيوز
اغلق الحاج سميح قعدان رزنامة ايام اعتقال نجله ، بعد ان تحقق حلما كان يعد له بالدقائق و الساعات والأيام لعام كامل، بالافراج عن نجله بعد اعتقال دام نحو 17 عاماً في سجون الاحتلال.
وقد اعتاد الحاج سميح قعدان، 77 عاماً من سكان حي تل السلطان في محافظة رفح اقصى جنوب قطاع غزة، فور انتهائه من صلاة الفجر كل يوم أن يتوجه إلى رزنامة اعدها و علقها في غرفة نومه، ليشطب رقمًا يقرب من موعد لقائه بفلذة كبده، و لا سيما بعد وفاة زوجته قبل أن تجتمع بابنها .
في يوم الخميس، 5 نوفمبر الحالي، أفرجت سلطات الاحتلال عن الأسير قعدان، بعد اعتقال دام 17 عاماً.
و كان الاحتلال اعتقل قعدان في 7 نوفمبر/تشرين ثاني 2004، من وسط قطاع غزة، وكان عمره آنذاك 25 عاما، حيث أصدرت المحكمة الإسرائيلية آنذاك حكما بحقه بالسجن 27 عاما، قبل أن يتم تخفيض الحكم إلى 17 بعد جهود بذلها محام فلسطيني في هذا الإطار.
ووجّهت إسرائيل لقعدان، عدة تهم، منها "الانتماء (لحركة التحرير الوطني الفلسطيني) فتح، ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي"، حسب فروانة.
و عبر الحاج قعدان عن سعادته الغامرة بالافراج عن نجله من سجون الاحتلال، معبراً عن امله في ان يتم الافراج عن جميع الاسرى، لينعم ذويهم بالفرحة التي يشهر بها.
و بخروج نجله عبد الرؤوف، ترك الحاج قعدان اليوم الأخير من رزنامته التي اعدها، لنجله الأسير المحرر ليشطبه، مؤكداً بأن الأيام التي احصاها على هذه الرزنامة لم تمر بسهولة، و لكنها كانت تمر ببطء، في إشارة لمدى اشتياقه لنجله، و امله في الافراج عنه.
و على أصوات الزغاريد التي اطلقتها النساء تم استقبال الأسير بعد الافراج عنه، اغلق الأسير برفقة والده رزنامة والده.
من جهته تحدث الأسير عبد الرؤوف قائلاً: "إن مثل هذه الرزنامة يعدها الاسرى في السجون انتظاراً لموعد الافراج عنهم، مشيراً الى أن هذه العملية ليست بالبساطة التي يتخيلها أي احد، لا سيما أن الأسير يشعر بأن كل يوم من أيام المعتقل تساوي عشرة أيام خارجه".
و أشار الى أنه تفاجأ برزنامة والده، و طلبت منه تركها لانها ستتعبه، الا انه صمم على ان يشطب أيام العام الأخير من أيام الاعتقال، الا انه ترك له ان يشطب اليوم الأخير، لكنه اكد بأنه لن يشطب هذا اليوم تضامناً مع الاسرى في سجون الاحتلال.
و عبر الأسير قعدان عن امله في ان ينعم باقي الاسرى في سجون الاحتلال بالحرية، و حينها سيقوم بشطب اليوم الأخير في الرزنامة التي اعدها والده.
و حول أوضاع الاسرى في سجون الاحتلال، اكد الأسير المحرر قعدان بأن الاسرى يعانون من ظروف سيئة في سجون الاحتلال، و كان اخرها إصابة بعض الاسرى بفيروس كورونا في سجن "جلبوع".
يشار الى أن نحو 5000 اسير يقبعون حاليا في سجون الاحتلال، بينهم نحو 700 معتقل مريض و41 سيدة.
انتهى