إعلاميات فلسطينيات وعربيات يطالبن بتطوير صناديق الطوارئ

123073580_881679398902988_7970587654083116364_n.jpg
123073580_881679398902988_7970587654083116364_n.jpg

غزة/ المشرق نيوز

"الإعلاميات يتحدثن (5)" يختتم جلساته

إعلاميات فلسطينيات وعربيات يطالبن بتطوير صناديق الطوارئ

دعت صحافيات إلى توطين صناديق الطوارئ الموجهة للإعلاميات الفلسطينيات، وإشراكهن في لجان الطوارئ تخطيطًا وإعدادًا، كونهن على احتكاك مباشر مع الفئات المهمشة والمتضررة، الأمر الذي سيسهم في إثراء هذه الخطط، وجعلها أقرب إلى أولويات المواطنين، واحتياجات النوع الاجتماعي في مناطقهن.

جاء ذلك في ختام مؤتمر الإعلاميات يتحدثن (5)، الذي نظمته مؤسسة "فلسطينيات" بالشراكة مع "هنرش بل" الألمانية، في كل من مدينتي رام الله وغزة، بعنوان "الإعلاميات العربيات في زمن الجائحة"، إذ لم تقتصر المشاركة فيه –وللمرة الأولى- على الصحافيات الفلسطينيات، بل شمل صحافيات من عدة دول عربية عبر تقنية "زووم" استجابةً لحالة الطوارئ التي تعيشها فلسطين، بسبب جائحة "كورونا".

ويهدف المؤتمر الذي عقد على مدار يومين، إلى تسليط الضوء على تجربة الإعلاميات العربيات في مواجهة جائحة "كورونا"، وكشف انعكاساتها على الواقع السياسي، والمهني، والاجتماعي، والاقتصادي لهن، عبر عرض شهاداتهن التي تفاوتت ما بين "تجارب الإصابة"، و"العقبات التي واجهتهن خلال ممارسة المهنة في ظل الإغلاق".

وشددت التوصيات، على ضرورة مواكبة الصحافيات لكافة أدوات التكنولوجيا الحديثة، التي أصبحت –اليوم- عصبًا للعمل الإعلامي، بالإضافة إلى المشاركة في دوراتٍ مفيدة تواكب وتخدم أوضاع الأزمات، والعمل على إنشاء خلية إعلامية وطنية، لمواجهة حالات الطوارئ، تساعد في مواكبة كافة المعلومات المستحدثة، وتمثل مصدرًا موثوقًا من ناحيةٍ إعلامية لمواجهة الشائعات وحصرها.

وأكدت المشاركات في المؤتمر، على ضرورة إفساح المجال أمام إنتاج المزيد من المحتوي الصحفي النسوي، خاصةً وقت الأزمات، واستضافة ذوي/ات الاختصاص، في البرامج الحوارية، والتقارير، والتحقيقات، ونشرات الأخبار الرئيسية، والمواقع الإخبارية، والصفحات الأولى للصحف، مناديات بضرورة تطوير الاستراتيجيات الإعلامية للمؤسسات العاملة، وبناء قدراتها في الاتصال، وتأسيس صندوق مالي لدعم وسائل الإعلام المستقلة، ناهيك عن تطوير المنصات الإلكترونية للصحافة الورقية، وكيفية تغطية الأوبئة إعلاميًا، والوسائل المستخدمة في نشر المحتوى الخبري.

الجلسة الافتتاحية

في بداية الجلسة الافتتاحية المؤتمر، أجابت وفاء عبد الرحمن مديرة مؤسسة "فلسطينيات" على سؤال متكرر، "لماذا الإعلاميات يتحدثن؟ ولماذا في زمن الجائحة؟"، فقالت: "مؤتمرنا عنوانه الموّحد الإعلاميات يتحدثن، لأنه اليوم الوحيد خلال العام غالبًا، الذي تُعطى فيه النساء فرصة اعتلاء المنصة والحديث عن واقعها الإعلامي، والعقبات التي تواجهها خلال خوض غماره".

وتضيف: "هنا مساحتنا الوحيدة للتعبير عن ذواتنا، لقد اكتفينا من إدارة الجلسات، واستقبال ضيوف المؤتمرات، هذا دورنا كي نكون نحن ضيفات الحدث، وصاحبات الصوت".

وأوضحت عبد الرحمن، أن "فلسطينيات"، وشبكة "نوى" التابعة لها، ونادي الإعلاميات الفلسطينيات كذلك، تأثروا بالجائحة التي أرخت بظلالها على مجريات العمل، "حين التزمنا البيوت، وطُلب منا العمل لساعات مضاعفة اختلطت بساعات العائلة والراحة".

وتتابع: "وصلتنا خلال هذه الفترة شكاوى زميلاتنا، فمنهن من فقدت عملًا، ومنهن من تقلص راتبها، ومنهن من أنّت من كثرة الأعباء وآثارها النفسية عليها وعلى علاقاتها الأسرية"، ملفتةً إلى إدراك المؤسسة لفرضية أن "البحث في آثار الجائحة" ما زال مبكرًا في ظل استمرارها، "إلا أن عقد المؤتمر جاء لما قد يسهم به من وضع تصورات لتجاوز الأزمة، وحلول قد تمكن إعلاميات من المرور عنها بأقل الخسائر".

أما "لماذا الإعلاميات العربيات أيضًا؟" فتجيب مديرة المؤسسة بالقول: "لأن الجائحة ليست شأنًا فلسطينيًا صرفًا كالاحتلال والحصار؛ بل كارثة كونية تشابهت فيها أحوال الناس والحكومات، من حيث (الخوف، والاحتماء بالبيوت، وكشف عورات الأنظمة الصحية، وأنظمة الحماية الاجتماعية، والتدهور المعيشي والاقتصادي)"، معلقةً: "لقد تحول العالم لقرية أصغر من تلك التي أنتجتها العولمة".

بدورها أعربت د.ريهام هلسة، ممثلة "هنرش بل" في فلسطين، عن تقديرها لأهمية عقد المؤتمر رغم ظروف الجائحة، سيما وأن الدفاع عن حقوق الإنسان، هو أحد الأهداف الرئيسية للمؤسسة، المهتمة بالديمقراطية، والتنمية البيئية، وحقوق المرأة.

وتحدثت هلسة عن سعادتها بالشراكة مع مؤسسة "فلسطينيات" التي استمرت لسنوات، خاصة في هذا العام، حيث أنجزت المؤسسة العديد من الأنشطة، على صعيد رفع قدرات الصحافيات في الضفة وغزة، وإنتاج مواد إعلامية مقروءة ومرئية، وتقديم الدعم للصحافيات من أجل مواجهة تحديات "كورونا".

اليوم الأول

في الجلسة الأولى لليوم الأول، التي حملت عنوان "تسييس الجائحة وأولويات التغطية"، قدمت الإعلامية دنيا الأمل إسماعيل ورقة عمل بعنوان: "قراء نسوية لتسييس الجائحة في العالم العربي، وأثره على ترتيب أولويات التغطية في غرف الأخبار"، خلُصت فيها إلى أن فايروس "كورونا" ساهم في تقوية مواقف الحكومات القائمة، أكثر من مواقف معارضيها، مع عدم استبعاد احتمالات حدوث زعزعة للاستقرار؛ بسبب الضغط الاقتصادي الكبير المسلّط على المواطنين، "الذي قد لا تحتمل آثاره لفترة طويلة".

وقالت إسماعيل في ورقتها: "تتجه الأمور في كثير من الدول العربية، إلى إعلان حكومات طوارئ بهدف تطويق الأزمات وتجاوزها أكثر من كونها حكومات طبيعية تمارس دورها بما يحقق رضا الجماهير عنها".

وأضافت: "دور الإعلام العربي بالمجمل، لم يكن بمستوى يتفق مع ثقل اللحظة الراهنة، باستثناء حالات قليلة قدّمت إسهامات جدّيّة تُحترم، فقد غاب مفهوم إدارة الأزمة عن المشهد الإعلامي العربي إجمالًا، لصالح غلبة الجانب الرصدي الكمّي، مع تقديم جرعات خفيفة من التوعية والتثقيف، مقابل إشغال مساحات وافية للنقاش حول تأثير الفيروس، في تقوية وجود ودور الدولة القومية وتعزيز الوطنية".

وقدمت الصحافية ملاك خالد من لبنان، شهادةً حول "أولويات التغطية