مؤشرات متلاحقة على فشل الانقلاب1_2-- بقلم : عصام شاور

مؤشرات متلاحقة على فشل الانقلاب1_2-- بقلم : عصام شاور
مؤشرات متلاحقة على فشل الانقلاب1_2-- بقلم : عصام شاور

منذ البداية عرفنا أن الانقلاب على الشرعية في مصر ما هو إلا قفزة في الهواء ومغامرة صهيو_ أمريكية غير محسوبة العواقب، المسرحية الهزلية كانت مقنعة في بدايتها للمخدوعين سواء أولئك الذين يرفضون الحكم الإسلامي جملة وتفصيلا أو أولئك البسطاء الذين تصوروا أن الحياة اسطوانة بوتاجاز أو قارورة بنزين حرمتهم منها الدولة العميقة فغضبوا على حكم د. محمد مرسي.

رئيس الكيان الغاصب شمعون بيريس عبر عن ندمه ومخاوفه لتسرعهم في تأييد الانقلاب، تعبيره عن الندم وخشيته من دفع الثمن ناتج عن قراءة صحيحة لما ستؤول إليه الأوضاع في مصر، بيريس لم يعد لديه شكوك بأن الانقلاب فشل فشلاً ذريعاً وأن الشرعية الدستورية والشرعية الثورية والشعبية كلها تصب في صالح التيار الإسلامي عامة وجماعة الإخوان المسلمين خاصة، أما الأزهر الشريف فقد نفى تصريحات منسوبة إلى رئيسه "أحمد الطيب" أمام زعران 30 يونيو وأن الطيب لم ينف صفة الانقلاب عما حدث في 3 يوليو، وهذا بحد ذاته اعتراف من الأزهر الشريف بأن ما حدث هو انقلاب وليس ثورة تصحيحية أو إرادة شعب كما صورها القائمون على الانقلاب، وهذا تراجع واضح يحسب لصالح الشرعية وضد الانقلاب العسكري العلماني على الدولة المدنية الديمقراطية.

صحيفة الأهرام اليومية نشرت خبرا يفيد بأن النيابة أمرت بحبس الرئيس العائد بإذن الله د.محمد مرسي 14 يوماً على ذمة التحقيق، الجيش سارع بتكذيب ما نشرته الأهرام بكل صراحة، وذلك بوصف خبرها بالكاذب، وهذا يعني عدم وجود سيطرة تامة على الإعلام رغم أنهم في نفس الخندق التآمري، وذلك يعني أيضا أن الجيش بات يخشى التحركات الشعبية المليونية اليومية التي تقودها جماعة الإخوان المسلمين، مما أصاب قادة الجيش والداخلية بالانفصام والارتباك، فهم يريدون التهدئة ولكنهم غير قادرين على لجم غرائزهم الانتقامية، الصمود التاريخي لأنصار الشرعية والشريعة رغم المذابح والمجازر التي ارتكبتها عصابات السيسي والبلطجية ضد المصلين الساجدين والمعتصمين السلميين يدفع الانقلابيين إلى التهدئة والبحث عن حلول سياسية، ولكن شبح الفشل وعودة الإسلاميين وخشية الملاحقات القضائية والقانونية تدفعهم إلى الانتحار باستهدافهم الاعتصامات السلمية بكل انواع الاسلحة.. والبقية تأتي.