الكورونا ومملكة الشيطان،، بقلم: عائد زقوت

عائد زقوت.jpg
عائد زقوت.jpg

غزة/ المشرق نيوز

منذ أن أطلّ ڤيروس كوڤيد19 في ديسمبر  الماضي وخيّم على كافة أنحاء المعمورة ، وساد المشهد الكوروني كوكب الأرض ، وحيث أنّ حقيقة القول تُفضي إلى أنّ الكلام الرّصين يجب أن يكون معتمداً على البحث العلمي العميق ، ومستنداً إلى الحقائق بمختلف أنواعها بعيداً عن التكهنات والقراءات الخاصة وتسطيح الأمور ، حتى لا نكون فريسةً لأهواء غيرنا ، وقد نكون بهذا نُسْهِمُ في تحقيق أهدافٍ تخدم أعداءنا من حيث لا ندري ، أو نُصنّف ضمن خلايا الذّباب الإلكتروني ، لتصبحَ جيشاً قادرًا على تشكيل رأيٍ مساندٍ لها ، أو كالببغاوات نُرَدِدُ دون أن نعقل ونبصر بقلوبنا قبل أبصارنا " فإنّها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور " .

وقد أشغل المشهد الكوروني العالم أجمع ،فانبرى العديد من أصحاب الأقلام والكُتّاب والمختصّون  و جميعهم يتكلّمون باسم العلم والمعرفة  في التّأصيل للمشهد الكوروني  ، فمِن قائلٍ أنّ ڤيروس كورونا مُعدّل جينياً و مُصَنّعٌ في مختبرات أنفقت ملايين الدولارات لإنتاجه ، وآخَرٌ اجتهد في تسمية الڤيروس ، وقال أنّ الڤيروس هو هجين من مجموعة ڤيروسات من سلسلة كورونا لذا سُمّي بالڤيروس المستجد ، وهذا حسب توصيفهما دليلٌ على أنّه مُصنّعٌ بُغية تحقيق مآرب كانت حاضرةً في سياسات دولٍ معيّنة ،وهكذا استمر الأخذُ والرّد والنّفي والتّأكيد ، إلى أن خرج علينا آخرون ليقولوا أنّ الڤيروس هو امتدادٌ  لسياسة العولمة لإظهار الحكومات عاجزةً أمام احتياجات مواطنيها وفي سِياق النظريات السابقة ، أطلّ علينا من يريد أن يؤكد على تلك النظريات و ذهب بعيداً بعض الشيء ، وقال أنّ اللقاح المزعوم ضد كورونا هو لقاحٌ مركب وسيُفرض على النّاس بكافة الوسائل من أجل إضعاف مناعتهم حتّى يُلاقوا حتفهم ، وينخفض عدد السكان للسيطرة المطلقة على الاقتصاد والمال، ليس ذلك فقط ، بل زادنا على أنّ مكونات اللقاح تمّ تجهيزها بحجم قياس وحدة النانو وهي أصغر وحدة قياس عرفها العالم حتى الآن ، وأنّ هذه الوحدة تحتوي على رقائق الكترونية سيتم من خلالها التحكم بإرادة الإنسان ، كل ما سبق جاء خدمةً لتعظيم فكرة إنشاء مملكة الشيطان في الأرض، ليكون ما تبقّى من البشر عبيداً لحكّامها من دون الله ، والأدهى في الأمر عندما تخرج هذه النّظريات من أصحابِ أقلامٍ تحمل درجاتٍ علمية متقدّمة في مجالاتها ، وعندما يعرضون مراجعهم تجدُ أنّ المرجع لذلك كله هي جدارية منصوبةٌ في ولاية جورجيا الأمريكية والتي لا يُعرف من بناها أو كتبها ، وأنّ هذه الجدارية المكتوبة بثمانية لغات  تعلن عن أهدافها وتؤكد السعي إلى إقامة مملكة الشيطان في أرض الله!!!

تُرى عن أي شيطانٍ نتحدث ؟ أهو الشيطان الإبليسيّ؟ أم الشيطان الإنسيّ؟

خلاصة القول وأمام هذا الكم الكبير من تداعي الأفكار والآراء والمعلومات  حول الڤيروس المستجد كوڤيد 19؛ امام ما سبق أتساءل 

■ أين نحن من التأصيل العلمي الدّقيق المرتكز على الحقائق في كل مما سبّق ؟

■ لماذا نخلط السياسي بالعلمي دون أدلة موضوعية؟

■ إذا كانت الإصابة بهذا الڤيروس والعلاج منه ستُفضي إلى إقامة مملكة الشّيطان ، فكيف يكون عدد المصابين حتى اللحظة نسبة منخفضة من سكان العالم ، وعدد الموتى كذلك ! قياساً بفيروسات أصابت العالم سابقاً ، فكيف سيُفضي هذا إلى إنشاء مملكة الشيطان؟

■ لماذا نخلط الأوراق ببعضها البعض فنظرية العالِم  "مالاتس" حول صراع الموارد مع السكان تعتمد عل حصول انفجار سكاني كبير بما لا يتوازن مع الموارد بشتى أشكالها فما لهذا ولقاح كورونا ؟

■أما التحكم بإرادة الإنسان فهذا مشروع علمي منفصل تماما عن لقاح كورونا وليس سريا حيث أعلن صاحب الفكرة" ايلون ماسك" عن تأسيس شركة تخدم هذه الفكرة منذ العام 2016 لتحقيق هدفين أحدهما صحي لمعالجة بعض الأمراض العصبية والآخر يتطلع إلى تعظيم الإدراك وهنا مكمن الخطورة ولكن هذه الشريحة تعمل على ألف خلية عصبية في عقل الإنسان مقابل  ستة وثمانين مليار خلية عصبية (نيرون) من صنع الخالق سبحانه وتعالى فكيف سيضاهي خلق الله ؟! فما العلاقة بين هذا واللقاح مع العلم انَّه لم ينجح حتى الآن .

■ ماذا إذا كان الڤيروس تأثيره مرتبط حسب الفئات العمرية ، الأطفال والشباب، والعديد منهم لا يتأثر به ، مع العلم أنّ معظم سكّان العالم الإسلامي من فئة الشباب ، فأين هي مملكة الشّيطان ؟

■ من يقف وراء العبث في وجدان شعوبنا لإثارة العقول اتجاه التخلف

ولا داعي للمزيد من التساؤلات ... وانا هنا لست بصدد النفي أو التأكيد لوجهة النظر هذه أو تلك ولكنني  أدعوا إلى التوقف عن السير عبر الضباب، والضرب بالرمّل . متى يتوقف الديماغوجيون؟ ألا يكفيهم ما وصلنا إليه من الترهل والضَّياع؟! هل يعقل ان تستمر صياغة عقول البشر على الأحلام والأكاذيب ودغدغة العواطف!!   لكي يستمروا في الوهم ، مرةً أخرى ، أمام أيّ شيطانٍ نقف ؟ ومن هو ذاك الشيطان الذي يريد تعطيل عقول البشر ، والله سبحانه وتعالى دعا البشرية جمعاء إلى اعمال العقل والتفكّر والتدبر !

أيّها الحُكامُ والعلماء والمفكرون اختفاؤكم وراء الأكمة لا يُجدي نفعاً ، اُخرجوا للناس بشفافيةٍ ووضوح  ، حتى لا تَدَعوهم فريسةً لدعاة مملكة الشيطان.

فنحن أمةُ النداء الخالد النداء الذي لا يتوقف أبد الدهر ، نداء العلم .