قرارات الاونروا تجويع أم تركيع ... بقلم: ثائر نوفل أبو عطيوي

ثائر.jpg
ثائر.jpg

غزة/ المشرق نيوز

نشأت وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " الأونروا" في الأصل لحماية حقوق الشعب الفلسطيني، وتقديم كافة الخدمات الانسانية التي تلزمه، وللتأكيد على شرعية وجوده وفق ما نصت عليه القرارات الشرعية والدولية للأم المتحدة المتعلقة بحقوق اللاجئين وحق العودة واقامة الدولة وتقرير المصير.

تعمدت وكالة الغوث منذ زمن أن تتعمد التراجع في تقديم خدماتها الانسانية لللاجئين الفلسطينيين وخصوصاً في مخيمات قطاع غزة ، وذلك تحت ذرائع وحجج واهية تتمثل في نقص الموازنات والعجز المالي  الذي يعيق ادارة شؤون اللاجئين عبر العديد من الملفات والبرامج والخدمات التي تحتاج الى تمويلات.

الواضح للعيان أن وكالة الغوث أصبحت جزءاً من المعضلة وطرفاً في المسألة التي تهدف للتقليص التدريجي المتعمد في الخدمات والاستحقاقات وصولاً للتملص النهائي والتام من واجباتها  الانسانية والتزاماتها الأساسية التي وجدت من أجلها ، وهذا يدعونا للتوقف والنظر بموضوعية  للأمر ، لأنه يتساوق مع رغبات الاحتلال الاسرائيلي ، التي تهدف بشكل تدريجي ومدروس إلى انهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين بكافة أشكالها ، التي تعتبر أحد الرموز الحية والوطنية لمعالم الصراع مع الاحتلال.

ماتياس شمالي المفوض العام لإدارة عمليات "الأونروا" في قطاع غزة، تقع على عاتقه المسؤولية الكاملة في ايصال رسالة وصوت اللاجئين لهيئة الأمم المتحدة بطريقة انسانية بعيدة عن السياسة والتدليس، التي تتساوق مع رغبات وأهداف الاحتلال، والبحث في حلول وبدائل حقيقية وواقعية تنقذ حياة اللاجئين في مخيمات قطاع من شبح الجوع الذي يهدد حياتهم اليومية بشكل أصبح لا يطاق على الاطلاق، الذي يهدف للتجويع من أجل التركيع.

لزاماً على المفوض العام لإدارة عمليات "الأونروا" أن يخرج من دائرة المؤامرة الاستعمارية على قضية اللاجئين الفلسطينيين وعدالة حقوقهم بصفته الانسانية والأخلاقية كمفوض عام ولسان حال اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة أمام الجهات المختصة والمحافل الدولية ، وأن يكون عوناً وسنداً وصوتهم في  فحوى ومضمون رسالتهم الانسانية والسياسية معاً، وأن يبتعد بعيداً عن التقليصات المتكررة المتعمدة  التي تستهدف لقمة عيش اللاجئين وبطون المشردين.

رسالتنا  للسلطة الفلسطينية بصفتها المؤسسة الرسمية وللفصائل والأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني وكافة الشخصيات والفعاليات، أن يقفوا أمام مسؤولياتهم في حماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين أيمنا وجدوا وخصوصاً في قطاع غزة، الذي يعاني ظروفاً مأساوية شديدة، تتخطى حدود  المنطق العقل، والتي تحتاج الى المساندة الحقيقية بالفعل لا القول.