هكذا دخل فيروس كورونا إلى قطاع غزة

هكذا دخل فيروس كورونا إلى قطاع غزة
هكذا دخل فيروس كورونا إلى قطاع غزة

غزة/ المشرق نيوز/

كشف مدير دائرة مكافحة العدوى بوزارة الصحة في غزة رامي العبادلة، مساء الأربعاء، عن السبب الذي أدى إلى دخول فيروس كورونا إلى القطاع، وجهود الوزارة طيلة الفترة الماضية بالعمل على احتواء تفشيه.

وأوضح العبادلة في حديث لفضائية الأقصى، أنه في 24 من أغسطس تم وصول بلاغ من مستشفى المقاصد ب القدس بأن هناك حالة من غزة ظهرت عليها أعراض كورونا، وتم عمل فحص لها وتبين أنها مصابة بفيروس كورونا المستجد, وبعد المتابعة والتقصي والفحوصات المخبرية تبين إصابة 4 من أفراد العائلة بمخيم المغازي.

وأضاف، "تم توسيع اللجنة المشتركة للتقصي الوبائي ليرتفع عدد أعضاء اللجنة من 3 الى 75 عضو30 منهم في غرفة العمليات المركزية المشتركة للتقصي الوبائي من وزارتي الصحة والداخلية في داخل مقر وزارة الصحة ، 45 من اعضائها يعملون ميدانيا في المحافظات الخمس.

وأشار العبادلة إلى أنه تم الإيعاز إلى كافة المستشفيات بأخذ عينات من كافة المرضى الموجودين داخل أقسام الباطنة والعنايات المركزة على مستوى قطاع غزة، مضيفًا، "تبين من خلال التقصي الوبائي للحالات المكتشفة أن عدد المخالطين يفوق عن 400 مخالط للمصابين الاربعة والغالبية العظمى من المخالطين في محافظة شمال قطاع غزة".

واستكمل قائلًا، "خلال 96 ساعة متواصلة من العمل تم الوصول الى 99% من الهيكل العام للخارطة الوبائية وتحديد 3 نقاط التي ممكن من خلالها تحديد مصدر انتشار الفيروس في اليوم التالي تم معرفة المصدر للعدوى والحالة رقم واحد داخل قطاع غزة".

ما قبل اكتشاف الحالة الأولى

ونوه العبادلة إلى أنه تم عقد الاجتماع الاول للجنة الوطنية للأمراض المعدية بوزارة الصحة نهاية شهر يناير الماضي، وتم اتخاذ القرار من اللحظة الاولى بحجر كافة العائدين من الدول الموبوءة.

وتابع، "منذ بداية الجائحة ونحن نتابع في وزارة الصحة كل النشرات العلمية والابحاث والمعلومات التي تنشر حول هذا المرض الغامض واعراضه وطرق انتقال العدوى، لكي نتمكن من مواجهته"

وأوضح أنه تم بتاريخ 14 فبراير الماضي تجهيز محجر معبر رفح ، وأصبح جاهزا لاستقبال العائدين من الدول الموبوءة.

وأكمل حديثه، "بتاريخ 25/2 بدأت وزارة الصحة بتحديد مكان للمستشفى الميداني لعلاج المصابين بفيروس كورونا وتم البدء بعملية بناء المستشفى الميداني على معبر رفح البري، ليتسع لعدد 36 سرير 6 منهم عناية مركزة.

وقال العبادلة، "في الثاني من مارس تم توسيع الحجر للعائدين بحيث شمل كل من ايران وايطاليا، ومن خلال المتابعة لزيادة عدد الاصابات في هذه الدول وكان علينا أن نتخذ قرارات حاسمة لمنع دخول المرض الى غزة وتأجيل دخوله الى المجتمع".

وأكد بأن وزارة الصحة في غزة أعدت دليل السياسات والاجراءات الخاصة بالتعامل مع جائحة كورونا المستجد والتي كانت هذه السياسات والاجراءات مبنية على اساس علمي والتي تم الاعتماد في الاساس على طريقة انتقال العدوى.

وأضاف، "تم اتخاذ القرار من لجنة الازمة العليا بناءً على توصيات وزارة الصحة بحجر كافة العائدين من جميع الدول في الحجر الالزامي اعتبارا من تاريخ 15 مارس".

وتم تشكيل فريق السلامة ومكافحة العدوى بتاريخ 14/مارس ليتولى الاشراف على تدريب العاملين في وزارة الصحة ووزارة الداخلية والوزارات الاخرى ، وقام الفريق بتدريب ما يزيد عن 13.000 جلهم من وزارتي الصحة والداخلية وحوالي 4 آلاف من المواطنين الذين يعملون في المؤسسات الاهلية والقطاعات المختلفة. وفق قوله

ولفت العبادلة إلى أنه تم تشكيل فرق العيادات المتنقلة وتشكيل فرق الاستشارات الطبية عبر التليفون بالتنسيق مع كافة المؤسسات الاهلية والخاصة لتحديد الادوار الشراكة في العمل في حال ظهور حالات في المجتمع.

وبخصوص المختبر المركزي، أكد بأنه يجري مئات الفحوصات وبأيدي فلسطينية وبكفاءة عالية شهد لها جميع المؤسسات الصحية ذات العلاقة، مضيفًا، "تم اختيار مستشفى غزة الاوروبي ليكون المستشفى الوبائي لعلاج المصابين من فيروس كورونا، وبدأ العمل في تجهيز البنية التحتية للمكان، والتواصل مع كل الجهات الدولية للمساعدة في توفير الاحتياجات للازمة للمستشفى الاوروبي خاصتا واحتياجات الوزارة بشكل عام"

ونوه إلى أنه تم بتاريخ 19/ مارس اكتشاف اول حالتين من المحجورين مصابين بفيروس كورونا، وافتتاح المستشفى الميداني لعلاج المصابين، مشيرًا إلى أن جميع السيناريوهات للتعامل مع الجائحة كانت جاهزة للمراحل المختلفة وفق رؤية علمية وحسب توصيات منظمة الصحة العالمية وبما يتوافق مع طبيعة غزة.

وتابع العبادلة، "تم تجهيز واعداد مراكز للفرز التنفسي في كافة المحافظات للعمل بها مع ظهور اول حالة داخل المجتمع للحفاظ على المستشفيات العامة ومنع انتشار الفيروس داخل المستشفيات وضمان تقديم خدمة طبية للمواطنين وفق اجراءات السلامة والانتهاء من انجاز دليل التعامل في مراكز الفرز التنفسي".

وأكد بأن وزارة الصحة طبقت المزيد من الاجراءات على معبر رفح أهمها الفحص السريع لفحص العائدين من الخارج قبل توجيههم لمراكز الحجر الصحي لضمان عدم اختلاط المصابين مع باقي العائدين للحد من الاصابات.

كورونا الآن

وحول وضع الوباء في غزة الآن، أوضح تحدث مدير دائرة مكافحة العدوى بوزارة الصحة في غزة، "نحن الآن في مرحلة احتواء المرض وهي مرحلة ما قبل التعايش ونقوم الآن بالتركيز بالتوازي مع فحص المخالطين بأخذ عينات عشوائية من الاماكن المصنفة موبوءة والاماكن التي لم تظهر بها اصابات نهائيا او عدد محدود من الاصابات حتى لا نتفاجأ بوجود اصابات في احياء مصنفة خضراء".

وأشار إلى أن جميع الوزارات تعمل في قطاع غزة لتسهيل الأمور للجمهور وفي نفس اللحظة تراقب الوضع الوبائي على مدار الساعة.

وتمنى العبادلة من الشعب الفلسطيني أن يكون على قدر كبير من المسؤولية ويكون على يقين بأن الجميع يعمل من أجل حمايته وتأمين احتياجاته والحفاظ على سلامته، داعيًا إلى الالتزام بالاحتياطات الوقائية ومن اهمها لبس الكمامات أثناء التجول أو الخروج من المنازل، قائلًا: "نستطيع هزيمة هذا الوباء ونسطر تاريخ وتجربة فريدة في غزة".