أصحاب الإعاقات يعانون مزيدا من التهميش وعدم الاهتمام في ظل كورونا

معاقون رياضة.jpg
معاقون رياضة.jpg

أصحاب الإعاقات يعانون مزيدا من التهميش وعدم الاهتمام في ظل كورونا

تحقيق/حنين رشيد عيد

في الوقت الذي يعاني فيه أصحاب الإعاقات، في الأوقات الطبيعية، من التهميش وعدم الاهتمام، خاصة في البلدان العربية، فإن أزمة كورونا التي تعصف بالعالم، ألقت بمخاوف كبيرة في نفوس هذه الفئة الكبيرة، في كل أنحاء العالم، وخاصة في فلسطين، التي تتزايد فيها حالات الإعاقة، بفعل ما تشهده من حروب واعتداءات إسرائيلية، في عدة مناطق على مدى السنوات الماضية.

مصلح: الصعوبات لم تكٌن جديدة

يرى بدر مصلح الناشط في قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة، أن الصعوبات التي يواجهها الأشخاص ذوو الإعاقة في ظل كورونا، لم تكن وليدة اللحظة التي انتشر فيها هذا الفايرس القاتل، وإنما كانت نتاج طبيعي لما دخلت فيه فلسطين من صراع سلطوي منذ حزيران 2007 وما انتجه من مراهقة وطنية أدت إلى ضياع آمال وأحلام الناس وبخاصة الفئات الهشة التي من بينها الاشخاص ذوي الإعاقة.

وتابع :" لو على سبيل المثال لا الحصر تم العمل بتطبيق ما نسبته 5% كحد أدنى لإدخال الاشخاص ذوي الإعاقة في سوق العمل كما نص قانون 4 \ 1999 الخاص بالأشخاص ذوي الاعاقة لتحلل المجتمع من الكثير من الصعوبات التي افرزتها جائحة كورونا ومنها صعوبات في وصول المعلومة لكثير من الاشخاص ذوي الاعاقة فالسمعية منها لا توجد ترجمة دائمة بلغة الاشارة والذهنية، لا توجد لغة مبسطة بحسب المستوى الفكري والعقلي لهم اما البصرية فكثير من الصور المعروضة هنا او هناك غير معروفة المحتوى وغير مشروحة بشكل كتابي ليفهمها الأشخاص ذوي الاعاقة البصرية".

 

وأضاف مصلح، أن قلة من الاشخاص ذوي الاعاقة حصلوا على مواد تنظيف أو معقمات أو وسائل غذائية على الرغم من انهم أكثر احتياجا لمثل هذه الاشياء.

وأكد مصلح على أن ضعف التوعية بمخاطر الفيروس للأشخاص ذوي الاعاقة سببها قصور الجهات المعنية في تلبية احتياجات هذه الشريحة الفاعلة مجتمعيا.

عبد العاطي: ذوو الإعاقة يواجهون صعوبات جمة

وفي ذات السباق أفاد الناشط الحقوقي "صلاح عبد العاطي" أن جائحة كورونا أثرت سلبا على كافة القطاعات الاجتماعية في قطاع غزة، وخصوصا فئة ذوي الإعاقة.

كما أكد عبد العاطي أن الأشخاص ذوي الإعاقة يواجهون صعوبات جمة بفعل طبيعة الإعاقة لا سيما في ظل كورونا نتيجة إغلاق المؤسسات المزودة للخدمات مما انعكس سلبا على تمتعهم بالخدمات المقدمة وزيادة نسبة الفقر لديهم.

ناجي: يجب العمل على توفير كل شيء لهم

وتحدث ناجي ناجي وهو من ذوي الإعاقة الحركية عن تجربته الشخصية حيث يواجه صعوبات جمة في حياته الطبيعية والتي تفاقمت في ظل كورونا كالتنقل والحركة، والتي نتجت عن عدم توفر وسائل مواصلات تلبي هذه الحاجة.

كما تطرق في حديثه إلى ما يعانيه ذوو الإعاقة البصرية من صعوبة في التنقل أيضا نتيجة اعتمادهم على اللمس خلال الحركة حيث كونه عاملا مساعدا في انتشار الفايروس.

وأكد ناجي على ضرورة العمل على توفير مواد التعقيم واجراءات الوقاية والسلامة لهذه الفئة مشددا على أهمية توفير بدائل اغاثية للعاملين بنظام المياومة ومن لديهم نقص في المناعة من هذه الشريحة.

وختم ناجي حديثه بالتأكيد على أهمية اشراك ذوي الإعاقة في كافة برامج وخطط الطوارئ المعدة من قبل الحكومة لمواجهة أزمة كورونا.

العربي: يجب العمل على توفير مصادر دخل لهذه الفئة

هذا ولم تختلف تلك الصعوبات التي واجهها ناجي ناجي، عن الشاب محمد العربي، حيث أوضح لنا من خلال حديثه أن توفير العلاج والمستلزمات الطبية ووصولها إلى مناول ذوي الإعاقة لم يكن بالأمر الهين خلال هذه الفترة.

وشدد على أهمية توفير مصادر دخل لهؤلاء الاشخاص للحد من نسبة الفقر الناتج عن هذه الأزمة.

وأكد العربي على أن انقطاع الطلبة ذوي الإعاقة عن التعليم في المراكز والمدارس الخاصة أثر سلبا على تحصيلهم الدراسي مقارنة بأقرانهم من غير ذوي الإعاقة حيث أن وسائل التعليم الالكتروني غير مواءمة ولا تلبي احتياجاتهم التعليمية والمعرفية.

وشدد على أهمية تأهيل كادر طبي مهني للتعامل مع الاصابات الناتجة من انتشار الفايروس في صفوف ذوي الاعاقة.

وفي ختام حديثه شدد على أهمية مواءمة النشرات التوعوية ومؤتمرات الايجاز الصحفي الصادرة عن الحكومة كي تتناسب مع جميع الاعاقات كترجمة لغة الاشارة والكتابة بطريقة برايل على حسب ذكره.

وتقدر وزارة التنمية الاجتماعية الفلسطينية أن أكثر من ١٣٠ ألف شخص في غزة يعانون من نوع من الإعاقة، حيث تعد إعاقة التواصل هي الأكثر انتشارًا بنسبة 25.3%، تليها الإعاقة الحركية بنسبة 25.1%، ثم التذكر والتركيز بنسبة 19.7%، وأقلها السمع بنسبة 13.2%.

وتكمن المشكلة الحقيقية بأن هؤلاء الأشخاص بحاجة إلى رعاية صحية ونفسية دائمة، سواء في المستشفيات أو المنازل، وبعض الحالات تستلزم توفير خدمات مثل إعادة تأهيل وبرامج علاج طبيعي ونفسي، وهو ما يصعب توافره في مدينة محاصرة منذ 14 عام.

انتهى