اليوم الثاني لحادثة آمنون بالبريج المرحوم نمر السوطري يرفض المساومة... بقلم: د. ناصر اليافاوي

حادثة امون.jpg
حادثة امون.jpg

غزة/ المشرق نيوز

رغم كبر سنه ، إلا ان رجاحة عقله ، ومواقفه الوطنية ، ساهمت

 تثبيت الصفوف في لحظة  الدمار الهائل الذي ألحقه الاحتلال فى مخيم البريج، وبيته الهادئ المليئ بعصافير الحسون ، جرت  اقتحام قوات الاحتلال  شوارع وأزقة البريج ، سعيا للإنتقام من البشر والحجر ، بعد حادثة آمنون، ومن دواعي فخرنا بالحاج اللاجئ اليافاوي نمر خليل السوطري ،  أنه وبمواقفه البطولية  قام بدور تاريخي في صناعة صمود اللاجئين  في مواجهة الهجمة  الاستعمارية الترانسفيرية  الثانية ،و حدّد خطوط مستقبل المواجهة والثبات التي جرت عقب تدمير بيته الهادئ ، فالحاج نمر رفض الخروج من بيته وصرخ فى وجه هولاكو المنطقة الوسطى المدعو غالب الحاكم العسكري  آنذاك ، قائلا كيف تجرفون بيتى وأنا رجل مسن وليس عندى أولاد ، كان ذلك المشهد والصراخ الوطني أمام مسامع الجميع ، هنا دخلت المساومة الدنيئة من الحاكم المحتل، وساوموا ابوخليل السوطري على ان يترك بيته ، مقابل ان يرحل الى تل السلطان فى رفح وإبدال بيته بقطعة أرض هناك ..

فكان الرد الوطني وبصوت عالي لا يخشى الاحتلال وأذنابه قائلا :

لقد قمتم بتهجيري من يافا عام ١٩٤٨م الى مخيم البريج فى المرة الأولي، ولن أكتب على نفسي ان أهاجر مرة ثانية ، سأنتظر هنا فى بيتى المدمر الى حين العودة الى يافا ، أو تقم الأجيال من بعد موتي بنقل جثماني ودفنه فى مقبرة الكارانتينا  في يافا بجوار جثمان أخى الشهيد محمد الذي أستشهد مدافعا عن يافا وارتقى فيها ...

فأطرق حاكم الاحتلال إذنيه وانسحب خسيرا  ..

بعد الحادثة الألمية ومشهد بيته والبيوت المدمرة من حوله، اصيب المسن نمر بعدة أمراض بترت على أثرها أطرافه ، حتى لقى الله حالما بعودة جثمانه الى مقابر يافا المعتدى عليها حتى الآن