#إشارات.... بقلم: نضال خضرة

نضال خضره.jpg
نضال خضره.jpg

غزة/ المشرق نيوز

يروى المفكر العراقي الدكتور علي الوردي في كتابه لمحات إجتماعية من تاريخ العراق قصة حدثت في عام ١٩١٧عندما دخل الجنرال الإنجليزي ستانلي مود إحدى المناطق في العراق فصادفه راعي أغنام.

فتوجه للراعي وطلب من المترجم أن يقول للراعي الجنرال سيعطيك جنيها إسترلينيا اذا ذبحت كلبك الذي يجري حول الأغنام علماً بأن الكلب يمثل حاجةً مهمة للراعي كونه يسيّر القطيع ويساعد في حماية الاغنام من المفترسات، ولكن الجنيه في ذلك الوقت تستطيع أن تشتري به نصف القطيع. فرح الراعي وانفرجت أساريره وجلب الكلب وقال: تكرمون، وقام بذبحه تحت أقدام الجنرال حينها قال الجنرال مود له، أعطيك جنيها إضافيا إذا سلخت جلده.

بادر الراعي الى أخذ الجنيه وسلخ جلد الكلب قال له مود.أعطيك بعد، جنيها ثالثا على أن تقطع الكلب إلى قطع صغيرة. ومباشرةً فعل الراعي ذلك فأعطاه الجنرال الجنيه وانصرف.

ركض الراعي خلف الجنرال ومن معه منادياً: هل تعطيني بعد جنيه وآكله؟؟ أجابه الجنرال: كلا، أنا رغبت فقط بمعرفة طباعكم وفهم نفسياتكم، فأنت ذبحت وسلخت وقطعت أغلى صديق عندك ورفيقك من أجل ٣جنيهات وكنت مستعداً لأكله مقابل جنيه رابع، وهذا ما أحتاجه هنا، والتفت بعدها إلى جنوده وقال لهم ما دام هناك الكثير من هذه العقليات هنا فلا تخشوا شيئاً.!! الشاهد في رواية الدكتور الوردي..

عندما تتحرك غرائز الدول الكبري بالسيطرة والهيمنة وتفكر بإستعمار الدول الفقيرة لاتعتمد على القوة العسكرية فقط،  بل تتحرك بكل الإتجاهات وتحرك كل قواها الثقافية والعلمية الإقتصادية لتحكم سيطرتهابشكل محكم.

كما أن مواجهة الإستعمار لم تقتصر علي المواجهة العسكرية فقط بل الإنتصار الثقافي والحضاري والإقتصادي على العدو يحسم ثلثين المعركة.