وباء كورونا .. وكيفية إدارة التعامل معه .. بقلم - د. مروان مشتهى

مروان مشتهى.png
مروان مشتهى.png

وباء كورونا .. وكيفية إدارة التعامل معه ..

بقلم - د. مروان مشتهى

سبق أن تحدثت عن إدارة أزمة وباء كورونا بشكل عام وتوقعت وصولها إلى قطاع غزة فى لقاء تلفزيونى كان عن إدارة الأزمات واشكالها وطرق التعامل معها . فلا بد لنا قبل الحديث عن كيفية التعاطى مع الأزمة أن يكون التعرف على ماهيتها ،فهى موقف طارئ وحرج غير معتاد الحدوث ،هو نقطة تحول كبيرة فى مجريات الكيان الإدارى تعصف بأركانه ،وتتطلب قرارات غير اعتيادية أو روتينية، وإنما قرارات بحجم الأزمة من أجل محاولة الخروج ،أو الحد من الضرر الناتج من الأزمة .

وعند إسقاط مصطلح الأزمة على أزمة كورونا فى غزة لا بد لنا من نتبع مراحل الأزمة وتطورها من خلال العديد من النقاط ..

اولا : اكتشاف اشارات الانذار حيث اعتمدت هذه المرحلة على اتباع اقصى درجات الوقاية والسلامة وتوعية الجمهور .

 

ثانيا : كيفية اتباع الإرشادات الصحية وتعليمات الجهات المختصة فى هذا المجال ، فكانت بلا شك اشارات الانذار قوية جدا حول قطاع غزة تنذر وبما لا يدع مجالا للشك أنها قادمة لا محالة من خلال انتشارها اولا فى محافظات الشق الثانى من الوطن ،وخاصة فى مدينة الخليل التى لا تبعد عن قطاع غزة إلا بضعة كيلو مترات وايضا من خلال عودة المواطنين من خلال معبر بيت حانون ،ولا يفوتنا أيضا انتشاره فى إقليم دولة الأردن الشقيق ومصر الشقيقة، فقد تم فتح معبر رفح فى الاسبوعين الماضيين لعودة العالقين من أبناء شعبنا .

ثالثا : قد تجاوز العدد الذى دخل قطاع غزة أكثر من ١٨٠٠ مواطن من خلال معبر رفح .

كل هذه المعطيات كانت اشارات انذار لنا أنه بمجرد وقوع اى خطأ فى تطبيق إجراءات الوقاية والسلامة أو اى خطأ بشرى فى تطبيق الإجراءات سيصل الفايروس التاجى الخطير إلى قطاع غزة .

رابعا : هذا ينقلنا إلى الاستعداد والوقاية ،فالهدف هنا من اتباع إجراءات الوقاية والسلامة يتلخص فى اكتشاف نقاط الضعف فى نظام الوقاية فى قطاع غزة فمن الضرورى عند تصميم هذه المرحلة وضع سيناريوهات مختلفة لتسلسل الأزمة ومسارها وكبر حجمها وان يكون هناك مرونة عالية من خلال الانتقال بين السيناريوهات بما يخدم مرحلة احتواء الضرر وهذا يقودنا إلى مرحلة احتواء الضرر .

خامسا : نحن فى قطاع غزة ألآن قد وصلنا إلى تلك المرحلة ،فلم تعد الأزمة ترسل إشارات وإنما وقعت بالفعل واعترفت الأطراف القائمة بالأزمة بوقوعها، وهذا يحسب لها فعلا لأن إنكار وقوع الأزمة يعمل على تعميقها وعدم القدرة على السيطرة عليها مستقبلا ، لذا نرجوا من الجهات المختصة العمل على تطبيق سيطرتها فورا من خلال حظر التجوال كمرحلة أولى لتحديد الخارطة الوبائية للفيروس ،وعمل نشرات توعية للجمهور بإخطار الفيروس والتباعد الاجتماعى، والنظافة الشخصية والمجتمعية ،ودور البلديات ورجال الأعمال ورجال الدين ومنظمات المجتمع المدنى .

سادسا : يجب على وزارتي الصحة والداخلية العمل على تظافر تلك الجهود وانصهارها فى كيفية الحد من الضرر الناتج من هذه الأزمة من خلال أيضا الوزرات ذات العلاقة، مثل الشئون الاجتماعية لتوفير أدنى متطلبات الحياة للأسر الضعيفة والهشة والمهمشة التى لا تكاد فى الظروف العادية أن تجد ما يقوتها، وكذلك وزارة الاقتصاد من خلال توفير المواد الغذائية بالكميات المطلوبة ومراعاة عدم التلاعب فى الأسعار والضرب بيد من حديد على مروجى الاشاعات التى تعصف بالمعنويات وتثبط العزائم .

سابعا : يجب على المواطنين الالتزام التام بالتعليمات التى يصرح بها من الجهات المختصة للخروج من الضرر الناتج من الأزمة بأقل الأضرار والخسائر .

ثامنا : يجب استعادة النشاط والتعلم حيث تكون الأزمة قد وصلت إلى مرحلة الانحسار لتستعيد اطراف الأزمة عافيتها وتتعلم من الأزمة اين أصابت واين اخطات وهل كانت القرارات والإجراءات تتناسب مع مستوى الحدث .وهل كانت خلية الأزمة قادرة على التعاطى معها وكانت قراراتها تتناسب مع الأزمة وهل تم اتخاذها فى الوقت المناسب ... واخيرا لا يسعنى الا التضرع إلى الله أن يحمى غزة وكل محافظات الوطن من الوباء والبلاء وسيء الأسقام .