كشف أسرار بدء العلاقات السرية الإماراتية - الإسرائيلية وصولًا للاتفاق المعلن

كشف أسرار بدء العلاقات السرية الإماراتية - الإسرائيلية وصولًا للاتفاق المعلن
كشف أسرار بدء العلاقات السرية الإماراتية - الإسرائيلية وصولًا للاتفاق المعلن

كشفت تقرير لوكالة "أسوشيتد برس" الدولية، اليوم الأربعاء، أسرار بدء العلاقات السرية الإماراتية - الإسرائيلية، قبيل الإعلان عن الاتفاق التطبيعي يوم الخميس الماضي.

ووفقا للتقرير الذي نشره موقع "يديعوت أحرونوت" العبري، فإن الاتصالات السرية بدأت بين البلدين في السنوات الأخيرة، لكن أول نقطة اختراق حقيقي لتلك الاتصالات بدأت في فبراير/ شباط 2019، خلال مشاركة بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، بحضور وزراء الخارجية العرب، في مؤتمر وارسو الذي عقد في بولندا، لبحث التهديد الإيراني.

وأشار التقرير الى أن العلاقة بنيت بين إسرائيل والإمارات على مر سنين وفقًا للعداء المشترك لإيران، وبدأت تتطور العلاقة بشكل أكبر في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وكذلك الرئيس السابق باراك أوباما.

وبحسب التقرير، فإن نتنياهو حينها التقى بوزراء خارجية دول الخليج العربي بشكل سري، وحينها نتنياهو سرب عبر حسابه في تويتر صورة عن أحد اللقاءات ثم حذفها، وتطور التقارب مع دول الخليج، بحضور سفراء دول الإمارات والبحرين وعُمان في البيت الأبيض عندما تم الإعلان عن صفقة القرن.

ونوه التقرير، إلى أنه بعد 4 أشهر من مؤتمر وارسو، عقد اجتماع سري بين شخصيات إسرائيلية وإماراتية في واشنطن.

وبحسب مصدر أميركي حضر الاجتماع، فإن المحادثات ركزت بشكل أساسي على التحديات الأمنية في المنطقة، بما في ذلك مجالات الأمن السيبراني والبحري، وكذلك التنسيق الدبلوماسي لمكافحة "تمويل الإرهاب".

واستمرت الاجتماعات بين الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات، لنحو عام ونصف، وهو ما أقر به جاريد كوشنير كبير مستشاري البيت الأبيض، والذي قال إنها كانت مسألة ضرورية، خاصةً أنه لا توجد أي عدواة بين الشعبين.

وبحسب رصد وكالة أسوشيتد برس فإن الاتفاق الناشئ تم تلقيه في إسرائيل بردود فعل أكثر إيجابية من الإمارات.

ويظهر في كتاب سيجرود نيوباور الخبير في شؤون الشرق الأوسط في معهد دول الخليج العربية في واشنطن، بأنه منذ عام 2008 التقى السفير الإماراتي يوسف العتيبة بمسؤول إسرائيلي وهناك بدأ إنشاء أول قناة دبلوماسية تركز بشكل رئيسي على إيران.

ووفقًا للكتاب، فإن أنور قرقاش وزير الخارجية الإماراتي أكد أن العلاقات مع إسرائيل تطورت بشكل طبيعي في السنوات الخمس عشر الماضية.

وبحسب تقرير الوكالة الدولية، فإنه في كلتا الحالتين، وبخلاف الفوائد الاستراتيجية للتحالف مع إسرائيل، فإن إقامة العلاقات يمكن أن تقرب الإمارات من الجمهوريين والديمقراطيين في الولايات المتحدة، في وقت لا يزال فيه استمرار ولاية ترامب في البيت الأبيض موضع شك.

وتعتبر العلاقات مع الأميركيين بأنها لا تقل أهمية، لا سيما في ظل حقيقة أن دول الخليج أدركت في أعقاب اتفاق أوباما النووي وسياسة ترامب الخارجية المتقلبة أنه من المستحيل الاعتماد على واشنطن كما في الماضي، وقد انعكس هذا الموقف بشكل جيد في الصحف الحكومية والمناقشات الداخلية في الإمارات.

ويقول كينيث بولاك خبير الشرق الأوسط والذي عمل سابقًا في وكالة المخابرات الأميركية، لم تستطيع الإمارات، مثل السعودية، شراء أنظمة أسلحة من الأميركيين بسبب الثمن الباهظ الذي فرضوه على اليمن كجزء من القتال في الحوثيين.

وأضاف "إن السعودية والإمارات تريدان أن تظل الولايات المتحدة حليفهم الرئيسي، لكن عندما أدركوا أن ترامب لا يخطط للانخراط بشكل كبير في المنطقة، أدركوا أن إسرائيل هي الأهم حاليًا".

وتابع "تسعى السعودية والإمارات جاهدة لبناء قوة عسكرية، لكنهما تريدان أيضًا أن تسمح الولايات المتحدة لهما بمزيد من الاستقلال في أماكن مثل ليبيا واليمن والقرن الأفريقي". " ترجمة القدس دوت كوم"