الفلسطينيون ما بين مهرجان غزة والمصالحة وعروض تفتيت الدولة

الرجوب والعاروري.jpeg
الرجوب والعاروري.jpeg

غزة/ المشرق نيوز

أعربت مصادر فلسطينية رسمية في الضفة الغربية عن غضبها من تصريحات قيادات في حركة حماس، حول الاوضاع المعيشية، داخل قطاع غزة وقضية استلام منحة الـ 15 مليار دولار، بدعوى أنها جاءت في توقيت الحديث عن المصالحة وإقامة مهرجان غزة.

وكشف إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس عن عرض قُدِّمَ للحركة قبل شهرين في إطار صفقة القرن بقيمة 15 مليار دولار يتضمن مشاريع للبنية التحتية بالقطاع تشمل مطارا وميناء وغيرها.

وأضاف هنية في حوار مع موقع «لوسيل» القطري أن هذه الجهات التي قدمت العرض طلبت بالمقابل نزع سلاح المقاومة ودمجها في القوات الشرطية وإدارة القطاع بشكل منفصل وإنهاء المقاومة والتخلي عن القدس، مؤكداً أن الحركة لن تقبل بصفقة القرن أو أي عرض آخر يقدم في هذا الإطار.

بدوره، قال حسام بدران عضو المكتب السياسي لحركة حماس انه مهما كانت الاوضاع المعيشية للمواطن داخل القطاع صعبة، فان حركة حماس تتمسك بالمقاومة، ولن تقبل باستلام العرض بهدف تحسين اوضاع القطاع.

وقال قيادي كبير في حركة فتح، إن موعد اطلاق تلك التصريحات كان خاطئا لأنها تزامنت مع الحراك الوطني لإنهاء الانقسام وتغليب الوحدة الوطنية.

وأوضح أن الجانب الاخر من الغضب الرسمي الفلسطيني من تصريحات هنية، هو أن بحث تلك الأمور ليس من اختصاص أي تنظيم او حزب سياسي وانما المخول بذلك هي السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، كما ان المطلوب صد أي محاولة لتفتيت الوطن والشعب الفلسطيني، تحت شعار لا دولة بغزة ولا دولة بدون غزة.

أما الكاتب عماد عفانة فقال: ليس غريبا ما كشفه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية عن رفض حركته عرضاً بـ 15 مليار دولار كمشاريع في غزة مقابل إنهاء المقاومة في غزة، ونسيان الأقصى، وخذلان الضفة المحتلة، وتحويل غزة إلى كيان مستقل، فمن يقدم أغلى  ما يملك في سبيل تحرير أرضه وحرية شعبه، ليس غريبا عليه أن يرفض مثل هذه العروض الرخيصة، فالوطن ودماء الشهداء والأقصى لا يقدر بثمن.

وأضاف عفانة في مقال رأي: "كما ليس من المستغرب على أدوات أمريكا والكيان الصهيوني وعرابيهما، أن يحاولوا سلوك طرق خلفية، لتنفيذ صفقة القرن، بمثل هذه العروض المالية، بعدما واجهت من اجماع من شعبنا ومن أمتنا على رفضها رفضا مطلقا".

وذكر عفانة "أن الغريب بأن يحاول هؤلاء بيعنا ما هو لنا بثمن بخس، فان اقامة مطار وميناء وغيرها من مشاريع بنى تحتية في قطاع غزة، هو حق لهذا الشعب المناضل وليس منة من أحد، ولا ينبغي أن يكون له ثمن، ولو بذرة تراب جُبلت بدماء وتضحيات وآلام ومعاناة ما زالت مستمرة.. وما علم هؤلاء أن السلاح المقاومة الذي يريدون نزعه يعادل الروح، فهل يقبل أحد أن تنزع روحه مقابل مال الأرض جميعا".

وقال الكاتب الفلسطيني البارز حسن عصفور "تدقيقا في منطق المقابلة، يفترض أن يتم مساءلة حماس عن كيفية التفاوض على إعادة بناء المطار وإقامة ممر مائي بين قطاع غزة والخارج، ويتفق مع دولة الكيان الإسرائيلي من وراء ظهر الرسمية الفلسطينية، ولا يعتبر ذلك خطوة على طريق إقامة "الكيان الغزي" الانفصالي، وهل يمكن تصديق ان تل أبيب تنازلت حقا، أم ذلك هو بالأصل مشروعها المعلن منذ عام 2017 والمعروف باسم "مشروع كاتس"، وضمن خرائط تم نشرها لإقامة جزيرة صناعية".

وأضاف عصفور في مقال رأي: "اعتراف هنية، يجب أن يصبح مكان سؤال سياسي، بعيدا عن الاتهامية لأطرف عربية قد ينعكس ذلك سلبيا على العلاقة معها، وبالتالي على الوضع الغزي العام. وبسلاسة مثيرة يقول هنية عن الصفقة الكبرى انه تم رفضها تحت شعار "تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها"، وتناسى ما سبق قوله في ذات المقابلة، ان المطار والممر المائي بما فيه الميناء، والمشاريع الاستثمارية قد توافق عليها مع دولة الكيان دون أي مقابل كما ادعى، بل نتاج "المعارك العسكرية"، التي هزمت فيها إسرائيل كما يعتقد".

وتابع عصفور "كيف يمكن تصديق توافقه مع إسرائيل على ذات المشاريع تقريبا، ثم فجأة يفرضها، ولو كان الأمر كذلك، لماذا لم تعلن حماس في حينه عن تلك -المؤامرة الوطنية-، وكيف لها أن تخفي ذلك عن الفصائل والقوى التي يفترض انهم "شركاء"، بل هل أوصلت رفضها الى القيادة الرسمية للسلطة والمنظمة، وكذلك حركة فتح، وهل هناك جهة ما فلسطينية، غير حماس تعلم بما حدث؟".