الفنان الغزي بين الشغف وحدود المسموح

الفنان الغزي محمد الديري.jpg
الفنان الغزي محمد الديري.jpg

غزة/ المشرق نيوز

في هذه اللفتة لابد لنا أن نتحدث عن حال الفن والفنانين بقطاع غزة وكيف كان دور الفن في تشكيل المجتمعات وكيف أثرت عادات المجتمع المسلم على تحديد صورته التي تضعه في عدة قيود مجتمعية ودينية، وكان لنا في هذه اللفتة مناقشات اجريناها مع عدد من الفنانين الشباب حول تجاربهم الفنية. فوجدنا العديد منهم يجد نفسه مضطرا لعدم الخروج عن المألوف والمسموح به خوفاً.

في بلد يعيش تحت الحصار وبقيادة تيار اسلامي يتولى الحكم مما جعل غزة بعيدة عن تجديد الفنون عبر التواصل الخارجي كسبب، وعادات المجتمع كسبب رئيسي آخر.

باعتباره مجتمعا محافظاً يعطي أولوية لنصوص الشريعة الاسلامية التي تحرم العديد من أشكال الفنون، مما ينتج عنها أفكار عدوانيه تجاه الفن والفنانين. حيث نستذكر هنا عدة أحداث حدثت في غزة السنوات الأخيرة ضد بعض المؤسسات الفنية والتي كانت تهمتها  هي الانفتاح على المجتمعات الغربية بدعوى أنها تجلب الفجور. حسب تعبيرهم. كما حدث في العام ٢٠١٤ شهر ديسمبر، قامت جماعة اسلامية متطرفة بتفجير المركز الثقافي الفرنسي في حادث لم يكن الاول من نوعه، سبق أيضآ أن قام مسلحون بتحطيم المنحوتات في عدد من ميادين قطاع غزة وجاء ذلك بعد تولي حركة حماس حكم القطاع، مما يعكس وجهة النظر لدى الجهة الحاكمة تجاه فن النحت الذي يرى فيه الكتيرون مخالفة للشرع. وقال الفنان محمود عيد معبرا عن أسفه تجاه تلك الأفكار والسلوكيات العدوانية الناتجة عنها، وذكر الفنان عيد أنه كان يتعرض للكثير من الانتقادات خلال قيامه بالرسومات او المنحوتات تحت ذريعة التحريم، كما ويذكر أنه قام بالكثير من الأعمال الفنية الجدارية في شوارع ومؤسسات قطاع غزة، واجه من خلالها آراء المارَّة الذين كانوا في كثير من الأحيان يستهجنون بعض تلك الرسومات والمنحوتات.

بمصلحات مثل (حرام)(عيب) او (خادشة للحياء العام) ونقصد هنا رسومات تظهر فيها النساء يعمل على تنفيذها بطلب من مؤؤسات نسائية لأهداف توعوية، وعلى الرغم أن الفنان عيد يعتبرها بالشيئ الطبيعي وانه لابد ان نتفهم ذلك. لكن الثقافة المجتمعية بغزة لم تعتاد بعد على مثل تلك الرسومات للأسف.

مما يجعل الرسام أو الفنان بشكل عام مضطراً للبقاء في إطار المسموح به في ثقافة المجتمع المغلقة، وهذا برايي فيه ظلم للفنانين الذين يطمحون لمواكبة تطور الفنون في العالم ولا يجدون السبيل إلى ذلك.

فلابد أن نواكب الفنون لأنها ثقافة جميلة تعكس التحضر وتسهم في رقي المجتمعات على حد تعبيره. ومن هنا لابد أن نطالب الجهات المعنية عن المؤسسات الثقافية أن يكون لها دور الارتقاء بتقافة المجتمع الغزيّ وحماية الفنانين والأدباء.