ما الحكم الشرعي في ارتكاب جريمة الانتحار ؟

ما الحكم الشرعي في ارتكاب جريمة الانتحار ؟
ما الحكم الشرعي في ارتكاب جريمة الانتحار ؟

غزة/ المشرق نيوز

أصدر الشيخ عبد الباري خلة مساء اليوم السبت, فتوى حول الحكم الشرعي لارتكاب جريمة الانتحار.

وفيما يلي نص الفتوى:

الاِنْتِحَارُ حَرَامٌ بِالإجماع، وهو مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ بَعْدَ الشِّرْكِ بِاَللَّهِ. قَال اللَّهُ تَعَالَى:

 {وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151) } [الأنعام: 151] }

 وقَال اللَّهُ تَعَالَى: { {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) } [النساء: 29، 30] }

والْمُنْتَحِرَ أَعْظَمُ جرما مِنْ قَاتِل غَيْرِهِ، وَهُوَ فَاسِقٌ بَاغٍ عَلَى نَفْسِهِ.

وظَاهِر بَعْضِ النصوص يَدُل عَلَى خُلُودِهِ فِي النَّارِ.

قال اللَّهُ تَعَالَى: { مِنْ أَجْل ذَلكَ كَتَبْنَا عَلى بَنِي إِسْرائيل أَنَّهُ مَنْ قَتَل نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَل النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً } [المائدة:32]

وقَال اللَّهُ تَعَالَى: { وَمَنْ يَقْتُل مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالداً فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَليْهِ وَلعَنَهُ وَأَعَدَّ لهُ عَذَاباً عَظِيماً } [النساء:93]

ومن أعظم الجرم أن يقتل المسلم نفسه يئسا من الحياة، وقد نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن مجرد تمني الموت، فعن أنس - رضي الله عنه - أن رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: ( لاَ يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمُ المَوْتَ لضُرٍّ نَزَل بِهِ، فَإِنْ كَانَ لاَ بُدَّ مُتَمَنِّيًا للمَوْتِ فَليَقُل: اللهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الحَيَاةُ خَيْرًا لي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الوَفَاةُ خَيْرًا لي ) رواه البخاري .

وعن قيس - رضي الله عنه - أنه قال: ( أَتَيْتُ خَبَّابًا - رضي الله عنه - وَقَدِ اكْتَوَى سَبْعًا فِي بَطْنِهِ فَسَمِعْتُهُ يَقُول: لوْلاَ أَنَّ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - نَهَانَا أَنْ نَدْعُوَ بِالمَوْتِ لدَعَوْتُ بِهِ ) رواه البخاري .

وقد حذرنا الإسلام من الانتحار فعن أَبِي هريرة - رضي الله عنه - أنِ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ( مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَل فَقَتَل نَفْسَهُ، فَهْوَ في نَارِ جَهَنَّمَ يَتَرَدَّى فِيهِ خَالدًا مُخَلدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ تَحَسَّي سَمًّا فَقَتَل نَفْسَهُ فَسَمُّهُ فِي يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالدًا مُخَلدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ قَتَل نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَجَأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالدًا مُخَلدًا فِيهَا أَبَدًا ) رواه البخاري .

وعن أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلاً قَاتَل فِي سَبِيل اللَّهِ أَشَدَّ الْقِتَال، فَقَال النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّهُ مِنْ أَهْل النَّارِ، فَبَيْنَمَا هُوَ عَلَى ذَلِكَ إِذْ وَجَدَ الرَّجُل أَلَمَ الْجُرْحِ، فَأَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى كِنَانَتِهِ، فَانْتَزَعَ مِنْهَا سَهْمًا فَانْتَحَرَ بِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ نَفْسِهِ: انْتَحَرَ فُلاَنٌ فَقَتَل نَفْسَهُ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

الشيخ عبد الباري خلة