رحيل عبد الرحمن الطفل خيَّم بحزنه  

صورة الحكيم- ما أخر كلمات نطق بها، وماذا طلب من الطبيب؟!! عيد حزين في بيت العرعير

الطفل الحرازين.jpg
الطفل الحرازين.jpg

رحيل عبد الرحمن الطفل خيَّم بحزنه  

ما أخر كلمات نطق بها، وماذا طلب من الطبيب؟!! عيد حزين في بيت العرعير

غزة / خاص المشرق نيوز

يخيم الحزن في بيت الطفل على بيت الطفل عبد الرحمن نصر العرعير ابن 14 عاماً، بعد أن أعلن الخميس الماضي عن وفاته بعد أن أقدم على إحراق نفسه في جسده الغض الطري، وذلك في صورة لم تتكرر في الشارع الغزي  أو الفلسطيني، بل العربي، كون هذا الفتى الصغير لا يعرف معنى الحرق.  

وفي منزل العائلة في حي الشجاعية، يتوافد المعزون على منزل الطفل العرعير لمواساتهم في الحادث الجلل، مع عائلة السوسي التي تنحدر منها عائلة الأم، الكل حزين متألم، خاصة الأم، التي فقدت فلذة كبدها، بل إنها كانت آخر من شاهد الطفل عبد الرحمن الذي تتوفر له كل سبل الراحة.

عبد الرحمن العرعير.jpg
 

وكان الطفل العرعير في كطلع سنوات الإعدادية، توفي صباح الخميس الماضي، متأثرا بجراحه بعد يوم من إقدامه على حرق نفسه، في حي الشجاعية شرق مدينة غزة. 

وقال ابن عمه أن عبد الرحمن قام بسكب البنزين على جسده داخل إحدى المدارس (القسطل) شرق الشجاعية شرق غزة وحاول التلاميذ والمواطنون الذين تواجدوا في المكان اسعافه واطفاء النيران عن جسده وتم نقله الى مجمع الشفاء الطبي، وتم إدخاله إلى غرفة العناية المكثفة بعد اصابته الخطيرة الا أنه فارق الحياة.

وكان الطفل يستعد للعيد الذي جاء بعد 3 أيام، وبدلاً من أن يأخذ المال، ليقص شعره ويزينه، أقدم على شراء البنزين، واشعل النار في جسده.

الحكيم.jpg
 

رواية الحكيم

ويقول أحد الأطباء: "يوم الأربعاء- قبل وفاته بيوم، كنت مداوما برفقة زملائي بمجمع الشفاء قسم الطوارئ،  وصل إلينا قبل المغرب الطفل عبد الرحمن العرعير على اثر حادثة الحروق، بدأنا بالعمل الجبار معه بجميع الوسائل كافة كي يتم إنقاذه، بينما نحن نعمل مع حالته يظهر صوته الخافت ( بدي أشرب مية حلوة ) ضل يكرر هذه الكلمة عدة مرات ونحن نعمل مع حالته كي يتم إنقاذه، ولكن خبرتنا بالمجال تقول أن حالته صعبة جدا جدا جدا، وقد يفارق الحياة الأن أو الليلة او بوقت قريب جدا .. الان يجب علينا تخديره كي يتسنى لنا وضع له أنبوب التنفس الصناعي، كنت انا الذي سوف اعطيه المخدر، وهو يكرر نفس الجملة بصوت خافت   ( بدي اشرب مية حلوة ) أحضرت له إبرة، سيرنج بها 3-4سم مياه واعطيته اياه بالفم، فقال الحمد لله.

قلت له ( تشاهد ) فرفع اصبعه وقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله، قلت له عيدها كمان مرة، فظل رافعا أصبع السبابة وتشاهد مرة أخرى، بينما وهو ينطلق بالشهادة، قمت بإعطائه المخدر، وتم وضع له أنبوب اتنفس الصناعي، وتم دخوله لقسم عناية الحروق، ثم إكمال العمل معه من بقية زملائي بالقسم حفظهم الله، وبعدها ذهبت كي أفطر برفقة زملائي الأحباب، قبل أن يتوفاه الله.

الطبيب.jpg