هل أعدت حماس خطة مسبقة لمواجهة كورونا في غزة على المدى البعيد؟

خليل الحية.jpeg
خليل الحية.jpeg

غزة / المشرق نيوز

كشف خليل الحية عضو المكتب السياسي لحركة، حماس، اليوم الأحد، أن حركته سخّرت كل إمكاناتها التنظيمية والمالية واللوجستية تحت تصرف الجهات الحكومية بغزة؛ لمواجهة فيروس "كورونا"، وأن كل الخيارات متاحة أمامها لإلزام الاحتلال الإسرائيلي بإدخال المستلزمات الطبية اللازمة لمواجهة هذا الوباء، إلى قطاع غزة.

وأوضح في حوار مع الموقع الرسمي لحركة "حماس"، أنه منذ بداية الأزمة اتخذت "حماس" عدة خطوات لمواجهة الفيروس، مشيراً إلى أن الحركة جندت نفسها مع الجهات الحكومية في خلية أزمة مشتركة ومتابعة وتواصل كامل للتشاور واتخاذ القرارات والخطوات المناسبة.

دور حماس

وعن جهود الحركة لمواجهة فيروس "كورونا"، ذكر القيادي الحية أن "حماس" أنشأت ألف غرفة حجر صحي بكامل تجهيزاتها على نفقة الحركة الخاصة في مدة لم تتجاوز الشهر، سلّمتها للجهات الحكومية مطلع الأسبوع الماضي.

وبيَّن أن "حماس" وضعت جميع مؤسساتها الخيرية تحت تصرف الجهات الحكومية، وكذلك سخّرت كل إمكاناتها الحركية، وما تملكه من قوى بشرية، وقدرات "كتائب القسام المدنية" لمواجهة فيروس "كورونا"، ملفتاً إلى أن الحركة تمكنت من شراء 30 جهاز تنفس صناعي على نفقتها الخاصة، وقدمتها إلى الجهات الحكومية بغزة.

وشدد على أن قيادة حركة "حماس" وضعت التنظيم بشكل كامل تحت تصرف لجان الطوارئ الحكومية إذا تم الاحتياج إليه، وأنها اتخذت إجراءات متعددة على صعيدها الداخلي لمواجهة الفيروس، أبزرها وقف معظم أنشطتها، سواء الدورات أو الاجتماعات التزاما بتعليمات الجهات الحكومية بغزة، فضلاً عن أنها حثت عناصرها على الالتزام بذلك.

التواصل مع الوسطاء

وفي سياق متصل، أعلن الحية عن أن حركة "حماس" أخذت على عاتقها أن تكون حلقة التواصل مع الوسطاء للضغط على الاحتلال الإسرائيلي، ومطالبة الجهات الدولية والصديقة بتوفير الإمكانات اللازمة لمواجهة فيروس "كورونا".

وكشف عن أن جهود الحركة واتصالاتها مع عدة جهات بشكل مباشر، أثمرت في توفير المعونات والمستلزمات الصحية، وذلك في ظل قصور الجهات الرسمية الفلسطينية في الضفة الغربية عن ذلك، موضحاً أن تلك المعونات غير كافية.

وحمّل الحية، الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة الفلسطينيين في الضفة وقطاع غزة، وفقًا للقانون الدولي، مشدداً على أن حركة حماس لن تقبل أن يموت فلسطيني بالمرض، ومَن يحاصره يمتلك العلاج، وقال:" على الاحتلال أن يوفر سبل الحياة الكريمة لشعبنا (..) لا نقبل أن نموت بالحصار ولا بفيروس كورونا".

كل السيناريوهات متاحة

وعطفاً على ما سبق، أكد الحية أن كل الخيارات والسيناريوهات متاحة أمام حركة "حماس" لإلزام الاحتلال بتوفير كل المستلزمات المطلوبة لمواجهة فيروس "كورونا"، محذرًا من أن تَتْبَعَ الحركةُ إجراءاتٍ أخرى إن منع الاحتلال مستلزمات مواجهة كورونا عن غزة. وشدد على أن الحركة قادرة على اتخاذ القرار المناسب الذي تتوقع منه أن يحمي الشعب الفلسطيني، ويوفر له المستلزمات لمواجهة فيروس "كورونا".

تقصير السلطة

وفيما بتعلق بالمعونات المُعلن عن تقديمها للشعب الفلسطيني لمواجهة "كورونا"، قال الحية: "لم يصل منها شيء إلى غزة"، مستنكراً أن تمر الأسابيع على غزة ذات أكثر كثافة سكانية في العالم ولا يوجد في وزارة الصحة بغزة مستلزمات الفحص، وداعياً السلطة ألّا تقف إلى جانب الاحتلال في التقصير بحق غزة، وأن ترسل لغزة نصيبها من المساعدات.

ونعى الحية فقيدة الشعب الفلسطيني نوال أبو الحمص من بلدة العيسوية بمدينة القدس المحتلة، والتي توفيت إثر إصابتها بفيروس "كورونا"، مُدينًا تقصير الاحتلال في تعامله مع أزمة "كورونا" في القدس المحتلة، وتساهله في حركة العمال من الداخل المحتل إلى القدس.

إغلاق المساجد

وتوقع الحية استمرار إغلاق المساجد في شهر رمضان المبارك، وأن تبقى الحالة في قطاع غزة على ما هي عليه؛ نظرًا لأن الخطر ما زال قائمًا، خاصة مع قدوم أكثر من 1600 مواطن من أماكن ينتشر فيها الفيروس.

ونوه الحية بأن هناك خشية من أن ينتقل الفيروس بشكل كبير، في ظل هشاشة المنظومة الصحية وضعفها في غزة نتيجة استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض عليها منذ نحو 14 عاماً، إضافة إلى طبيعة العلاقات الاجتماعية في مجتمعنا الفلسطيني، والكثافة السكانية العالية.

العمل بالخارج

وفي إطار مساعدة الحركة لأبناء الشعب الفلسطيني في مواجهة خطر "كورونا"، أكد الحية أن رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، يجري الاتصالات اللازمة مع الجهات الدولية والعربية والصديقة لجلب الدعم لشعب الفلسطيني في الداخل والخارج.

وأوضح أن هنية نجح في أكثر من قضية مع القطريين ومع غيرهم من المانحين والخيرين الذين يمدون يد العون لإرسال المعدات إلى غزة، كما استطاع إيصال مبلغ من المال إلى المخيمات الفلسطينية في لبنان، منبهًا إلى أن الحركة في كل أماكن تواجدها هي جزء من المنظومة في أي عمل شعبي.

وبيّن الحية أن الحركة قدمت المساعدة للجالية الفلسطينية في العديد من الدول، وأوصلت بعض المساعدات لمن تقطعت بهم السبل. وفي الضفة الغربية، أشار الحية إلى أن وضع الحركة في الضفة مختلف؛ نظرًا لملاحقتها، واحتكار السلطة على تقديم المساعدة، مشددًا على أن حماس جاهزة في كل أماكن تواجدها كي تكون جزءًا من المنظومة الوطنية والمجتمعية في مواجهة فيروس" كورونا".

خطة طويلة

وحول خطة التعامل مع المرحلة القادمة من الأزمة، أكد الحية أن الحركة اتخذت إجراءات داخلية مساندة للجهات الحكومية، مشيرًا إلى أن الجهات الحكومية وضعت سيناريوهات مختلفة للتعامل مع هذه الأزمة على المدى القريب والبعيد.

وأوضح أن الجهات الحكومة تبذل جهودًا كبيرة في التخفيف عن الفئات المتضررة نتيجة إجراءات "كورونا"، سواء بصرف مبالغ مالية، لكنه غير كافٍ، مناشدًا الدول والأصدقاء بأن يوفروا أكبر قدر ممكن من الدعم للفئات الهشة التي تأثرت بفيروس "كورونا". إجراءات السلامة

وطالب عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" أبناء الشعب الفلسطيني بالالتزام بإجراءات السلامة، والبقاء في البيوت، وعدم الخروج إلا للضرورة، والتباعد الاجتماعي، وارتداء الكمامة، مبينًا أنه في حال التزم شعبنا بإجراءات السلامة التي أعلنت عنها وزارة الصحة فهذا يعني أن غزة ستبقى آمنة.

يوم الأسير

ووجه الحية التحية للأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي في ذكرى يوم الأسير الفلسطيني، مؤكداً أنهم على موعد مع النصر والتحرير. واستحضر الحية الشهيدين القائدين عبد العزيز الرنتيسي وأبو جهاد الوزير في ذكرى استشهادهما والتي توافق يوم الأسير، مضيفاً أن من خلفهما شعبًا وقادة يسيرون على طريقهم حتى كنس هذا المحتل وطرده من أرض فلسطين.