ما هي سيناريوهات السعودية للتعامل مع معتقلي حماس بالمملكة؟

ما هي سيناريوهات السعودية للتعامل مع معتقلي حماس بالمملكة؟
ما هي سيناريوهات السعودية للتعامل مع معتقلي حماس بالمملكة؟

غزة/ المشرق نيوز

أبدت جماعة أنصار الله "الحوثي" في اليمن، الاستعداد التام للإفراج عن أحد الطيارين الأسرى مع 4 من ضباط وجنود سعوديين، مقابل الإفراج عن معتقلين في المملكة يتبعون لحركة حماس.

وأكد عبد الملك الحوثي أن "النظام السعودي يحاكم المختطفين الفلسطينيين بتهمة دعم جهة إرهابية ويقصد المجاهدين"، مؤكداً جهوزيتهم التامة "لإنجاز عملية تبادل الأسرى التي دأب العدوان على التنصل منها".

وفي تعقيبه على ذلك، قال القيادي البارز في حركة حماس محمود الزهار إنَّ مبادرة زعيم حركة أنصار الله عبد الملك الحوثي مقدرة ومحترمة، مشيراً إلى أنها افرحت قلوب المقاومين والمجاهدين الفلسطينيين.

وفي ذات الوقت، استبعد الزهار أن تستجيب السعودية للمبادرة التي أطلقها الحوثي، مؤكدا أن حركة حماس طلبت من إحدى الجهات التي لها علاقات جيدة مع صنعاء بمتابعة هذه المبادرة، حيث تساءل، هل يمكن للسعودية أن تتحمل تبعات هذه الصفقة؟.

وفي بيان رسمي، صادر عن حماس، يوم السبت 4/4/2020، قالت الحركة إنها تَأسف لانتقال السعودية من مَوقع الدّاعم للقضية الفلسطينية إلى المُحاصِر لها، في اتهام واضح للمملكة أن تُعادي الفلسطينيين.

وقالت حركة حماس في بيانها المُعمم على وسائل الإعلام "عام بالتمام والكمال، مضى على اعتقال السلطات السعودية للأخ الدكتور محمد صالح الخضري، ونجله الدكتور هاني، إضافة إلى العشرات من أبناء شعبنا، وكفلائهم من الشعب السعودي الشقيق، لا لجرم ارتكبوه، سوى أنهم لم ينسوا قضية فلسطين".

وأضاف الحركة "حماس تُعبر عن أسفها لانتقال السعودية من موقع الداعم لهذه القضية المقدّسة والمباركة، إلى موقع المحاصر لها ولأبنائها، وللداعمين لها" كما عبرت مجدّدًا عن إدانتها لاستمرار اعتقال الخضري ونجله، وبقية المعتقلين على ذمّة القضية نفسها.

وطالبت السلطات السعودية بالإفراج عن المعتقلين كافة، خاصة في ظل انتشار وباء كورونا، وما يحمله من مخاطرَ حقيقيةٍ على حياة المعتقلين، ويزيد من معاناتهم ومعاناة أسرهم.

ونشر الكاتب والمحلل السياسي، عقل صلاح، مقالا تحدث عن مبادرة الحوثي وقال "أعلنت حماس موقفها من العدوان السعودي على اليمن بعد تردد طويل، حيث اعلنت وقوفها مع الشرعية السياسية ومع خيار الشعب اليمني، موقف متماهي وكأن حماس تريد أن تمسك عصا المواقف السياسية من المنتصف، لكن هذا الموقف ينم عن خلاف حاد ما بين القيادة السياسية التابعة للإخوان المسلمين بقيادة خالد مشعل الذي سعى لتوطيد العلاقة مع السعودية، وكتائب القسام التي تعتمد على الدعم الإيراني بالسلاح والمال والخبرة والتدريب، وهو ما رفضت كل الدول العربية تقديمه ولو حتى رصاصة واحدة باستثناء سوريا".

وأضاف "من هنا جاء موقف اللاموقف لحماس أو كما تقول حماس موقف الحياد.لكن في السياسية والتحالف لا حياد في القضايا القومية والوطنية وقتل واحتلال دولة لدولة، وحماس تعاني من احتلال فكيف تقف محايدة تجاه احتلال السعودية لليمن وتجاه الاعتداء السعودي على حلف المقاومة الذي لم ولن يتخلى عن حماس في ظل تخلي كل الدول عنها، وملاحقتها وطردها حتى من قطر وتركيا، فلم يجد نائب رئيس المكتب السياسي صالح العاروري مكانًا للإقامة غير الضاحية الجنوبية اللبنانية وبحماية حزب الله بعد طرده من قطر وتركيا".

وتابع: كما هو معروف خرجت حركة حماس من مثلث الممانعة (ايران وسوريا وحزب الله) إلى مثلث (قطر تركيا والسعودية) الذي لم يقدم لها أي شيء يذكر، وإنما عمل ضدها ووقف في وجهها كما شارك في حصارها والتحريض عليها بعد استهلاك مواقفها.

أما الكاتب حمزة أبو شنب، قال إنه ثمة سيناريوهات عدة أمام السعودية تجاه المبادرة اليمنية، فالسيناريو الأول هو قبول المبادرة والإفراج عن الفلسطينيين، وهو خيار صعب على صورة المملكة فيما يتعلق بفلسطين والأقصى، فيما السيناريو الثاني فهو يتمثل في إصدار الملك السعودي قراراً بالعفو عن المتعتقلين الفلسطنيين وترحيهلم من السعودية للالتفاف على المبادرة، وهو سيناريو وارد في ظل جدية وإصرار جماعة أنصار الله على شروطهم وعدم تنازلهم عنها.

وأضاف "ثمة سيناريو ثالث، فقد تعمل بعض الأطراف التي تجمعها علاقة مع حركة حماس، مثل جمهورية مصر العربية من خلال جهاز المخابرات العامة، بالتدخل ولعب دور الوساطة بين حماس والسعودية للإفراج عن المعتقليين، في خطوة تهدف لتعزيز صورة العلاقة المصرية السعودية، وحرمان محور إيران من صورة النصر على السعودية".

وأوضح أنه "أياًّ كان السيناريو الذي ستذهب إليه السعودية، فإنه لن ينجح في سلب صورة النصر من قائد أنصار الله عبد الملك الحوثي، فيسجل له السبق في تفعيل القضية، ولن يحسن صورة النظام أمام الجمهور العربي والإسلامي المساند للمقاومة، حتى لو عمل على حل القضية عبر استضافة أي من قيادة حماس لإغلاق الملف مع الحركة، تبقى في النهاية الرسالة الأهم هي محورية قضية فلسطين، وفاعلية المحور الداعم والمساند لها كحالة متماسكة في مواجهة المشاريع الأخرى في المنطقة".