انقذوا فتح وأعيدوها لسيرتها الأولي .... بقلم/ نضال خضرة

نضال خضره.jpg
نضال خضره.jpg

غزة/ المشرق نيوز

مازالت هذه الحركة تمثل أنبل ظاهرة وطنية في تاريخ الشعب الفلسطيني ومازالت هي القادرة على قيادة الشعب الفلسطيني وانقاذ مشروعه الوطني التحرري .

ولربما هذه الغفلة التي تعاني منها قيادة فتح تحتاج للتذكير بأن حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح التي تأسست وإنطلقت في منتصف ستينات القرن الماضي، على يد مجموعة من الشبان الوطنيين الذين جاؤوا من مختلف الحركات السياسية والتيارات الفكرية، عندما عجزت هذه الحركات عن مواكبة نضوجهم السياسي والوطني، فأسسوا هذه الحركة الوطنية، وصاغوا أدبياتها من عمق ثقافة الشعب الفلسطيني وتراثه الحضاري والمعرفي، فكانت هذه الحركة التي تشبه شكل الشعب الفلسطيني بمختلف معتقداته الدينية وتوجهاته السياسية، حركة عابرة للأيدلوجيا بمفهوميها: التقليدي الراديكالي الديني والسياسي، حركة فيها مساحة من الحرية تروي ظمأ كل فلسطيني حر يطمح للتخلص من الاحتلال، وهذا كان أحد أهم الأسباب التي ساهمت في ريادة فتح وتمددها وقيادتها للحركة الوطنية الفلسطينية.

تركت فتح مساحات واسعة لأعضائها وأنصارها في الإعتقاد والنقد، شرط أن يبقى العضو مؤمناً بقضية التحرر الوطني، وهذا ما جعل منها حركة ممتدة تمثل الفطرة الوطنية للإنسان الفلسطيني منذ ولادته، فإذا كبر من الممكن أن يبقى على فطرته، ومن الممكن أن يبتعد عن هذا المسار الفطري إلى أقصى اليسار أو إلى أقصى اليمين،لكنه في النهاية يبقي وطنياً.

لم تدرك أي حركة فلسطينية هذا الفكر الحر الذي أرسته فتح قبل خمسة عقود ونيف، بل وعجزت هذه الحركات أن تشبه فتح أو تقلدها، وبرغم هذا النضوج الذي تحقق طيلة خمسٍ وخمسين عاماً، ما نزال نقول بأن حركة فتح تحتاج إلى استنهاضٍ وترميمٍ لأفكارها، لاسيما في ظل المتغيرات الجيوسياسية، وثورة الإتصال وسهولة الحصول على المعلومات.

بقيت هذه الثقافة إلى أن غيب الموت الجيل المؤسس وعلى رأسهم الشهيد الخالد ياسر عرفات.

توقعت الجماهير أن تقوم القيادة الحالية للحركة بتعزيز هذه الثقافة والعمل على استنهاض فتح وترميم أفكارها وأدائها السياسي، وأن تعمل على معالجة أخطائها بما يتناسب مع المتغيرات، لكن مع الأسف منذ أن جاء الرئيس  محمود عباس رئيساً للسلطة وقائداً لحركة فتح، عمل على تعزيز القمع وفرض الالتزام الحديدي التقليدي على أبناء حركة فتح، والذي تجاوزته الحركة قبل عقود، ومارس القمع والإرهاب بسيف الرواتب بهدف السيطرة وتعزيز ثقافة "لا أريكم إلا ما أرى"، بسبب نزعته الدكتاتورية والسلطوية، مما أدى إلى هذه الحالة من التردي والتراجع، وتعزيز الخلافات التي تشهدها حركة فتح الآن.

رسالتي لكل التيارات الإصلاحية في حركة فتح، التي أصبحت ظاهرة في معارضتها لسياسة حركة فتح ورئيسها، إذا أردتم إصلاح ما أفسده العطار، فعليكم إعادة فتح إلى سيرتها الأولى، وعليكم أن تدركوا بأن سر قوة هذه الحركة يكمن في الحرية والبندقية وتحملها المسؤولية عن خصومها قبل أعضائها، وبغير ذلك سيتجاوزكم الزمن، وسيصبح تاريخكم حكايات

وقصص تتداولها الأجيال القادمة، على غرار الكثير من الحركات الوطنية التي لم تراعي فقه المتغير وفقه الواقع، وأصبحت بالتالي جزءاً من عبر الماضي.