كورونا يكشف أكذوبة الحضارة الغربية.... بقلم/ نضال خضرة

نضال خضره.jpg
نضال خضره.jpg

غزة/ المشرق نيوز

ظهرت اليوم الكثير من الصور تتحدث عن هلع الشعوب الغربية التي إستحضرت الفوضي والهمجية بدافع الخوف من فايروس كورونا أمام المتاجر بصورة غير حضارية..

لا شك بأن هذه الصورة طبيعية ولكنها بحسب الصورة التي تعززت في عقول شعوب دول العالم الثالث عن ثقافة هذه الشعوب والتي وصلت لحد المغالاه تصبح تلك صورة غير طبيعية..

لذلك هذه الصورة أظهرت الحقيقة الكامنة الخاملة في وعي تلك الشعوب المتحضرة، التي مارست التحضر لعقود من الزمن ،الناتج عن الرفاهية المتراكمة والثقافة الخاوية من الإيمان والقيم الروحية..

وفي لحظة ما وبسبب الخوف من الموت تجاوزت هذه الشعوب عن الحضارة والثقافة الخالية من الإيمان  واستحضرت كل أنواع الفوضي والهمجية..

هذا المشهد  جعلني أستحضر وجهه نظر المفكر على شريعتي في كتابه النباهة والإستحمار الذي سلط الضوء علي فكرة العقيدة والإيمان التي يجب أن تسبق العلم والمعرفة في بناء الحضارة الأنسانية..

عندما قرأت هذا الكتاب منذ زمن لم أقتنع في حينه في فكرة المفكر شريعتي ولكن اليوم بعدما رأيت هذا المشهد ورأيت تجرد هذه الشعوب من مجمل ثقافتها الحضارية في لحظات الخوف وإستحضار الفوضي والهمجية الكامنة لديها في العقل الحوفي

أدركت أن وجهه نظر المفكر شريعتي كانت صائبة وأن التجربة وعامل الزمن ورؤية الأحداث هي التي تثبت مدي صوابية الأفكار التي لاتقنعنا أحياناً ،ولكنها  ستقنعنا لاحقاً من خلال التجربة والأحداث..

يقول شريعتي بأن العقيدة والإيمان يجب أن تسبق العلم والمعرفة في بناء الحضارة الإنسانية لان الإيمان والعقيدة

هي التي تمثل الأساس المتين لتلك الحضارة.

وأن هذا الشعوب التي بنت هذه الحضارة بفعل العلم والمعرفة، هي حضارة خاوية من الإيمان. وتعتبر حضارة هلامية ومن الممكن ان تسقط في أي لحظة..

يقول شريعتي في مطلع أطروحته النباهة والإستحمار في الباب الأول لقد كشفت التجارب طيلة الخمسين سنة الماضية أن المجتمعات التي بدأت من نقطة عقائدية وتحركت بعد تحقق وعيها الفردي والإجتماعي وقفت اليوم في صف القدرات التي تصنع الحضارة العالمية لكن المجتمعات التي اقتدت بالحضارة الغربية دون وعي إجتماعي أو شعور إنساني بالوعي الفردي ودون عقيدة بل بمجرد نهضة كاذبة قد ضلت مستثمرة للحضارة الغربية مستهلكة علي الدوام وخاضعة للذل والعبودية تحت سيطرة الغرب وأمثاله والنماذج علي ذلك متوفرة وكثيرة..

جميع القدرات العالمية والصناعية والفلسفية البشرية إدخرت ثروة العالم رغم كونه أمياً إذا هناك شئ أخر غير الثروة والقدرة والعلم والفلسفة والتكنلوجيا شئ لو صرفنا النظر عن وجوده لهزمنا أمام حفاة الدهر وإن كانوا عبيد مظلومين لأننا ننهار من الداخل حتي لو بلغنا ذروة التكامل كما بلغ الغرب المتحول اليوم شرط أن نبلغ لكننا لا نبلغ ومن هنا تقف المجتمعات التي تري.

أن تختار أمام طريقين طريق العلم والرأسمالية  والقدرة والصنعة وطريق الفكر والعقيدة ومن المسلم به أن المجتمعات

التي ترتبط بهدف عال بعقيدة وايمان يتفوقون علي كل قدرة حتي لو كانت القوة التي تسيطر علي المنظومة الشمسية..

وإن مجتمعًا كهذا ستكون له بُعد عشر سنين او خمسة عشر سنة حضارة كما ستكون له صناعة وسينتج علي مستوي عالمي أيضاً وهناك نماذج كثيرة في الزمن الماضي وفي وقتنا الحاضر،أما إذا كان المجتمع فاقد لنموذج يهدف اليه فاقداً للإيمان وللوعي الشخصي والإجتماعي وليس همه إلا الصناعة والرأسمالية أو ما يسمي اليوم بالتقدم العلمي والصناعي فإن وفق لنيل ما يروم ولن يوفق فإنه سيبقي مستهلكاً وإن ظن أنه منتج وهذه هي الخديعة الكبري التي وقعت فيها جميع البلاد المتأخرة فخسرت ذلك الشئ الذي يهب الرقيق العجوز المحروم قدرة تزلزل العجائب وهكذا فإذا كنا أصحاب عقيدة فإنه متي وفقنا أن نجتاز مرحلة الإيمان بنجاح فإنا سنكون صانعين الذخائر  في الفروع العلمية كافة..