جدلاً واسعاً عقب قرار الإفتاء في تونس بتعليق إجراءات اعتناق الإسلام بسبب كورونا

جدلاً واسعاً عقب قرار الإفتاء في تونس بتعليق إجراءات اعتناق الإسلام بسبب كورونا
جدلاً واسعاً عقب قرار الإفتاء في تونس بتعليق إجراءات اعتناق الإسلام بسبب كورونا

تونس/ المشرق نيوز

أصدر ديوان الإفتاء بتونس، اليوم الاثنين، بياناً أعلن فيه مفتي الديار التونسية "تعليق إجراءات اعتناق الإسلام"، للحد من انتشار فيروس (كورونا), والذي بدوره أثار جدلاً واسعاً عبر نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي.

وأكد ديوان الإفتاء عبر صفحته الرسمية على (فيسبوك) أنه "في نطاق الاحتياطات المتبعة لتجنب العدوى بفيروس (كورونا)، فإنه يقع التعليق الوقتي لإجراءات اعتناق الإسلام أو التثبيت عليه، إلى موعد لاحق يقع الإعلام به".

ونقلت قناة (الجزيرة)، عن فتحي محجوب،  المدير المكلف بالدراسات في ديوان الإفتاء قوله: إن اتخاذ قرار تعليق بإجراءات اعتناق الإسلام للأجانب، يأتي كإجراء وقائي، تجنباً لنقل فيروس (كورونا) للموظفين.

ولفت محجوب إلى أن جزءاً كبيراً من معتنقي الإسلام، الذين يتوافدون على ديوان الإفتاء، هم من جنسيات أوروبية، ينتشر فيها الوباء، خاصة إيطاليا وفرنسا.

وشدد في المقابل على أن هذا الإجراء مؤقت، وسيُستأنف العمل على ضوء الحالة الوبائية ومدى تفشيها، لافتاً إلى أنه تم إبلاغ بعض الأجانب، الذين تقدموا بطلبات لاعتناق الإسلام بتأجيل الموعد لوقت آخر.

وبشأن الانتقادات التي طالت ديوان الإفتاء بخصوص سرعة اتخاذ هذا الإجراء في وقت لم تسارع فيه وزارات كالتربية أو النقل إلى اتخاذ إجراءات مماثلة، من إغلاق المدارس أو إلغاء الرحلات من الدول الموبوءة وإليها؛ اعتبر محجوب أن لكل مؤسسة حكومية تقديراتها الخاصة.

وأعلنت تونس، عن اكتشاف حالتين مصابتين بالفيروس، قادمتين من إيطاليا، فيما وضع نحو مئة شخص في الحجر الصحي.

قرار متسرع

واعتبر إلياس دردور رئيس قسم الشريعة والقانون في جامعة الزيتونة، أن تعليق إجراءات اعتناق الإسلام، يُعد قراراً متسرعاً في غير محله، لافتاً إلى أن إجراءات التوقي من (كورونا) موكولة أساسا لوزارة الصحة، منذ دخول الأجانب التراب التونسي.

وتابع:  "إذا كان الإجراء قد اتخذ لما له علاقة بالحالة الصحية والعمرية للمفتي، خوفاً من تلقيه العدوى، فقد كان من الأفضل أن يتم توكيل شخص آخر من ديوان الإفتاء؛ لاستكمال إجراءات اعتناق الإسلام للأجانب بدل تعليقه".

وتساءل رئيس قسم الشريعة والقانون، "ماذا لو وافت المنية هذا الشخص القادم لتونس، والذي أراد أن يشهر إسلامه بعد تعليق الإجراء، هل سيُدفن في مقابر المسلمين؟ هل سيمنع من تقسيم ميراثه لعدم وجود شهادة رسمية صادرة عن دار الإفتاء تثبت إسلامه؟".

سخرية ونقد

وتفاعل إعلاميون وسياسيون وشيوخ دين مع قرار ديوان الإفتاء عبر تدوينات على صفحاتهم الاجتماعية، لم تخل بدورها من عبارات السخرية والانتقاد لغرابة هذا القرار.

ووصف رئيس حزب (المجد) عبد الوهاب الهاني قرار ديوان الإفتاء بالقرار الساخر، داعياً إلى سحبه أو التبرؤ منه فوراً.

ولفت إلى أن الأنشطة الدينية التي علقتها احتياطاً أغلب دول العالم تتعلق بالتجمعات الكبيرة كالعمرة والصلوات في المساجد والكنائس، تجنباً لانتشار العدوى، ولا تتعلق بمواكب دينية فردية على غرار رغبة البعض في اعتناق الإسلام، والتي تتم بحضور أفراد قليلين.

واعتبر الإعلامي سمير الوافي، أن قرار المفتي تعليق إجراءات اعتناق الإسلام، تحت ذريعة مخاوف تفشي فيروس (كورونا)، في وقت لم تتوقف فيه الدروس والرحلات والمسابقات الرياضية، قرار "سخيف" وفق تعبيره.