حلم عيدين في مصر وتونس بقلم : عبداللطيف الزبيدي

حلم عيدين في مصر وتونس  بقلم : عبداللطيف الزبيدي
حلم عيدين في مصر وتونس بقلم : عبداللطيف الزبيدي

حلم عيدين في مصر وتونس

بقلم : عبداللطيف الزبيدي

لا يحتاج المرء إلى كرة كريستال أو قراءة فنجان، إذا هو أراد معرفة ما يدور، الآن الآن وليس غداً، في خلد المرشد راشد الغنوشي . فالأحزاب المتشابهة يمكن أن تشترك في المصير مثل قوارير البولينغ .

الغنوشي يخشى المتلازمات والفعل وردّ الفعل . فالشعب المصري شعب أصيل، أهدت إليه تونس مشعل البوعزيزي فأضاء وأشرق وتوهج، وفي غمرة الابتهاج، ونشوة الاهتياج، سرقوا منه السراج الوهّاج . اليوم وقد قرر أن يكون أمره بيده، فلا شك في أنه سيغدو قدوة . تلك القدوة هي ردّ الهدية إلى الشعب التونسي . وذلك هو ما يخيف حزب حركة النهضة .

كلا الشعبين، التونسي والمصري، صبر من قبل أكثر من عقدين . بعد التحوّل دخلا عصر السرعة . لم يعد صبر أيوب عملة قابلة للصرف في سوق المعاناة . لم يعد الهوان يسهل، ولا الجرح جرح ميّت ما به إيلام .

ثمّة قضية في غاية الأهمية تجعل الشعب “يطق” بسرعة، ولأمر منطقي لا يحتاج إلى دليل . عندما يأتي الظلم والقهر والفساد والاستبداد وإهمال التنمية وكمّ الأفواه ودوس كرامة الإنسان، من قبل نظام هو مجموعة قبضايات بأيديهم وسائل القمع التي لا يعرفون أساليب غيرها لتسيير شؤون البلد، فالأمر يبدو إلى حدّ ما طبيعياً، ولو كان غير مقبول . أما عندما تأتي النتائج نفسها من قبل أناس يشربون الماء بآية، ويعطسون بحديث، وخطبهم مجالس وعظ وإرشاد، ويدّعون أنهم يعملون لأخراهم كأنهم يموتون بمجرد الفراغ من الاجتماع أو الخطبة، فالسياسة تعني عندئذ الضحك من الذقون فقط لا غير . إذا كان ذلك هو فعل الذين يخافون الله فعلى الأمان السلام .

مصر تحتاج إلى وضع سليم قويم كريم . ومع العلم أنه لم تر أرض الكنانة وضعاً دقيقاً حسّاساً كالذي يتغيّر الآن في كل دقيقة وساعة بمعطيات مستجدّة، فإن على الشعب المصري أن يدرك أكثر من أي وقت مضى، أنه ليس شعب مصر وحدها، إنه شعب أمة . وعلى فطنته نعوّل، من الماء إلى الماء . نوم لحظة، غفوة طرفة عين، سهو لمح بصر، قد تؤدي إلى سبات حضاري أو تمزّق وانهيار، لا قدّرت الأقدار .

لزوم ما يلزم: تفاءلوا بالتصحيح تجدوه . فلعل الغيب يخبئ للعرب، إضافة إلى عيد الفطر، عيدين، وأيّ عيدين، في مصر