الإعلام الإسرائيلي يعبر عن الارتياح لعزل مرسي

الإعلام الإسرائيلي يعبر عن الارتياح لعزل مرسي
الإعلام الإسرائيلي يعبر عن الارتياح لعزل مرسي

وكالاتمشرق نيوز

تابعت وسائل الإعلام الإسرائيلية بترقب الأحداث الجارية في مصر والتي أسفرت عن عزل الجيش المصري للرئيس المنتخب محمد مرسي، وفيما تحدثت عن "الانقلاب العسكري"، تعرضت لتداعيات ذلك على المنطقة وعلى أداء الحركات الإسلامية وخاصة حركة الإخوان المسلمين مستقبلاً.

وقالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" في تقرير لها إن عزل مرسي سيدخل الإخوان في طريق التشرذم والتشتت لأعوام قادمة، كما حصل في الضربة الشديدة التي تلقتها في عام 1954، مضيفة أن هذا يمكن أن ينعكس بطردهم من الحياة السياسية.

وأوضحت أن الحركة الإسلامية منعت وحظرت في أغلب الوقت منذ نشأتها في عام 1928، لكنها رغم ذلك ما تزال تحتفظ شبكة منضبطة ومنظمة وقوية من الأعضاء المنتشرين في كافة أنحاء الجمهورية.

المحلل في القناة الثانية الإسرائيلية روني دانييل قال إنه حتى الأمس كان يظهر بأن المد الإسلامي لا يمكن إيقافه، على غرار ما جرى في تركيا وغزة، عندما سيطرت حماس على القطاع.

وقال دانييل إن هذا ما ظهر بعد فوز الإخوان في كافة المواقع، وفي مقدمتها رئاسة الدولة في مصر، لكن هذا الحال تغير خلال الأيام الماضية، وهذا ما يشكل تطوراً مهماً لصالح "إسرائيل".

مصر أفضل دون مرسي


وأوضح أن بعد الانقلاب وحتى قبله، لم يتأثر الحوار بين المؤسستين العسكريتين المصرية والإسرائيلية، وذلك بغض النظر عمن يجلس على مقعد الرئاسة، ويدور هذا التعاون بشكل فعال نسبياً.

وذكر أن الحكم الجديد سيضر الإخوان، وهذا على المدى البعيد سيكون أمراً جيداً للكيان، الذي يرى أن مصر ستكون أفضل حالاً دون مرسي.

في صحيفة "جيروزاليم بوست" كتب آرييل بن سولومون تحليلاً عن التغيير في مصر قائلاً: "انتهى الوقت، وتمت إزاحة الإخوان المسلمين من السلطة". موضحاً أنه بينما كان العالم سعيداً لسقوط مبارك وحكمه العسكري، عادت الكرّة باستحسان وتأييد الحكم العسكري مرة أخرى.

وقال ماذا لو بقي كل طرف على موقفه بعد الانقلاب، وتعرض الاقتصاد لانتكاسة أخرى كبيرة، ونزلت حركة الإخوان مجدداً إلى الشارع بمشاركة أعضاء وملأت ميدان التحرير، فإن هذا سيكون له تداعيات كبيرة.

وأضاف أن دول الخليج وأنظمتها القائمة، باستثناء قطر، تمر بحالة خوف شديد من أية حركات ثورية، لذلك يجب أن تقاوم مثل هذه الحركات، وعلى رأسها الإخوان المسلمون.

"بعد السكرة تأتي العبرة"


ونقل الكاتب عن محلل إسرائيلي قوله إن مصر و"إسرائيل" ستكونان أفضل حالاً بوجود الجيش و(الديمقراطيين) دون الإسلاميين، الذين ينظر إليهم بأنهم العدو الأخطر.

وأورد عن محلل آخر قوله إن الإخوان في صدمة شديدة ولا يصدقون ما جرى، وأنه في الوقت سيستيقظون فيه من المحتمل أن يترافق مع العنف، موضحاً أن الإسلاميين سيعيدون التخطيط للكفاح من أجل العودة إلى السلطة.

وفي صحيفة "يديعوت أحرونوت"، كتب رون بن يشاي أن الجيش المصري والقوى المعارضة للإخوان عزلوا مرسي، وواجهوا حركة تتحلى بالعزيمة، وواجهت الحصار ومحاولة نزع الشرعية ولديها ملايين المناصرين.

ورغم ما جرى، إلا أنه ليس من المؤكد أن يعود عزل مرسي بالاستقرار السياسي في البلاد، في الوقت نفسه فإنه من غير المؤكد إذا ما كان بإمكان النظام الانتقالي أن يخفف من حدة الأوضاع الاقتصادية والتدهور الأمني.

وقال إن السعادة الغامرة لمناوئي حركة الإخوان أمر "مفهوم"، لكنه لا يتعدى كونه نشوة مؤقتة، فالجماهير "أتخمت سكراً بالقوة، لكن العبرة من هذا السكرة والاستيقاظ منها سيشعرون به خلال الأيام القادمة".

مرسي عدو ولكن


وفي تقرير لها تعليقاً على ما جرى، أوردت صحيفة "هآرتس" العبرية أربعة أسباب جعلت الرئيس المصري محمد مرسي جيدًا للكيان، وعلى رأسها التزامه باتفاقيات "كامب ديفيد".

وقالت إنه بالرغم من أن مرسي لم يكن من "محبي صهيون" وامتنع عن ذكر كلمة "اسرائيل"، ونفى حتى أن يكون بعث برسالة شكر للرئيس الاسرائيلي شمعون بيرس في أعقاب ارسال الأخير رسالة تهنئة له بمناسبة انتخابه، فإن التزامه باتفاقيات كامب ديفيد سيجعله "إسرائيل تفتقد فترة حكمه.

وأوضحت الصحيفة أن الرئيس المعزول عمل ونشط ضد الخلايا المسلحة في سيناء إضافة إلى معارضته الواضحة لإيران أيضاً أسباب وجيهة لافتقاد "إسرائيل" له خلال الفترة القادمة.

وفي صحيفة "معاريف" نشرت تحليلاً تحدث فيه خبير إسرائيلي في الشئون المصرية، حيث أوضح أن الرئيس مرسي تعرض لعملية نزع شرعية من قبل المعارضة والمتظاهرين منذ دخوله إلى قصر الرئاسة.

وأوضح الخبير أن إزاحة مرسي لا تعني أن الوضع الاقتصادي والسياسي والأمني سيتحسن مباشرة، وهو ما يمكن أن يتسبب باضطرابات مستمرة في البلاد.

المعارضة ستكون عاجزة


وقال إن عزل الرئيس لن يحل المشكلة، فالمعارضة ليست موحدة ولا تحظى بإجماع أو حتى إدارة البلاد أو تقديم مرشح متفق عليه للرئاسة، فيما يسود الاعتقاد بأن الجيش هو من سيقود البلاد خلال الفترة الانتقالية حتى عقد الانتخابات.

وأضاف أنه لا يوجد هناك ضمان حول مقدرة القوى المعارضة على جسر الهوة بينها وإنهاء الشقاق الموجود في النظام السياسي، موضحاً أن نزع الشرعية عن مرسي ستؤثر على الوضع السياسي ليس في مصر، وحتى وإن أزيح عن السلطة.

وأوضح أن تهميش وإقصاء ومحاصرة الحركة سيكون له تداعيات كبيرة، ولا يعني ما جرى أنها انتهت، بل إن هذا يمكن أن يود رداً عنيفاً، وكثرة الضغط يمكن أن تدفعها إلى العنف، خاصة بعد عقود من القمع والقهر والتضييق.

وحفلت المواضيع المنشورة على مواقع وسائل الإعلام الإسرائيلية بتعليقات تعبر عن السعادة بعزل الرئيس المصري، ومعبرة عن ارتياحها لما جرى باعتباره وحركته عدوين للكيان.

وكان الجيش عزل الرئيس محمد مرسي الليلة الماضية، معطلاً الدستور ومكلفاً رئيس المحكمة الدستورية برئاسة مصر في الفترة المؤقتة، دون تحديد موعد لنهاية هذه الفترة الانتقالية، وسط رفض من محمد وحركة الإخوان المسلمين باعتبار ما جرى انقلاباً على الشرعية التي انتخب على أساسها.