صفقة القرن مشروع إستيطاني كولونيالي تمت صياغته لينفذ من جانب إسرائيل فقط... بقلم/ نضال خضرة

نضال خضره.jpg
نضال خضره.jpg

غزة/ المشرق نيوز

من يقرأ تاريخ الصراع مع الإحتلال الإسرائيلي يصل لنتيجة بأن السلام يشكل أكبر خطر علي منظومة الأمن القومي الإسرائيلي لأن إسرائيل أرست قواعد استراتيجية أساسية في جميع مؤسساتها العسكرية والأمنية منذ نشأتها وهذه القواعد تتمثل في (تعزيز الصراع وإدارته) لأن هذا الصراع بحسب العقيدة الأمنية والسياسية ذات الخلفية الصهيونية والدينية هو الضامن الوحيد لبقاء قوة ونفوذ وتمدد إسرائيل كمشروع استيطاني ديني قومي في هذه المنطقة, وأي استقرار أمني وسياسي في هذه المنطقة يضر بمنظومة الأمن القومي لإسرائيل .

من جانب أخر، لم تعد هناك قناعة لدي المجتمع الإسرائيلي في مشروع السلام وهذا بات واضحاً من خلال ميول المجتمع الإسرائيلي باتجاه اليمين الديني واليمين العلماني على حد سواء.

كما أن الولايات المتحدة وإسرائيل عندما توافقوا على صياغة هذه الصفقة كانوا يعلمون بأنه لا يوجد أحد من الفلسطينيين يجرؤ علي الإقتراب من القضايا الوطنية الثابتة وهذا ما يؤكد علي ضمان رفض الصفقة وعدم قبولها من قبل الفلسطينيين, لأنها  تجردهم  من جميع حقوقهم بل وتسعي لشطب هويتهم واغتيال وجودهم.

وبرغم حالة الإجماع التي يدعيها الفلسطينيين برفض الصفقة إعلامياً وبرغم رداءة سلوكهم وأدائهم السياسي إلا أن إمكانية تنفيذها ضرب من الخيال, لأنها بالأساس لم تصغ بهدف التنفيذ بل تمت صياغتها على قاعدة الرفض الفلسطيني, والقبول الإسرائيلي, لتساهم في تدمير وشطب ما تبقي من المشروع الوطني من خلال تنفيذ البنود التي تخص إسرائيل من جانب واحد.

لاسيما ضم القدس وضم التجمعات الاستيطانية وضم الأغواروعزل الفلسطينيين في تجمعات سكانية منفصلة غير متواصلة أشبه بنظام الأبارتهايد, تمهيداً لتهجير أكبر عدد من السكان الأصليين.

وهذه البنود من الصفقة جاءت لتخدم إسرائيل في صراعها الديمغرافي في العشرين عام القادمة.

مشروع الصفقة تمت صياغته من قبل اليمين الصهيوني في إسرائيل واليمين المسيحي الإنجيلي في الولايات المتحدة الأمريكية لتحقيق عدة أهداف جزء منها ذات بعد ديني وجزء منها ذات بعد سياسي بهدف التجميع اليهودي والتفريق الفلسطيني وتدمير ما تبقي من المشروع الوطني الفلسطيني وتحقيق عدة أهداف إستراتيجية لصالح إسرائيل كمستعمرة في هذه المنطقة.

ومن هذه الأهداف: شطب ما تبقي من المشروع الوطني الفلسطيني وتحويل الحلم الوطني الي كابوس واقع من خلال عزل الفلسطينيين في كانتونات بهدف التهجير والتطهير, في إطار الصراع الديمغرافي, وتعزيز الصراع وادارته لحساب إسرائيل  لفترة زمنية قادمة في هذه المنطقة..بهدف تعزيز نفوذ إسرائيل وتمددها في المنطقة وإعطائها الوكالة الإستعمارية في المنطقة لحساب النظام الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.

لذلك الخلاص الوحيد لمواجهة هذه الصفقة يكمن في العمل فوراً على إنهاء هذا الإنقسام, والتوافق وطنيًا على برنامج وطني نضالي لتبديد هذه الصفقة.

وعلينا أن ندرك بأن الانقسام وتمويله ورعايته وإدارته طيلة 13 عام كان المقدمة الأولي لتمرير هذه الصفقة..

كما أن هذا الإنقسام كان المؤامرة الأولي التي أحيكت علي شعبنا ودبرت بالليل وإستمرار بقائه لحد الأن يعتبر أكبر داعم لتنفيذ مشروع هذه الصفقة, وبقائه يمثل أعظم خيانة وطنية في تاريخ نضال الشعب العربي الفلسطيني الذي بدأ منذ العام 1936 الي يومنا هذا.