الجماعة والرئيس وتبادل الفشل -- بقلم : يحيى رباح

الجماعة والرئيس وتبادل الفشل -- بقلم : يحيى رباح
الجماعة والرئيس وتبادل الفشل -- بقلم : يحيى رباح

لو أن جماعة الأخوان المسلمين نجحت في أعطاء أبنها ومرشحها الرئيس محمد مرسي هامشاً من الحرية ولو بنسبة واحد في المليون لآتخاذ قرارات تتناسب كونه أنتخب رئيساً لمصر وليس للجماعة.
لو أنها نجحت في ذلك لكان هناك إمكانية أن ينجح الأخوان المسلمين في تجربة الديمقراطية والحكم وتبادل للسلطة!!!
ولكنهم لم يستطيعوا أن ينتصروا على أنفسهم، وفشلوا في قراءة معطيات الزمن الذي يعيشون فيه، ولم يقدروا الشعب المصري حق تقديره رغم أنهم يعيشون وسطة منذ اكثر ثمانين من سنة.
فكان أن وضعوا الرئيس في هذا المأزق الذي يعاني منه، لدرجة أنه أصيب بما يسمى هستيريا الشرعية، ففي خطابه يوم الثلاثاء الماضي، الذي مدته خمس وأربعين دقيقة.

«خطاب طويل وممل في ظرف كهذا» استخدم كلمة شرعية مئة وثمان وتسعين مرة، آي بمعدل يفوق ثلاث مرات في الدقيقة الواحدة، مناقضاً بذلك ما قاله أمام الحشود في ميدان التحرير قبل سنة، آي في يوم التاسع والعشرين من حزيران عام 2012 م، حين أكد أن الشعب هو الشرعية، وأن إرادة الشعب فوق كل الشرعيات جميعها، فإذا به في خطاب الثلاثاء والذي جاء متأخراً في الليل بعد أكتمال التنقيحات من المرشد ينقلب على عقبيه، اللهم إلا إذا كان خطابه في ميدان التحرير قبل سنة كان موجهاً لجماعة الأخوان وليس للشعب المصري.
محمد مرسي جماعته لم يعطوه الفرصة، ولم يمنحوه الهامش,ولم يتركوا له متنفساً، فإذا به يغرق في طوفان المأزق !!!
وبالمقابل :-

فإن الدكتور محمد مرسي كان في إمكانه في لحظة شجاعة أن ينقذ جماعته لو أنه أستجاب للثلاثين مليون مصري الذين اندفعوا كالطوقان في شوارع وساحات وميادين مصر,ولكنه فشل في ذلك، لم ينجح، اهتزت ساقاه أمام القرار ألاهم، وبدل أن يقلل الخسائر إلى أقل حد ممكن، فيرحل هو من الرئاسة ولكن تاركاً الأبواب للجماعة لكي تبقى وتشارك من جديد وتستفيد من التجربة وتصلح الأخطاء.
فاتت الفرصة, خطاب الثلاثاء أضاع الفرصة، وتطور المطلب العام للشعب المصري من رحيل الرئيس إلى رحيل الجماعة !!! ومعروف أن كل دم يراق على يد الجماعة في عنادها المغلق، سيجعل رحيل الجماعة من النسيج السياسي للشعب المصري أمراًحتمياً وقدراً مقضيا.
السؤال الذي يتردد الآن في دوائر العالم هو:
لماذا الأخوان، الأخوان المسلمون مجأزاً، لماذا في كل مرة يسقطون في الأختبار,ولماذا يتبادلون الفشل، ولماذا لايتعلمون من تجاربهم القاسية؟

والجواب أن الأخوان، جماعة الأخوان، وتفريعات جماعة الإخوان يعيشون في الكهف المظلم لا يرون ولا يسمعون إلا ما تسول لهم انفسهم، وإلا ما يهمس به الشياطين لهم، سواء مندبوبي اميركا، أو شياطين المنطقة !!! وحين تدمن جماعة سماع نفسها، وتتعامل مع هواجسها وفرضياتها وتسد أذنيها حتى لا تسمح هديرالواقع,فأنها تصبح عاجزة عن التعليم، وعاجزة عن التطور، مثل أهل الكهف الذين ماتوا داخل الكهف وهم هاربون من دنياهم، وحين إعادهم الله إلى الحياة بقدرته الخارقة سبحانه وتعالى، ووجدوا أنهم خارج الزمن ولغته وقوانينه وجدليته، ولم يكن أمامهم سوى حل وحيد أن يعودوا إلى الموت من جديد.