بالأدلة (حلم اسرائيل الكبرى بين الواقع والمتوقع) ... بقلم/ د. ناصر اليافاوي

ناصر اليافاوي.jpg
ناصر اليافاوي.jpg

غزة/ المشرق نيوز

لم يعد حلم اسرائيل الكبرى دربا من الخيال ولا أمر صعب المنال ، هذه هي صفقة القرن الكبرى وليس الصفقة المعلنة الينا ..

ترامب هو الوسيلة الأولى لتحقيق بات قريبا للحلم الصهيوني.

فقدكشفت إحدى الخرائط عن أطماع الصهيونية في دول الخليج والجزيرة العربية، هذه الخريطة بعث بها حاخامو القدس إلى السلطان عبد الحميد العثماني يطالبون من خلالها إقامة دولة يهودية تشمل الأردن وسوريا ولبنان وفلسطين والعراق وقسما من مصر وشمالي الحجاز والمدينة المنورة، وكان اللورد اليهودي (روتشيلد) الذي يحتفظ بتلك الخريطة، أطلق عليها (خريطة مملكة إسرائيل)، وجدير بالملاحظة أن مجلة (التبشير اليهودي) علقت على هذه الخريطة بقولها: (إن بعض اليهود يعتقدون أن إسرائيل يجب أن ترث شبه الجزيرة العربية كاملة). التوجه لهؤلاء دعمه (ثيودر هرتزل) رئيس المؤتمر الصهيوني الأول الذي انعقد عام 1897م في سويسرا، إذ أشار إلى أن تطلعات الصهيونية العالمية لا بد أن تصل إلى إضعاف وتقسيم الجزيرة العربية، فقد قال: (إن ما يلزمنا ليست الجزيرة العربية الموحدة، وإنما الجزيرة العربية الضعيفة المقسمة الواقعة تحت سيادتنا، المحرومة من إمكان الاتحاد ضدنا). الجزيرة العربية الضعيفة والمقسمة هذا ما يتطلع إليه هذا الكيان، بالتالي لم يكن مستغربا أن نسمع عن دعمه للإرهاب داخل المملكة العربية السعودية!، كما لم نستغرب من دعمه للإعلام وللسياسة العالمية الموجهة ضد مصالح هذه البلاد.

وأود أن طرح أمامكم ما كشفه (كارانجيا) الصحفي الهندي في كتابه (خنجر إسرائيل) تحت عنوان: (أهمية أراضي العدو التي ستغتصب). الخطة الاستراتيجية العامة للجيش الصهيوني خلال العقود الماضية، والتي أشارت إلى: "أن الأهمية الاستراتيجية لمنطقة (شومر) ستمكن إسرائيل من احتلال حقول الزيت العربية السعودية، إن اغتصاب المنطقة التي تحدها قناة السويس ونهر الليطاني والخليج العربي في غاية الأهمية للكيان الصهيوني"، وهذا ما أكدته الوثائق الحديثة، فالكيان الصهيوني يطمع في الاستيلاء على الأراضي العربية الغنية بالنفط عندما تسنح الفرصة، وبالتالي فمحاولة هذا الكيان لزعزعة الأمن الداخلي والخارجي للبلاد العربية عموما لا تحتاج لدليل لإثباتها، على الأقل بالنسبة لي.

تصريحات زعماء الصهاينة يدعم صحة طرحنا //

- في عام 1967م بعد تدنيس لساحة المسجد الأقصى واعتدائهم على حائط البراق، أقاموا احتفالا ضخما، ونفخوا بالأبواق، ثم ألقى (دايفيد بن غوريون) خطابا قال فيه: "لقد استولينا على القدس، واستعدناها، وغدا سيكون طريقنا إلى يثرب"، - موشي ديان فقد قال يوم احتلالهم للقدس: "الآن أصبح الطريق مفتوحا أمامنا إلى المدينة ومكة"

- (غولدا مائير) رئيسة وزراء الكيان فقد تطلعت إلى الجنوب ثم قالت: "إني أشم رائحة أجدادي بالحجاز، وهي وطننا الذي علينا أن نستعيده"..

- الصحفي اليهودي (بن هنخت) كتب : "عندما تصبح لنا - معشر اليهود -السيطرة الكاملة على العقبة وخليجها، فإننا سوف نستطيع مهاجمة الحجاز وتدمير الأماكن المقدسة الخرافية في مكة والمدينة"!،

- نشرت الصحف الصهيونية خطة يهودية لاحتلال منابع النفط في دول الخليج والجزيرة العربية، والذي قيل إنه سيتحقق بالاعتماد على وحدات الكوماندوز الإسرائيلية الخاصة والمدربة لذلك الغرض، هذه العملية أطلق عليها اسم (إيلادين)، ونقطة انطلاقها تبدأ باحتلالهم لمطار الكويت ومنه يكون التوجه للسيطرة على آبار النفط، لينتهي المطاف برفض قوات الكيان الصهيوني الانصياع لإنذار الولايات المتحدة الأمريكية بضرورة الخروج كخطوة مبدئية لاحتلال أمريكا للمنطقة بحجة نيتها إخراج المحتل الصهيوني ..

- (مناحيم بيغن): "لن يكون سلام لشعب إسرائيل، ولا لأرض إسرائيل، ولا للعرب، ما دمنا لم نحرر وطننا بأجمعه بعد، حتى لو وقعنا معاهدة الصلح"!.

- في عام 1967م، قال وزير خارجية الكيان: "إن سياسة إسرائيل التوسعية في الأراضي العربية ستستمر دون أية مراعاة لتوصيات وقرارات منظمة الأمم المتحدة"!، وهو ما كان.. وما نأمل ألاّ يدوم!.

تأسيسا لما سبق نرى/

ان كل مايحدث على أمر الواقع وما يرافقه من اتفاقيات وإذعانات ، وانبطاح وهرولة تطبيع بمثابة توقيع صك تسليم لمملكة اسرائيل الكبرى ، وللاسف خريطة اسرائيل الكبرى لازالت حتى اليوم منحوته على عملة الأغورة الصهيونية حتى اليوم، وكثير منا لا يعرف مغزاها...