نشطاء مواقع التواصل يتداولون منشورات المغدورة صفاء شكشك مع زوجها قبل قتلها

المغدورة صفاء.PNG
المغدورة صفاء.PNG

غزة/ المشرق نيوز

أثارت قضية مقتل الفتاة الفلسطينية، صفاء شكشك (25 عاماً) من غزة، الرأي العام ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما هزت الحادثة المجتمع بأكمله.

بدأت الحادثة التي استيقظ عليها الشعب الغزي، حين وصلت فتاة جثة هامدة إلى مجمع الشفاء الطبي، وبحسب ما روى والدها كمال شكشك في تصريح لوسائل إعلام محلية، أنه فوجئ باتصال هاتفي من خال زوج المغدورة؛ ليبلغه بمقتل ابنته على يد زوجها، وللحضور إلى مستشفى الشفاء، وبدء إجراءات التحقيق الجنائية، وغيرها من اجراءات استلام الجثة.

ويؤكد والدها، أن زوجها قام بشنقها بعد شجار وقع بينهم الساعة الثانية بعد منتصف ليلة أمس الاثنين، ويشير إلى أن شجاراً آخر وقع بينهما يوم الخميس الماضي، تركت صفاء على إثره بيتها وهربت إلى بيت أهلها، وتم حله "بما يرضي الله" على حد تعبيره، وعادت إلى بيتها ليلة مقتلها.

ودشن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاج #صفاء_شكشك، والذي نضح برفضهم لاستمرار مسلسل جرائم قتل النساء، والتي تكررت بفترات مُقاربة.

وكشفت تعليقات النشطاء، بعض التفاصيل، التي لم يتم ذكرها عبر مصادر رسمية.

فكتبت الإعلامية هدى بارود: "جيران الفتاة سمعوا صراخها، وظنوا أن زوجها "بيضربها زي كل مرة"، كانت الفتاة قد عادت لزوجها مؤخراً بعد أن تركت له المنزل لأنه "حشاش"- يتعاطى الحشيش- مثلما ذكر أقارب الضحية، الذين برروا عودتها لزوجها الذي يعتدي عليها بالضرب بقولهم: "رجعت عشان تربي ولادها".

وأضافت هدى مُستنكرة: "فتاة في الـ 25 من عمرها، كانت تُعنف وأهلها وجيرانها على علم بذلك، ولم يحرك أحدهم ساكنًا، والآن بعد مقتلها يطالبون بالقصاص! بظروفها كانت ستقتل لا محالة، إن لم يكن قتلًا حقيقياً، سيكون قتلًا معنوياً، رغم ذلك تُركت لتموت".

وطالبت هدى بسن قوانين خاصة تحمي الفتيات من القتل والعنف.

وطالبت الناشطة فداء بالعدالة لصفاء، وغردت عبر (تويتر): "جرائم قتل النساء مستمرة بدون أي رادع! العدالة لصفاء شكشك".

ورأت الناشطة نسيبة حلس، أن عادات المجتمع ومعتقداته، أسباب أدت لمقتل صفاء، وغردت نسيبة: "زوجوه بيعقل، وكأنه بنت الناس إصلاحية لتأهيل المجرمين والمرضى النفسيين! محدا بتخيل سعادة الأب وهو بيحكي (زوجتك ابنتي البكر الرشيد) وآخر المطاف تيجيه مشنوقة".

ورأت الناشطة سمر، أن بقاء الفتاة دون زواج أفضل من نهاية صفاء، وكتبت: "مكوث البنات في بيوت آبائهن معززات مكرمات، أفضل بمليار مرة من أن يتم تزويجهن لحيوانات على هيئة بشر! الأب الذي يبكي قلبه وهو يقول (زوجتك ابنتي البكر الرشيد) ليتمم لابنته سعادتها، آخر ما يتمناه أن تعود له ابنته جثة هامدة لا لشيء، سوى أنها آثرت التحمل والصبر من أجل أبنائه".

وقال الناشط وسام: "قصص بعض النساء المضطهدات في مجتمعنا مدعاة للحزن، والأكثر وجعاً هو اضطهادهن من عوائلهن وإجبارهن على الاستمرار في علاقة زواج لايطقنها فقط من أجل سمعة العائلة أو لأنهم لايستطيعون الصرف عليهن، أعان الله كل امرأة لا تجد في نفسها قوة ولا فيمن حولها ظهراً لتنهي تفاصيل عذابها واضطهادها".

وسلط الناشط خليل سامي فحجان الضوء على نظرة المجتمع الشرقي للمرأة المُطلقة، وغرد: "خافت على نفسها تصير مطلقة ومجتمعنا الرجعي بينظر نظرة استحقار للمطلقات، فرجعت للذل والإهانة والموت".

وأضاف: "الأهل بيضلهم يسكتوا فيها ويرجعوها لزوجها وأحيانًا بيغصبوها عليه، ويحكوا ما عنا مطلقات، وما في بعد بيت الزوج، لحد ما يقتلها بعدين بقرروا ينتقموا".

وطالبت هبة الزيان بمُحاسبة جميع الأطراف، وغردت: "من أجل صفاء شكشك لا بد من محاسبة حقيقية لكل الأطراف ذات العلاقة ولا بد من بحث إذا كانت الضحية، قد طلبت مساعدة الجهات الرسمية ومؤسسات الحماية أم لم تطلب، و في حال طلبت، مساءلة هذه المؤسسات".

وأضافت: "النساء لسن بخير .. قصة المغدورة و الضحية صفاء شكشك، هي أكبر دليل على أن الصمت عن العنف ضد النساء جريمة، ويؤدي إلى نتائج كارثية وهو "شرعنة صامتة للجريمة القادمة" إقرار قانون حماية الأسرة حق واجب التنفيذ".

واسترجعت الناشطة نعمة التميمي، ضحايا العنف الأسري في تغريدتها، فكتبت:

#إسراء_غريب قتلها آلـ صافي وإخوتها بالضرب ملعونين ليوم الدين!

#صفاء_شكشك ٢٥عاماً قتلت علي يد غير الفالح جوزها بعد ما رجعت منشان ولادها!

#روان_أبو_هواش قتلها ابن عمها (طليقها) وأبو ولادها منشان طالبت بحقوقها وأهلها سامحوه!

#إيمان_النمنم قتلها أبوها ملعون أبوها بدفنها حية!

#فلسطين دفنها قادة العرب ملعون شرفهم!".

الوجه الآخر لمواقع التوصل

وبالعودة إلى حساب الزوج القاتل، رصد النشطاء آخر منشوراته، والتي كانت غزلاً بزوجته المغدورة، مٌعلقاً لها: "أنت الأوكسجين الذي أتنفسه".

كما احتوت التعليقات على إحدى صوره، وصلة غزل بينهما، وصور أطفالهما الثلاثة.

 تلك المثالية التي يتم تصديرها للفضاء الأزرق، جعلت النشطاء يُناقشون الوجه الآخر لمواقع التواصل الاجتماعي، فكتبت الناشطة ريما سعد الدين: "لتعلموا أن ليس كل ما يُكتب عبر (فيسبوك) حقيقي، لتتأكدوا أنه ليس كل من يردد الكلمات المعسولة لبعضهم ليسوا سعداء على الواقع، ولا يحبون بعضهم، ولا يعيشون حياة وردية".

وأضافت: "هذه هي صفاء، التي عاشت طول عمرها مقهورة ومهانة ومضروبة، وهذا هو زوجها الذي عذبها وشنقها في النهاية، مجتمعنا كاذب ومنافق، ومواقع التواصل الاجتماعي من أسوأ أنواع التكنولوجيا التي جعلت الناس تختبئ بشخصيات وهمية من باب (جخوا ولا تموتوا حزانى)".

ونشرت الإعلامية هاجر حرب، صورة للتعليقات المتبادلة بين القاتل والمغدورة، وعلقت: " الوجه الآخر للكذبة الكبيرة التي تسمى (سوشيال ميديا)، السعادة الحقيقة بين الناس لا يقال عنها، العلاقات القوية غير قابلة للانكسار، تبقى طي الكتمان، يستمتع بها الزوجان بعيداً عن أعين الناس، وطالما يضع لك أحببته وإيموجي قلب على منشوراتك، أعرفي أنه يجاملك هذا على أحسن تقدير، وأنك أبعد ما تكوني عن أن تتربعي على عرش قلبه".